الوقت- في عنوانها الذي حمل عنوان أطفال اليمن على حافة الهاوية، أكدت منظمة اليونيسيف لحماية ورعاية الطفولة مقتل وإصابة نحو ألفين و290 طفلا منذ مارس 2015 حتى مارس الجاري نتيجة العدوان السعودي على الشعب اليمني والذي دخل عامه الثاني.
وأشارت المنظمة الدولية الى مقتل أو إصابة ستة أطفال على الأقل يومياً، مشيرة الى أن النزاع الدامي والوضع الإنساني المتدهور يهدد بسرعة في اليمن حياة الأطفال مما يدفع بالبلاد إلى حافة الانهيار، وتحققت اليونيسف من أكثر من 1,560 حالة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن. وكنتيجة قتل اكثر من 900 طفل وأصيب اكثر من 1,300 اخرين بجراح خلال عام واحد. وفي المعدل قتل أو أصيب ستة أطفال يومياً خلال العام الماضي. تعتبر هذه الأرقام أعلى بحوالي سبعة أضعاف مقارنةً مع الحالات التي وثقت خلال عام 2014. ومع تعرض اكثر من 50 مدرسة للاعتداء فقد قتل بعض الأطفال وهم في داخل المدرسة أو في الطريق من والى المدرسة . كما رصدت اليونيسف 51 حالة إعتداء على المدارس في العام الماضي.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس أن الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في نزاع ليس لهم يد فيه اصلاً. فيقتلون ويصابون والناجون منهم يعيشون عرضة لخطر فقدان حياتهم. لا يوجد مكان آمن للأطفال في كل انحاء اليمن. حتى اللعب أو النوم بات أمراً محفوفاً بالمخاطر".
وتظهر أحدث البيانات تعرض 63 مرفقا صحيا للهجوم أو الضرر، كما أفادت معظم المرافق الصحية عن وجود نقص حاد في المعدات الطبية والإمدادات والطواقم الصحية علاوة على إنقطاع التيار الكهربائي. كما وأدى الاضطراب الحاد في تدفق الوقود والموارد الغذائية نتيجة النزاع والقيود المفروضة على الاستيراد الى شلل الخدمات الأساسية الحيوية في انحاء اليمن.
وبعيداً عن الأثر المباشر للنزاع، تشير تقديرات اليونيسف إلى أن قرابة 10,000 طفل دون سن الخامسة ربما لقوا حتفهم العام الماضي بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها، ولكن نتيجة لتدهور الخدمات الصحية الأساسية بما في ذلك التلقيح وعلاج الإسهال والالتهابات الرئوية. هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 40,000 طفل يموتون سنويا في اليمن قبل بلوغهم سن الخامسة.
وأشارت المنظمة الدولية الى أن ما يقرب من 10 مليون طفل أو 80 في المائة من أطفال البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. كما يواجه أكثر من 2 مليون طفل خطر الإصابة بأمراض الإسهال و320,000 طفل عرضة لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم.
وأضاف هارنيس: "إننا بحاجة الى الاسراع في تقديم المساعدات الإنسانية والاستمرار في إنقاذ الأرواح وأحلام الأطفال بأن يكبروا ويحصلوا على التعليم. إنه سباق مع الزمن".
ورصدت المنظمة في تقريرها 51 حالة اعتداء على المدارس حيث أغلقت نحو ألف و600 مدرسة وتعرض نحو 63 مرفق صحي للهجوم والضرر، كما رصد التقرير نحو ألف و560 حالة انتهاكات متمثل في قتل وتشويه وعنف خلال عام 2015م .
وجددت اليونيسيف مناشدتها لوضع حد للقتال في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية والتوقف عن قتل المدنيين واستهداف البنية التحتية بما فيها المدارس والمرافق الصحية والالتزام بقوانين الحرب، مضيفة أنه وفيما يستمر البحث عن السلام، هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة :
على كافة الأطراف الالتزام بقوانين الحرب والتوقف فوراً عن مهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية بما فيها المدارس ومرافق الصحة والمياه
على كافة الأطراف وضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في القتال. والعمل فورا على اطلاق سراح جميع الأطفال الذين جندوا سواء بهدف المشاركة بادوار قتالية او غير قتالية.
على كافة الأطراف توفير الإمكانيات الكاملة وغير المشروطة لإيصال المساعدات الإنسانية للأطفال أينما كانوا في انحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي عزلها النزاع.
تحتاج اليونيسف وشركاؤها تأمين التمويل المطلوب بشكل عاجل. تلقت اليونيسف حتى الساعة 18 في المائة فقط من نداء الإستجابة لعام 2016 البالغ قيمته 180 مليون دولار.
وكانت العديد من المنظمات المحلية والدولية تمكنت من رصد وتوثيق مئات المجازر والإنتهاكات وسلمتها في وقت سابق للأمين العام للأمم المتحدة، وشملت مايلي: مقتل أكثر من ( 8.946 ) من المدنيين ، منهم ( 2.180 ) من الأطفال بنسبة بلغت 23 بالمائة من إجمالي القتلى ، وأكثر من ( 1.623 ) امرأة بنسبة 18 بالمائة ، فيما أصيب أكثر من ( 16.000 ) من المدنيين بجروح ، منهم ( 1.962 ) طفل بنسبة 10 بالمائة.
تدمير البنية التحتية، حيث دمر العدوان أكثر من (596) طريقا وجسرا، و(186) خزان وشبكة مياه، و(135) محطة كهرباء ومولدات، و(190) شبكة اتصالات، و(14) ميناء، و(11) مطارات لتصبح أهم المنشئآت الحيوية في اليمن خارج نطاق الخدمة.
تدمير القطاع الإجتماعي حيث دمر العدوان أكثر من ( 330.266 ) منزل، وشرد ما يقارب 2.5 مليون نازح ومشرد، ودمر (645) مسجد، و(625) مركز ومدرسة تعليمية، وتوقفت (3.750 ) مدرسة، و(43) جامعة، و(249) مستشفى ووحدة صحية، و(17)مؤسسة إعلامية.
كما استهدف العدوان الوحدات الانتاجية منها ( 1.003 ) منشأة حكومية، و(570) مخزن أغذية، و(436) ناقلة مواد غذائية و(376) سوق و(248) محطة وقود سيارات، و(197) ناقلة وقود، و(212) مصنع، و(144) مزرعة دجاج، و(67) موقع أثري، و(142) منشأة سياحية، و(48) ملعب ومنشأة رياضية، و(7) صوامع غذاء لتصبح أهم القطاعات الخاصة والعامة والمختلطة خارج عملية الإنتاج ما كلف الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة وخلق أزمات اجتماعية تمثلت بالبطالة والفقر، ونظرا لظروف الحرب والعدوان وصعوبة التنقل والتواصل فإن تلك الأرقام أقل بكثير من الواقع.