الوقت- في خطوة بالغة الدلالات، وعدت الإدارة الأميركية وفدا من عشائر العراق، بتسليح مقاتلين عراقيين لمواجهة تنظيم داعش التكفيري الارهابي، وقال بيان لمحافظ الموصل أثيل النجيفي، إن وفد العشائر أجرى لقاءات مع مسؤولين أميركيين وزار مجموعة من معاهد الدراسات لوضع الخطط لمحاربة داعش بالاعتماد على أبناء العشائر
وذكر البيان أن المسؤولين الأميركيين أبدوا دعمهم تشكيل قوة من 100 ألف عسكري في محافظات الأنبار ونينوي وصلاح الدين لمحاربة داعش، وحماية المناطق بعد طرد مسلحيه منها، وكانت وثيقة من وزارة الدفاع الأميركية معدة لرفعها إلي الكونغرس كشفت أن الولايات المتحدة تعتزم شراء أسلحة لرجال عشائر سنة في العراق لدعمهم في معركتهم ضد داعش في محافظة الأنبار.
ولاشك ان هناك ضرورة ليدافع كل العراقيين من ابناء القرى والمدن والعشائر وغيرهم عن حياتهم وعن مناطقهم في وجه تنظيم داعش التكفيري الارهابي لكن قيام الحكومة الامريكية بالتعامل مع العراقيين كل على حدة واعتبار العراقيين كانتونات مستقلة وارسال السلاح والمال الى العراقيين كجماعات مستقلة وبعيدة عن بعضها البعض يكشف بوادر مخطط امريكي خطير سيتم تنفيذه في العراق خلال المرحلة الآتية
ان أخطر ما في هذه الخطة الامريكية هو المحاولة لبناء جيوش محلية في العراق حيث يعتبر هذا الامر اذا حصل مقدمة لتقسيم العراق والجميع يتذكر ان تقسيم العراق الى كانتونات هو مخطط امريكي صهيوني سعودي يرجع الى عهد الاحتلال الامريكي لهذا البلد وما افشل ذلك المخطط المريب في حينه كان يقظة المسؤولين العراقيين في داخل الحكومة المركزية في بغداد والذين بذلوا مساعي كبيرة جدا من اجل الحفاظ على وحدة العراق دولة وشعبا.
وللأسف تقوم امريكا حاليا باستغلال تداعيات هجوم تنظيم داعش التكفيري الارهابي الذي هو في الاساس صنيعة امريكية وهابية على العراق والعراقيين حيث تحاول واشنطن حاليا تنفيذ مخططات فشلت في تنفيذها ابان فترة احتلالها للعراق والجميع يتذكر الخطة الامريكية السعودية لتقسيم العراق الى مناطق كردية وسنية وشيعية وهو ما فوته على الامريكيين والسعوديين ابناء العراق الوطنيون الاحرار في حينه.
لايختلف اثنان على ان امريكا لاتريد خيرا للعراق والعراقيين ولكن ماذا دفع الامريكيين الان الى التخطيط مجددا لمشاريع تنفذ في الانبار والمحافظات العراقية السنية ورصد مبالغ مالية ضخمة لبناء جيش قوامه 100 الف عسكري او ما شابه ذلك ؟
ان لمحافظة الانبار العراقية والمناطق السنية الواقعة في غرب العراق حدود مع الاردن والسعودية وكذلك مع سوريا التي تنشغل حاليا بأزمتها الداخلية، وتحاول واشنطن حاليا من خلال خطتها الجديدة ايجاد جسر بين المناطق السنية في العراق وبين الاردن والسعودية كتمهيد لجعل المناطق السنية في العراق منطقة مرتبطة بالاردن والسعودية وبدوائر القرار في واشنطن بدلا من البقاء مرتبطا بالحكومة المركزية في بغداد وان لهذه الخطة اهداف ومآرب طويلة المدى.
وتسعى واشنطن الى اعادة رسم الخارطة الجيوسياسية في العراق بعدما شعرت بأن خططها التي كانت تريد تنفيذها في العراق ابان احتلالها لهذا البلد لم تنفذ بالكامل او فشلت بعضها، وكان يستطيع الامريكيون اذا ارادوا بناء جيش قوي للعراق الموحد خلال اكثر من عقد من الاحتلال حيث كانت جميع الشروط متوفرة لبناء جيش قوي ومتماسك وقوات امنية حديثة في العراق قادرين على صون البلاد من اي تهديد خارجي او داخلي لكن الامريكيين احجموا عن ذلك واخلوا حتى بالعقود والاتفاقيات التي وقعوها مع العراقيين من اجل تجهيز ودعم القوات المسلحة العراقية. ويعتبر وزير الدفاع العراقي الحالي من اهل السنة ولاتفرق الحكومة العراقية وقيادات الجيش بين سني وغير سني من ابناء القوات المسلحة العراقية ويمكن لاهالي الانبار والعشائر السنية ان يعتمدوا على وزير الدفاع الذي هو ايضا لايعتمد على الامريكيين وكذلك يستطيع اهل السنة في العراق ان يعتمدوا على الجيش الوطني العراقي الذي يحمي تراب الوطن دون فرق بين الكيانات والطوائف والسكان.
وهناك جهات عربية معروفة كانت ولاتزال تعزف على الوتر السني في العراق وان لهذه الجهات العربية مصالح في تمزيق العراق وتفتيته خدمة لمشاريع لا تنفع الا اعداء العراق القوي والموحد ، وحري بأهل السنة وابناء العشائر في العراق بأن ينتبهوا الى خطورة المشاريع الأجنبية .