الوقت- شكليا لو تم مقارنة الوضع العراقي اليوم و فترة ما قبل الغزو الامريكي في 2003 يظهر ان الادارة الامريكية غيرت من طريقة تعاملها مع القضايا الدولية بشكل عام و العراق على وجه خاص، و هذا امر طبيعي خصوصا اذا علمنا ان الرئيس الامريكي السابق و اليبراليين الجدد يتخذون منهج خاص يقتضي بالتحرك وحيدا للوصول الى الاهداف الامريكية دون الرجوع الى الحلفاء الاوروبيين اما الرئيس اوباما و الديمقراطيين بشكل عام اكثر مرونة في التعامل مع هذه القضايا.
من هنا يمكننا فهم اصرار الادارة الامريكية الحالية باشراك اكثر من 40 دولة اقليمية و غير اقليمية في ائتلافها المزعوم لمحاربة داعش ليس فقط لتمويل مشروعها بل لاضافة الشرعية اليه ايضا بعد ان اصبح الرأي العام الدولي يوجه الاتهامات المباشرة للدول الغربية بدعهما و تمويلها للقوى الاجرامية كتنظيم القاعدة الارهابي و الدولة الاسلامية في العراق و الشام "داعش".
لكن منذ الاعلان عن هذا الائتلاف و لغاية اليوم لم يجد المراقبون ما يقنعهم ان لهذا الائتلاف الدولي انجاز حقيقي على ارض الواقع بالاكثر من ذلك هنالك مؤشرات توكد ان الائتلاف الدولي و في اکثر من موقف ساند تنظيم "داعش" على حساب الجيش العراقي و قوات الحشد الشعبي كالذي حصل من قصف لتجمعات المجاهدين من الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر في جنوب بغداد او مناطق اخرى و حتى ايصال امدادات لداعش في محيط مدينة عين العرب ( كوباني ) و الذي اعلن عنه بانه خطأ غير مقصود ! أو الحادثة التي تكررت لأكثر من مرة وسط غموض شديد و هو ايصال احداثيات و دعم لوجستي لمسلحين تنظيم داعش بعد محاصرتهم من قبل القوات العراقية و الحشد الشعبي .
من جانب اخر قراءة منصفة للتطورات الامنية و خصوصا في تلك المعارك التي تكبدت الجماعات التكفيرية خسائر كبيرة فيها كالذي حصل في مدينة الصمود "امرلي" و منطقة جرف النصر و حديثا في مناطق المقدادية و اقضية و نواح محافظة ديالى اثبتت ان القوات العراقية بالدعم و مشاركة من قبل الحشد الشعبي قادر على انجاز الانتصارات دون الحاجة الى حلف دولي هو بالاساس متهم بدعمه للارهاب .