الوقت- لم تأتي دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشعب الأمريكي إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة العلاقة العنيفة بين الشرطة المحلية والأمريكيين من السود ومن ذوي الأصول اللاتينية من فراغ، كما أن حادث إطلاق النار في مدينة دالاس الأمريكية الذي أدى إلى مقتل 5 من رجالها وإصابة ستة آخرون برصاص قناصة جاء تتويجاً لأسبوع دموي أسود في أمريكا، وكذلك عام أسود شهد حتى المنتصف منه 123 حادثة قتل لرجل أسود على يد الشرطة الأمريكية في الـ2016.
في ما يلي تسلسل الوقائع التي تهز أمريكا منذ الثلاثاء:
مقتل رجل اسود في لويزيانا الثلاثاء:
عند الساعة 00,35 من ليل الاثنين الثلاثاء، قتل بائع جوال اسود يدعى التون سترلينغ برصاص شرطي كان يحاول السيطرة عليه في باتون روج بولاية لويزيانا جنوب أمريكا.
وكشف تسجيل فيديو لهاو الحادثة. وفي اللقطات التي لا تتضمن كل الوقائع، بدا بائع الاسطوانات المدمجة يمتثل لرجال الشرطة. وقد ثبته شرطيان على الارض وهما يصرخان "انه مسلح". واخرج الشرطيان سلاحيهما ثم سمع اطلاق نار. ويبدو ان الرجل قتل برصاص اطلق عليه عن قرب.
وفي لقطات اخرى بدا الرجل ينزف بغزارة من صدره.
في اليوم التالي فتحت الشرطة الفدرالية تحقيقا في مقتله.
مقتل رجل ثان في مينيسوتا الاربعاء:
بعد يوم واحد فقط على حادثة لويزيانا، وتحديداً يوم الاربعاء قتل فيلاندو كاستيل البالغ من العمر 32 عاما في سيارته برصاص الشرطة امام صديقته وابنتها في منطقة فالكون هايتس بالقرب من مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا، خلال عملية تدقيق بسبب تحطم مصباح سيارته.
صورت صديقته اللحظات الاخيرة ووضعتها على موقع فيسبوك للبث المباشر ليشاهده اكثر من اربعة ملايين شخص خلال ساعات. في اللقطات يظهر الرجل الذي يعمل في مطعم مدرسة وهو يئن مصابا برصاصة في مقعد سائق السيارة، بينما يمسكه الشرطي من خده. واوضحت المرأة ان الشرطي قتل صديقها عندما كان يبحث عن اوراق هويته.
موجة احتجاجات الخميس:
وخجرت تظاهرات احتجاج وتجمعات مسائية في جميع انحاء البلاد من نيويورك الى لوس انجلس مرورا ولايات إلينوي ولويزيانا ومينيسوتا وفلوريدا وميشيغان وواشنطن وتكساس وبنسلفانيا وشيكاغو. في مانهاتن بنيويورك ردد آلاف الاشخاص الذين توجهوا الى ساحة تايمز سكوير "كفى" و"حياة السود تهم".
وتجمع مئات المتظاهرين في سانت بول امام مقر حاكم ولاية مينيسوتا مطالبين "باحقاق العدل".
مقتل خمسة شرطيين في دالاس مساء الخميس
بينما كانت التظاهرة المناهضة للعنصرية في دالاس (ولاية تكساس، جنوب) تشارف على نهايتها، وقع اطلاق نار قرابة الساعة 21,00 (2,00 ت غ من الجمعة).
قتل خمسة شرطيين وجرح تسعة اشخاص آخرين بينهم سبعة شرطيين برصاص قناصة في هجوم منسق اشاع الفوضى والخوف اثر التجمع الاحتجاجي.
من جانبه، قال قائد شرطة دالاس ان القناص الذي يشتبه بمهاجمته رجال الشرطة في مدينة دالاس الاميركية ابلغ مفاوضيه قبل ان يقتل انه اراد قتل الاميركيين البيض وخصوصا رجال الشرطة. واكد انه لا ينتمي الى اي مجموعة.
وفي أحدث التعليقات على هذه الحوادث التي تؤكد هشاشة المجتمع الأمريكي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن حوادث قتل السود في أمريكا على أيدي الشرطة، يجب أن تتوقف فورا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في أمس الجمعة، أن مقاطع الفيديو التي أظهرت مقتل شخصين أمريكيين من أصول إفريقية، وثقت ما بات يعرف وكأنه قتل عادي من جانب الشرطة ضد السود. وتابعت " هذه الحقيقة المؤلمة بدأت مع مقتل المراهق الأسود غير المسلح مايكل براون عام 2014، وذلك في مواجهة مع ضابط شرطة أبيض في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري، ما أسفر حينها عن حدوث اضطرابات عنصرية، ثم استمر إطلاق النار من جانب الشرطة على المواطنين السود".
واستطردت الصحيفة " حادثة قتل الرجل الأسود في ولاية مينيسوتا الأربعاء الموافق 6 يوليو هي الحادثة رقم 123 التي يقتل فيها رجل أسود على يد الشرطة الأمريكية هذا العام". وخلصت الصحيفة إلى القول :"إن إطلاق النار صار جزءا من حلقة بشعة لمنفذي قانون عاثوا في الأرض فسادا".
يذكر أن البنتاغون أعلن، أمس الجمعة، أن ميكا جونسون الذي قالت وسائل إعلام أمريكية إنه مطلق النار الرئيسي في الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الشرطة في دالاس، كان عنصرا احتياطيا في القوات البرية الأمريكية وخدم في أفغانستان.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الأمريكي، سينتيا سميث، في بيان، إن جونسون خدم في أفغانستان بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 وتموز/ يوليو 2014، لافتة إلى أنه كان جنديا متخصصا في أعمال البناء والنجارة.