الوقت – بعد ان توضحت جدية عمليات الجيش السوري وحلفائه ضد الجماعات الارهابية في حلب قامت امريكا وحلفائها في المنطقة بفعل ما يستطيعون لمنع هزيمة الارهابيين وركزوا ضغوطهم الدبلوماسية والاعلامية ضد هذه العمليات في حلب.
وقد قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي وصل جنيف يوم الاثنين ان الجانب الامريكي يجري حوار مباشرا مع الجانب الروسي حتى الان واضاف "نحن نبحث عن تعاون روسيا، نحن نبحث بوضوح عن استجابة النظام السوري لروسيا وللمجتمع الدولي" وتابع كيري قائلا ان وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 27 فبراير يجب ان يشمل حلب التي شهدت تصعيدا للاشتباكات.
وقد التقى كيري في جنيف بوزيري الخارجية الاردني ناصر الجودة والسعودي عادل الجبير وكذلك المندوب الاممي في سوريا ستيفان ديميستورا، اما عادل الجبير فقد اتخذ مواقف حادة تجاه سوريا كالسابق وادان هجمات وعمليات الجيش السوري دون ان يشير الى الهجمات السعودية على اليمن وطالب الجبير بتنحي الاسد عن السلطة.
من جانبها اثارت وسائل الاعلام العربية والغربية ضجيجا كبيرا خلال الايام الماضية حول عمليات الجيش السوري في حلب وسعت الى تأليب الرأي العام على جهود سوريا لمكافحة الارهاب.
وقد اشتدت محاولات امريكا وحلفائها لوقف عمليات الجيش السوري بعد ان توضح ان محور المقاومة وروسيا يريدون محاصرة الارهابيين في حلب بشكل جدي.
وتعتبر حلب اكبر مدينة سورية قبل اندلاع الازمة ولها مكانة استراتيجية كبيرة ويقال ان من يربح معركة حلب هو الذي سينتصر في سوريا بشكل نهائي، وتعتبر مدينة حلب مقسمة الان بين القوات الحكومية وبين الجماعات المسلحة وان اهم جماعة مسلحة فيها الان هي جبهة النصرة وهي الفرع السوري من تنظيم القاعدة.
وحسب الاتفاق المبرم بين امريكا وروسيا فإن وقف اطلاق النار لايشمل جبهة النصرة وان استهداف مواقع هذا التنظيم امر مشروع وقد اعترف الامريكيون في وقت سابق ان لجبهة النصرة دور كبير في حلب، وقال المتحدث باسم القوات الامريكية في العراق ستيف وارن حول احتمال بدء عمليات القوات السورية بمؤازرة روسية في مدينة حلب "ان قوات النظام السوري التي تدعمها روسيا تنشر قواتها القتالية في محيط حلب .. ان جبهة النصرة هي الجهة الاكثر انتشارا في حلب لكن وقف اطلاق النار لايشمل جبهة النصرة".
وتعتبر تصريحات هذا المسؤول العسكري الامريكي اعترافا بشرعية العمليات المرتقبة للجيش السوري وحلفائه في حلب، ويعتقد المراقبون ان هذه التصريحات الامريكية تدل بأن الامريكيين فقدوا الامل من قدرتهم على منع الروس من بدء العمليات في حلب، وقد اشار وزير الخارجية الامريكي جون كيري في بداية الاسبوع الحالي ان فصل جبهة النصرة عن باقي الجماعات المسلحة يعتبر امرا صعبا جدا مضيفا بأن هناك احتمال لبدء العمليات الروسية في حلب بسبب تواجد جبهة النصرة في هذه المدينة.
ويبدو ان الامريكيين يسعون في المرحلة الاولى ان يحولوا دون بدء عمليات الجيش السوري في حلب واذا لم ينجحوا في ذلك فانهم سيسعون الى وضع عراقيل امام هذه العملية والحد من قوتها، وقد اعلنت وكالة اسوشيتدبرس ان امريكا تضع الان خطة دقيقة بالتعاون مع الجانب الروسي لتعيين مناطق آمنة في مدينة حلب يمكن ان يلجأ اليها المدنيون واعضاء الجماعات المسلحة التي تسمى بـ "المعتدلة"، وقد قال مسؤول امريكي للوكالة "هناك شروط صعبة نضعها لتعيين هذه المناطق الخاصة".
وكان الروس قد عارضوا في الماضي هذا المقترح ويبدو مستبعدا ان يقبل الروس بهذه الخطة او يستطيعوا اقناع الحكومة السورية بها وقد اعلن مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف يوم الاحد "ان ما يجري في حلب هو في سياق مكافحة تهديد ارهابي ونحن لن نضغط ابدا على دمشق لوقف حربها ضد الارهاب في حلب".