الوقت- تستمر المفاوضات حول الملف النووي بين ايران والدول الست وهي تشهد تقدما بشهادة الاطراف المشاركة في المفاوضات حيث باتت الاطراف تستخدم كثيرا مصطلح الاتفاق او قرب التوصل الى الاتفاق ، ويتمحور الخلاف المتبقي بشكل رئيسي حول عدد اجهزة الطرد المركزي المسموح لايران باستخدامها وكذلك الغاء العقوبات المفروضة على ايران ، والسؤال المطروح هو ما هو المعرقل الرئيسي امام حصول الاتفاق ؟
من يتابع مجريات المفاوضات يرى بأن المفاوضات التي تجري بين وزير الخارجية الايراني ونظيره الامريكي تحظى باهتمام كبير واكثر من غيرها من اللقاءات بين ايران والدول الست وهذا يدل ان عقدة حل المسألة النووية هي بيد الولايات المتحدة التي يجب ان تتخذ قرارا سياسيا للتوصل الى اتفاق.
وتبذل الاطراف الاخرى المشاركة في المفاوضات جهودها من اجل التوصل الى نتيجة وتذعن هذه الدول ان امتلاك تقنية نووية سلمية هو حق لايران ولايمكن النقاش حوله لان الشعب الايراني ملتف حول هذا الخيار ولذلك تعتقد هذه الاطراف ان سبيل التوصل الى حل لملف ايران النووي هو التحاور والتفاوض.
وفيما تؤكد طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف ان مفاوضاتها مع واشنطن تتركز فقط على الملف النووي تتعالى الأصوات في اوساط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة واعضاء الكونغرس الجمهورين وهم الاكثرية بأن هؤلاء لايمكنهم ان یتحملوا ایرانا تمتلك التكنولوجيا النووية ، ويدق هؤلاء على طبل فقدان الثقة ويقومون باطلاق تصريحات لعرقلة سير المفاوضات النووية.
ومع بداية كل جولة من جولات المفاوضات النووية بين ايران والدول الست يقوم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وجمهوريو الكونغرس باستخدام كافة قواهم وآلياتهم لوضع العراقيل امام المفاوضات عبر الضغط على الادارة الامريكية الحالية التي تبدو في حيرة من أمرها بين حسم الموضوع أو اطالته.
ویعتقد بعض اعضاء الكونغرس الامريكي ان الأوان قد حان لفرض عقوبات اضافية على ايران حيث يقول هؤلاء ان السبيل الانجع لاجبار ايران على التخلي عن برنامجها النووي هو فرض المزيد من العقوبات عليها ، وفي هذا الاطار قالت صحيفة جيروزالم بوست الصهيونية على اعتاب الجولة الجديدة من المفاوضات بين ايران والدول الست ان مجلس الشيوخ الامريكي يعد قائمة جديدة للعقوبات ضد ايران لتقديمها في حال فشل المفاوضات مع ايران.
وفي هذا السياق یقول السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام انه يجب الانتهاء من اعداد قائمة العقوبات الجديدة وتقديمها قبل يوم 20 فبراير والهدف هو الحصول على تاييد 67 سيناتورا امريكيا لهذه القائمة من العقوبات وذلك من أجل منع الرئيس الامريكي باراك اوباما من استخدام الفيتو الرئاسي لرفض هذه العقوبات.
وفي هذه الاثناء تحاول الادارة الامريكية جعل الآخرين يمتنعون عن فرض عقوبات جديدة على ايران لأن ذلك يضر بالمفاوضات حسب قول المسؤولين الامريكيين ، وقد اتصل الرئيس الامريكي يوم الاثنين الماضي برئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي يعتبر من اكبر دعاة عدم الحل مع ايران وقال اوباما لنتنياهو ان واشنطن تسعى الى حل شامل مع ایران یطمئن المجتمع الدولي بأن البرنامج النووي الايراني سلمي.
وتأكيدا على موقف الادارة الامريكية بعدم فرض عقوبات جديدة ضد ايران حذرت ممثلة امريكا في الامم المتحدة سامانتا باور الكونغرس من مغبة فرض عقوبات جديدة على ايران وقالت ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ليس جاهزا للتعاون مع الكونغرس من أجل فرض عقوبات جديدة ضد ايران واضافت ان فرض عقوبات جديدة يعني انهاء المفاوضات النووية بين ايران والدول الست.
وفیما يعتبر سامانتا باور ان التوافق النووي مع ایران مازال ممکنا وان فرض عقوبات جديدة من قبل الكونغرس على ايران يقضي على احتمالات التوافق مع ايران وسيؤدي الى عزلة امريكية في العالم ، يعتبر المراقبون ان مواقف الادارة الامريكية هذه نابعة من ادراك المسؤولين الامريكيين بان ايران لن تتنازل عن حقوقها ابدا وان الاطراف الدولية باتت مدركة ان المواقف الايرنية محقة ومشروعة وان العرقلة الامريكية هو فقط بسبب الكيان الصهيوني ومصالح هذا الكيان .