احتفلت دول العالم بقدوم العام الجديد 2015 بالرغم من التهديدات الامنية التي تواجهها كل دولة، والاوضاع الاقتصادية والمعيشية المأزومة التي ارهقت الشعوب. هذه الاخيرة ما زالت تحت صدمة الواقع المتنقل للارهاب في أكثر من دولة، لكنها تحتفل بتقليد سنوي لليلة واحدة متمنية ان تنجلي الحوادث الكارثية المرعبة حيث لا يخفى على احد انها اخراج اميركي نفذه مجموعات تكفيرية في غير مكان من العالم. وبعدها ينبلج فجر صباح العام الجديد لتدرك الشعوب ان امانيهم لا يمكن تحقيقها، وان مسلسل العنف مستمر طالما ان اميركا متربعة على "عرش" النظام الدولي. من هنا يقع على الولايات المتحدة مسؤولية ضمان الاستقرار، وهذا ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء لنظيره الاميركي باراك اوباما في رسالة بمناسبة رأس السنة ان "بلديهما يتقاسمان مسؤولية مشتركة في ضمان السلام في العالم".
وفي بيان تضمن كل الرسائل التي وجهها بوتين الى عدد كبير من قادة العالم، توجه بوتين الى اوباما على الرغم من الازمة الخطيرة بين البلدين بسبب المسألة الاوكرانية. واكد ان السنة المقبلة ستشهد ذكرى مرور سبعين عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقال البيان ان "هذا الموعد التاريخي يجب ان يذكرنا بمسؤوليات روسيا والولايات المتحدة من اجل السلام والاستقرار في العالم ودورهما الفريد في مواجهة التحديات والتهديدات الدولية".
من احتفالات العام الجديد
الاحداث الكارثية أرخت بظلال مآسيها على ماليزيا فلم تحتفل هذا العام حيث تسود البلاد أجواء الحزن بعد تحطم طائرة "اير ايجا" الماليزية في اندونيسيا وكان على متنها 162 شخصاً. وبسبب هذه المأساة والفيضانات التي ادت الى سقوط قتلى ايضاً تم الغاء احتفالات نهاية العام. وتعاطفت اندونيسياً مع ماليزيا فنظمت امسية اضيئت خلالها الشموع في سورابايا المدينة التي اقلعت منها الطائرة التي تحطمت.
وما يدلل أيضاً على تأثير هكذا أوضاع على احتفالات السنة، ان بريطانيا التي ستنظم عروضاً على ضفة نهر التايمز ستكون مدفوعة لاعتبارات أمنية بعد التدفق الكبير في السنوات الماضية.
أما أفغانستان، الدولة التي احتلتها قوات "الناتو" لسنوات ستشهد السنة الجديدة طي صفحة تدخل حلف شمال الاطلسي في البلاد. وستتسلم بعثة تدريب ودعم للجيش الافغاني المسؤولية من القوة المقاتلة.
أول الدول التي شهدت الاحتفال بالعام الجديد، هي نيوزيلندا، التي استقبت العام 2015 بالاحتفالات والألعاب النارية. وشهدت مدينة أوكلاند أولى لحظات ميلاد العام الجديد، حيث شارك الآلاف من السكان والزائرين، في احتفالات تم خلالها إطلاق الألعاب النارية. وانتقلت أستراليا إلى سنة 2015 في احتفالات صاخبة تمثل تحدياً للتهديدات الإرهابية في المدينة التي لا تزال تحت صدمة احتجاز الرهائن.
وفي سيدني تم إطلاق 7 أطنان من الأسهم النارية في مناطق مختلفة، وحضر نحو مليون ونصف شخص الاحتفالات في أكبر مدن البلاد. وقدّر المنظمون أن عرض الألعاب النارية الذي بلغت تكلفته 6.8 مليون دولار أسترالي (6.6 مليون دولار) يشاهده ما يقرب من مليار شخص حول العالم.
وفي آسيا، نظمت احتفالات ضخمة في هونغ كونغ إذ كان هناك عرضاً ضوئياً، وتمّت إنارة ناطحات السحاب لمدة 8 دقائق.
وفي تايوان كانت ناطحة السحاب "تايبي 101" مركز الاحتفالات مع عروض موسيقية. وجرى إطلاق الالعاب النارية عند منتصف الليل أمام آلاف الاشخاص.
وفي بكين كان ترشيح المدينة لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2022 محور الاحتفالات في المجمع الأولمبي للمدينة بحضور العديد من الرياضيين وعازف البيانو لانغ لانغ.
وفي طوكيو اطلق نحو الفي شخص بالونات حملت تمنياتهم للعام الجديد الى جانب برج طوكيو.
العاصمة الفرنسية التي تستضيف في نهاية 2015 المؤتمر الدولي حول المناخ، تنظم عروضاً بصرية في الشانزليزيه تعكس طريقة عيش الباريسيين وتتطرق الى مواضيع بيئية.
وفي ليتوانيا، سيشهد الانتقال الى العام 2015 انتقال البلاد ايضاً الى اعتماد اليورو فيما ستتولى لاتفيا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ما يجعلها في واجهة المفاوضات مع روسيا بخصوص الازمة مع اوكرانيا.
مصدر:العهد