الوقت ـ تطرقت وكالة رويترز للأنباء في تقرير شامل لها إلى خطة الأمير السعودي "محمد بن سلمان" للقيام بإصلاحات الإقتصادية وتحريرإقتصاد بلاده من الإعتماد على النفط، مشيرة إلى أن هذه الخطة قد تنجم عن إنهيار الحكم السعودي بسبب تداعيات تطبيق الخطة الإقتصادية. وأشار التقرير إلى عدد من العوائق التي تحول دون إنجاز الخطة الإقتصادية منها:
الأمراء السعوديين وشيوخ الوهابية
الحكم السعودي يرتكز على القواعد الثلاثة وهي: العائلة الملكية، والنفط والإسلام. وتهدف الإصلاحات المرتقبة تحرير هذه الدولة من الإعتماد على النفط، لكنها قد تترك آثار مخربة على العائلة المالكة والجانب الديني.
وتمكن الحكومة السعودية من حصر السلطة في العائلة الملكية عبر تقسيم الأموال والعوائد النفطية على شكل الإعانات والمساعدات، لكن إنخفاض الكبير في أسعار النفط مقارنة بأسعار عام 2012 أجبرت الملك السعودي لخفض الدعم الحكومي المخصص للوقود والذي لايستفيد منه إلا الشريحة المتوسطة في المجتمع السعودي وهذا يستصعب تشكيل جبهة الداعم للحكومة.
وتشكل النفط حاليا أكثر من 70 في المئة من مصادر الميزانية الدولة السعودية وأطلقت الأمير محمد بن سلمان خطة تحرير البلاد من الإعتماد على النفط في إطار الرؤية المستقبلية السعودية 2030 ولاشك أن إجراء الخطة ستأتي بتداعيات سلبة قد تثير الغضب و الإستياء الشعبي عن الإصلاحات الإقتصادية خاصة بين الشريحة الفقيرة البدوية.
فقدان الوحدة داخل العائلة الملكية
ولم يكن بإمكان هذا السخط الشعبي أن يوجد مشكلة للحكومة السعودي، إذا كانت العائلة الملكية وحدة موحدة، لكنها ليست بمنأى عن الخلافات التي تهدد مستقبلها. إذا مات الملك السعودي، يصل مسند الحكم للمرة الأولى إلى من ليس نجل الملك ابن السعود وفضلا عن هذا، أثارالصعود المفاجئ لـ"محمد بن سلمان" الى القدرة وتوليه مهمة الإصلاحات المخاوف عند ولي العهد وقد ينجم تربعه على عرش الحكم استياءا شديدا بين أبناء الملوك السابقين لم يولدوا من أم "سديري".
هل سيكون مصير مهندس الإصلاحات "القتل"؟
ليس الخلاف على قضية الخلافة أمرا غريبا في تاريخ العائلة الملكية السعودية؛ حيث أقالت نفس العائلة نجل الملك ابن السعود عام 1964 وعينت ملك فيصل الإصلاحي خلفا له وقام فيصل بدوره بعدد من الإصلاحات الإقتصادية بهدف تطوير البلاد وتحديثه كما أنهى الإستعباد، لكن إنتهت مسيرته بحادثة دامية وتم إغتياله عام 1975. ومن يسير على درب فيصل ويطمح في إجراء الإصلاحات الإقتصادية فمصيره لايختلف عن مصير الأمراء الإصلاحيين.
الوهابية داعم للتقليديين وخطر على المتجددين
عقدت العائلة الملكية عقدا شفويا مع الوهابية ولم يكن بإمكان ابن السعود خلق الوحدة داخل البلاد إذا لم يكن مدعوما من العلماء الوهابية وقدينفلت الأمور من يد خلفائه. لكن هذه الوهابية التي كانت دوما مصدرا للتشدد الديني والفرقة القومية، ربما يكون العائق الرئيسي أمام الملوك السعوديين للمصالحة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والإسلام الشيعية فضلا عن القيام بإصلاحات إجتماعية حقيقية. ولايتوقع دوام الإصلاحات الإقتصادية دون حصول التطورات الأساسية منها تعديل القوانين في مجال المساواة بين الرجال والنساء وتحديث القوانين المتشددة الدينية.
العودة إلى الماضي المرير
قد تؤدي المنافسات داخل العائلة الملكية، والقوى الدينية والضغوطات الإقتصادية إلى تضعيف أركان حكم وضع ابن السعود حجر الأساس له وقد ينتهي الأمر إلى تفتيت المملكة السعودية يحكم كل جزء منها أحد الأمراء السعوديين وبعبارة أخرى يعود تاريخ السعودية إلى قبل إتحادها بمبادرة من ابن السعود.