الوقت- أعلنت الهيئة العامة المكلفة تنظيم الانتخابات في تونس أن الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي سيتواجه فيها الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي مع مؤسس ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي ستنظم في 21 كانون الأول/ديسمبر .
وکانت الحملة الدعائية للجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية التونسية قد انطلقت يوم الثلاثاء 9 کانون الاول لتتواصل إلى يوم 19 من الشهر الحالي .النتائج الأولية للدور الأول من منافسات الرئاسة التي جرت يوم 23نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد منحت قائد السبسي 39.46 في المائة من أصوات الناخبين، في حين حصل المرزوقي على 33.43 في المائة، وهو ما أجل فوز أحدهما بكرسي الرئاسة.
وکان شفيق صرصار، رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في تونس قد قال في وقت سابق في مؤتمر صحافي ان الدور الثاني من المنافسات يجري يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الحالي داخل تونس، وأيام 19 و 20 و21 من الشهر نفسه في الخارج.
أشار صرصار إلى جاهزية هيئة الانتخابات لتنظيم عملية التصويت في موعدها المعلن، وقال إن مكاتب الاقتراع في مناطق الكاف وجندوبة والقصرين المهددة بالإرهاب ستحظى بتوقيت انتخابي استثنائي يبدأ في الساعة العاشرة صباحا وينتهي في الساعة الثالثة بعد الظهر وأشار صرصار إلى إمكانية إعلان النتائج الأولية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بعد 32 ساعة فقط من انتهاء عمليات الاقتراع. وأعلنت المحكمة الإدارية التونسية، الأحد الماضي قرارها الرافض للطعون الثمانية التي تقدم بها المنصف المرزوقي في نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية.
وقد بدء كلا المرشحين بحملتيهما الانتخابية مبكرا فاستبق السبسي موعد انطلاق الحملة بزيارة مدينة توزر الجنوبية، و حسب مصادر مقربة منه فإن الأخير سيسعى إلى زيارة اكثر من مدينة جنوبية وهي المناطق التي نال فيها نتائج ضعيفة في الدور الأول للإنتخابات واضطر الى الاعتذار منها مؤخرا بعد تصريحات سربت عنه وصفت بالغير مناسبة .اما حملة المرزقي فقالت ان مرشحها سيركّز على المناطق التي لم ينل فيها نسبة عالية من التصويت في الدور الأول مثل مدن الشمال الغربي و الساحل.
نبذة عامة عن المرشحين:
الباجي قايد السبسي : مؤسس حركة نداء تونس التي اکتسحت الانتخابات التشريعية يظهر حسب استطلاعات الرأي أنه المرشح الأوفر حظا، شغل عدة مواقع حكومية حيث تقلد مناصب وزارية خلال حكم الرئيس السابق بورقيبة، ترأس البرلمان في حكم بن علي في التسعينيات وقد كان رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية الثانية بعد الثورة.لذلك يتهمه معارضوه بأنه مرشح النظام التونسي السابق.
محمد منصف المرزوقي :هو الرئيس الحالي و يحظى بمساندة قوية غير معلنة من ، داخل قواعد حركة النهضة الإسلامية، وهو طبيب ومفكر وسياسي وحقوقي، أسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وكان معارضا قويا لنظام زين العابدين بن علي. برز اسمه كثيرا خلال الثورة التونسية .
من جانبه دعا المنصف المرزوقي الذي يراه كثيرون ،مرشح حزب المؤتمر وحركة النهضة ذات الميول الاسلامية ،منافسه فى الدورة الثانية الباجي قائد السبسي إلى مناظرة متلفزة ومواجهته مباشرة أمام الشعب التونسي لتقابل هذه الدعوة بالرفض من قبل الأخير واصفا إياها ''بتناطح كباش".
ويسعى السبسي لكسب المزيد من الدعم السياسي وخاصة من الأحزاب الكبيرة والمؤثرة وعلى الرغم أنه لم تتضح حتى الان الصورة النهائية للتحالفات السياسية في دعم أحد المرشحين حيث لم تعلن اية قوى سياسية بشکل واضح وصريح عن المرشح الذي ستدعمه في السباق الرئاسي فحركة النهضة مثلا ،والتي تملک ثاني اکبر عدد مقاعد في البرلمان التونسي بنسبة حوالي 32% ،قد تواصل في نهج الحياد على الرغم من أن قواعدها قد حسمت أمرها وقررت التصويت للمرزوقي وهو ما لن يغير كثيراً في نتائج الدورة الثانية اذا لم يحظ المرزوقي بدعم قواعد إنتخابية أخرى قوية غير حركة (الحركة )
فالجبهة الشعبية ،هي الاخرى والتي حصلت مؤخرا على خمسة عشر مقعدا في الانتخابات التشريعية التونسية اي ما نسبته 7%من مجموع المقاعد وحلت في المرتبة الرابعة عبرت عن موقفها بشكل واضح وقالت أنها لن تدعم المرزوقي وأضافت أنها تدرس قراراً بالحياد أو بدعم السبسي. اما حزب الإتحاد الوطني الحر الذي يملك 16 مقعدا في البرلمان التونسي اکد أنه سينزل بكل ثقله الشعبي و اللوجستي لمساعدة المرشح الذي سيدعمه في الدور الثاني وأنه لن يلتزم الحياد معلناً أن العلاقة مع حزب "نداء تونس" أصبحت جيدة بعد الهزات التي عرفتها اخيراً.
الى ذلك يسعى كل من الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي الى زيادة نشاطهما الدعائي قبل الصمت الانتخابي للدورة الثانية للانتخابات الرئاسة . ويسعى كلا المرشحين لجذب الاصوات التي ذهبت للمرشحين الذي احتلو( احتلا ) المراكز الثالثة والرابعة والخامسة فمثلا حمة الهمامي المرشح الذي صوت له أكثر من 250 ألف ناخب ، واحتل المركز الثالث أعلن صراحة عدم دعم كلا المرشحين فوصف المرزوقي بأنه مرشح حركة النهضة ووصف السبسي وأن لم يسمه برجالات النظام السابق الذي يسعى للعودة للحياة السياسية التونسية . سليم الرياحي وهاشمي الحامدي (المركز الرابع والخامس ) حصل كل واحد منهما على 180 ألف صوت. لم يحددا حتى الأن مرشحهم. ويرى متبعون للسباق الرئاسي الى قصر قرطاج ان الأرقام السابقة لو مالت لأي من المرشحين ستحسم حتماً المعركة الانتخابية .
الانتخابات البرلمانية لم تمر مرور الكرام حتى على الاحزاب التي لم تسمي مرشحها في هذا السباق بل انها قد سببت بحالة فوضى ضمن البيت الحزبي الواحد فدعم المرزوقي أثار موجة من الخلافات التي عصفت بحركة النهضة ثاني أكبر الاحزاب في البلاد حيث ذكرت بعض تقراير صحفية الى أن راشد الغنوشي رئيس الحركة قد هدد بالاستقالة في وجه من طلبوا حسم موضوع الدعم المقدم لأحد المرشحين للرئاسة، وروجت المصادر ذاتها اختلاف مواقف أعضاء مجلس الشورى وعدم رضا عدد من قيادات الحركة تجاه قرار الحياد تجاه المرشحين وانقسمت قيادات حركة النهضة إلى شقين أحدهما يقوده الغنوشي وعبد الفتاح مورو وسمير ديلو، وهو شق براغماتي يرى ضرورة اتخاذ موقف محايد واضح يخدم مصلحة الحركة في الوقت الحالي، ويحافظ على مستقبلها السياسي. ويصر الشق الثاني الذي يتزعمه عبد اللطيف المكي و حمادي الجبالي (رئيس الحكومة السابق ) والذي أعلن (الخميس ) انسحابه من الحركة يصرعلى دعم المنصف المرزوقي الحليف السياسي الذي أوفى بوعوده خلال سنوات الحكم الماضية
يذكر أن 27 ألف مراقب و65 ألف ممثل عن المرشحين للانتخابات الرئاسية تم اعتمادهم من قبل هيئة الانتخابات لمراقبة سير عملية الاقتراع خلال الدور الاْول إضافة إلى وجود نحو ألف صحفي تابعوا العملية الانتخابية. وبلغت التعزيزات العسكرية والأمنية حينها حوالي 100 ألف رجل أمن انتشروا على نطاق واسع في كامل أنحاء الاراضي التونسية.
