الوقت – بعد ان طالبت سياسية المانية تدعى فراوكة بيتري (رئيسة حزب اي اف دي اليميني المتطرف) في وقت سابق باطلاق النار على المهاجرين واللاجئين اذا اقتضى الأمر وطالبت بالتنسيق مع الدول الجارة لالمانيا مثل النمسا لمنع تدفق اللاجئين او اغلاق حدود الاتحاد الاوروبي، جاءت تصريحات المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لتزيد الطين بلة، فقد قالت ميركل في 30 يناير ان اللاجئين السوريين والعراقيين سيتم اعادتهم الى بلدانهم فور انتهاء الازمة في بلدانهم.
وتأتي هذه المواقف في وقت اعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون معارضته للطلبات المقدمة بقبول 3 آلاف طفل لاجئ مشرد في انحاء اوروبا قائلا: ان سياسة الابواب المفتوحة يمكن ان تشجع النزوح الخطر الى اوروبا بشكل اكبر، وادعى كاميرون ان بريطانيا قدمت دعما سخيا فيما مضى لمخيمات اللاجئين في الحدود السورية وعلى هؤلاء اللاجئين البقاء قريبا من اوطانهم لكي لايبتعدوا عن عوائلهم.
ويشير تقرير للشرطة الاوروبية ان حوالي 10 الاف طفل لاجئ مشرد في اوروبا قد ضاعوا ويمكن ان يتعرض الكثير من هؤلاء الاطفال الى سوء المعاملة ومنها الاستغلال الجنسي على يد عصابات الاجرام المنظم، وتقول صحيفة الغارديان ان 5 آلاف طفل من هؤلاء الاطفال قد اختفوا في ايطاليا لوحدها وان الف طفل من الذين وصلوا الى السويد لم يتم تسجيل اسمائهم ابدا وان اخبارهم مقطوعة وهناك قلق جدي على مصيرهم.
ونظرا الى هذه الحقائق التي ذكرناها يمكننا القول ان التصريحات "الانسانية" للغربيين هي تتعلق فقط بخارج الحدود الاوروبية وتصدق فقط حينما لاتكون كلفة العمليات الانسانية مدفوعة من جيوب الاوروبيين واذا صرف الاوروبيون اموالا فإنهم يجب ان يحصلوا على اضعاف هذه الاموال بشكل اتفاقيات وعقود ومساعدات تقدمها الامم المتحدة.
لقد شهدنا في عام 2015 ضجيجا حول استقبال لاجئي حروب المنطقة في المانيا وباقي دول غرب اوروبا وكانت وسائل الاعلام تبث بشكل يومي ومستمر مشاهد استضافة ضحايا الارهاب والتطرف لكن خلال الصمت المطبق الذي يستمر في الشهور الاخيرة فاننا نشهد ان الكثير من المشردين واللاجئين اصبحوا ضحايا في اوروبا في ظل ضعف التغطية الاعلامية من قبل المتشدقين بحقوق الانسان والجماعات الحكومية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان.
وفي ظل هذه الظروف لم نعد نرى او نسمع اخبار استقبال اللاجئين بل ان ما نسمعه فقط هو عن طرد اللاجئين او حتى اطلاق النار على هذه الجموع التي وقعت ضحية السياسات الغربية.
ان آخر الاحصائيات تقول ان حوالي مليون لاجئ معظمهم من سوريا دخلوا القارة الاوروبية في عام 2015 وذلك في وقت كان الاوروبيون يقولون قبل 3 اشهر من الان ان 3 ملايين لاجئ قد دخلوا اوروبا وتم استقبالهم بشكل انساني!
وكانت الاوضاع اكثر سوءا في المانيا فمسؤولو هذا البلد الذي يعاني نقصا في الايادي العاملة قبلوا الايادي العاملة الماهرة من بين اللاجئين واظهروا انفسهم بانهم من حماة ودعاة الانسانية والان يبادرون الى طرد النساء والاطفال المظلومين وضحايا الارهاب من الاراضي الالمانية.
ان هذه المسرحية الغربية المضحكة تثبت ان الغربيين لايقدمون على اي فعل انساني اذا لم يلب مصالحهم السياسية والاقتصادية وعند سد حاجاتهم واستغلالهم لمآسي الآخرين يتعاملون معهم بوحشية وان مصير المشردين السوريين هو اوضح صورة عن السياسات الازدواجية الغربية.