الوقت- لم نر قط إلى هذا الحد دخول القضايا الإقليمية وتأثير بعض الدول على المحادثات النووية الإیرانیة، ویری بعض الدبلوماسيين والمسؤولين الإيرانيين المرتبطین بالمحادثات النووية أن حضور وزير الخارجية السعودي في فيينا قد شکل أحد العوامل الرئيسية في فشل محادثات فيينا.
ويعتقد بعض الخبراء أن السعودية قد استعدّت منذ ذلك الحین لتنفيذ سيناريو انخفاض أسعار النفط.
لا شك أن الأضرار المترتبة علی انخفاض أسعار النفط ستشمل جمیع البلدان المنتجة والمستهلكة، ولکن سوف لن یتضرر بلد بقدر ما ستتضرر إيران التي تواجه العقوبات الدولية والأحادية الجانب وانخفاض صادرات النفط.
ویری الخبراء أن الکیان الإسرائيلي ومعارضته لأي اتفاق بين إيران و5 + 1، قد شکل عاملاً هاماً آخر لعدم التوصل إلى اتفاق في ديسمبر كانون الأول الماضي. ولعله العامل الذي یترك التأثير الأهم على أمريكا وحلفائها في مجموعة 5 + 1.
ولا شك أیضاً أن المنتصر لعدم التوصل إلی اتفاق بين إيران ومجموعة5 + 1 هو الکیان الإسرائیلي بالدرجة الأولی، لأن مصالحه قد توفرت نتیجة استمرار هذه الأزمة في السنوات القليلة الماضية في المنطقة والعالم أکثر فأکثر. ومع ذلك فالسؤال الذي یطرح نفسه هو لماذا أمیرکا التي تدّعي إجراء مفاوضات جادة ومستقلة عن كل القضايا الإقليمية والدولية ، قد رمت بنفسها فجأة في الحضن السعودي وغیّرت موفقها، وسمحت لبعض اللاعبين الإقليميين أن یلعبوا دوراً خطيراً في المفاوضات النووية؟
ووفقاً للعديد من المحللين، فإن جهود السعودية لخفض أسعار النفط قد ترافقت مع الدعم الأمريكي والأوروبي وبعض البلدان الأخرى في المنطقة ، وذلك لفتح عدة جبهات ضد إيران ولیس جبهة الموضوع النووي فحسب.
ويبدو أن هذه السياسة قد تم التخطیط لها من قبل السعودية وبدعم قوي من أمريكا للمدى القصير، لأن هذه الدول التي هي منتجة ومصدرة للنفط سوف تتكبد خسائر كبيرة على المدى البعيد. وواجه هذا السيناريو الردّ الإیراني السلبي علی لسان کبار المسؤولين في هذا البلد بعد بضعة أسابيع، ولحد الآن لم تحقق الخطط السعودیة الأهداف المتوخاة منها!
ومع ذلك نسأل لماذا سمحت أمريكا للسعودية والکیان الإسرائيلي بأن یلعبا بأوراقها في المحادثات النووية؟
في الوقت الحالي، تجري حرب الإرادات في إطار المحادثات النووية لیس بين إيران وأمريكا فحسب، بل بين إيران ومجموعة من الدول الحليفة لأمیركا في المنطقة والعالم. لقد امتنعت أمیرکا بذريعة وجود الأغلبية الجمهورية في الكونغرس في الفترة الجديدة، وصعوبة التشريع لإلغاء العقوبات الأحادية الجانب ضد إيران، امتنعت لحد الآن من قبول هذا الطلب (إلغاء العقوبات) وارتمت في أحضان البلدان المستفيدة في المنطقة بشأن القضية النووية ، علی أمل الوصول إلی مزید من الفوائد والمزايا في المحادثات النووية من جهة ، وإنفاع حلفاءها في المنطقة من جهة أخری . ولکن هل لهذا النهج آفاق واضحة؟
إن تنفیذ السيناريو السعودي والتقاریرالمغرضة لوسائل الإعلام الغربية حول أنشطة ومنشآت إيران لتخصيب اليورانيوم، لا یهدف إلا إلی حرف الرأي العام عن انتهاك اتفاق جنيف من قبل أمريكا.
وفي هذه الأثناء تحدّث بعض المحللين الأمريكيين في الأسابيع القليلة الماضية عن عدم رغبة أمريكا في الاتفاق مع إيران ورضاءها بتمديد المفاوضات وتنفيذ اتفاق جنيف لفترة أطول .
ويعتقد بعض الخبراء أن أمريكالم تستخدم ورقتها الأخیرة في فيينا، وحتی الآن لا توجد علامة على حدوث تغير في نهجها أیضاً. وسیتضح عاجلاً أم آجلاً مدی جدیة أمريكا في المحادثات مع إيران خلال العام الماضي، أو أنها کانت تتظاهر بذلك فحسب!
إفساح المجال للمملكة العربية السعودية ولعبتها الجائرة من خلال انخفاض أسعار النفط، یظهران أن الكونغرس والجمهوريين لیسوا إلا ذریعة لأمیرکا ، وهذه هي إدارة أوباما التي لا ترید تنفيذ التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة لإلغاء العقوبات على إيران بشکل تام.