الوقت- لم یبق الكثیر لتنتهي الحرب علی سوریا، أو الأزمة السوریة وهي في عامها الرابع.. مئات الالوف من القتلی والجرحی وملایین المشردین ودمار یحتاج الی عقود من الاعمار ان قرر الغزاة وقف غزوهم.. فهل سیتوقف الغزاة.. وكیف ومتی؟!
وبغض النظر عن النظرة التشاؤمیة للاوضاع الجاریة في المنطقة، فان الحراك السیاسي الذي تقوده روسیا وایران وبعض الاطراف الاخری، بين النظام في سوريا واطراف أساسية في المعارضة السياسية التي لم تتلطخ ايديها بدماء السوريين، من أجل ایجاد صیغة حلّ لاعنف مشكلة اقلیمیة قائمة، قد یكون من الصعب وصوله الی النتیجة المرجوة، رغم وضوحه ومنطقیته، في ظل هستیریا العداء القائمة في المنطقة من جانب دعاة الحرب والارتهان وممثلي الاجندات الغربية والصهيونية..
ولأننا ننطلق في تحلیلنا ـ عادة ـ من واقع القوة الأجنبیة العظمی والقوی الدولیة والمشروع الغربي والتحالف الرجعي العربي، نبقى في التشاؤمية التي ذكرتها.. لكننا لو أعطینا لأنفسنا ومشاریعنا فرصة ووثقنا بذاتنا للحظة من الوعي، سنجد أن هذا الواقع سیتغیر بفعل حراك وطني وذاتي مدعوم بالطبع من قبل قوی صدیقة او منطقیة كما تغيرت الكثير من الحقائق بأرادة رجل او فئة قليلة، فكيف اذا كانت المشاريع تدعمها ارادة شعب في البقاء والاستمرار..
ومع ان الاستراتیجیة الامیركیة - الغربیة التي یتحرك في اطارها التحالف الدولي الذي یزعم انه ضد الارهاب وهدفه القضاء علی "داعش" معدّة سلفاً كخطة بدلیة في حال تعذر اسقاط نظام الرئیس بشار الاسد.. لكنها تعاني الكثیر من التناقضات والضبابیة التي أفقدتها الامكانیة على التحرك الفاعل في أرض الواقع.. هذه التناقضات التي تترائی لكثیر من المتابعین في تصریحات القیادات الغربیة والاقلیمیة المشاركة في التحالف المذكور، وان كانت جمیعها عدائیة تجاه نظام الرئیس الاسد..
لكنها تتخبط بین اشكالیات من قبیل الفراغ الذي یتركه عدم وجود النظام والهیمنة الارهابیة الوهابیة علی جماعات المعارضین.. او المناطق المعزولة والحاجة الی قرار دولي من مجلس الامن في انشاءها.. القتال بین المسلحین أنفسهم.. الی اي مدی یجب ضرب "داعش" واین یجب الاستفادة منها في مواجهة الخصوم و... هكذا العدید من التناقضات المحوریة الأخری التي تمس سیادة الدول الاقليمية المشاركة في التحالف.. وخاصة تركیا التي تواجه معضلة الحراك الكردي وسعي الاخیر لانشاء حلمه التاريخي بالدولة القومیة.. ناهیك عن الصراعات بین جماعات المعارضة السوریة والتي تمثل كل جماعة منها دولة اقلیمیة او قوة دولیة!
لذلك فان انسداد الافق في هذا الوضع یدفع باتجاه آفاق اخری، اتصور انها موجودة في المعارضة ایضاً.. فالعدید من المعارضین الحقیقیین الذین لا ینطلقون في معارضتهم من تمثیل اجندات خارجیة والذین یقدمون مصلحة البلد والانسان السوري بدأوا ینظرون الی الامور بواقعیة ویكتشفون حقیقة الهجمة التي تدیرها اطراف اقلیمیة ودولیة ضد بلدهم ودوره العربي والاقليمي تحت يافطة محاربة النظام.. وهؤلاء تزداد رقعتهم داخل المعارضة السورية باضطراد، في مقابل ما یسمی بالائتلاف المعارض الذي یزداد تمزقاً وتشرذماً یوماً بعد یوم.. لكن!
لكن الطبخة الروسیة التي یجري تنضیجها منذ فترة طویلة في المطابخ السياسية الایرانیة - الروسیة، قد تتعثر بسبب تصاعد أجواء المواجهة بین القوی الدولیة والاقلیمیة .. وبسبب اتساع دائرة الصراعات الی مجالات وساحات عدیدة أخرى والحديث عن اعادة أجواء الحرب الباردة.. رغم ان هذا الاتساع والتصاعد بحد ذاته قد یؤدي الی استعجال الحلّ الذي یبدوا مكلفا لجمیع اطراف النزاع ، وعلى قاعدة "ادلهمي، ستبرق اذ تدلهم!".. لأن الاستمرار فیه یفتح آفاق صراعات أخری قد تنتهي الی ما لا یحسن عقباه أمیركیاً وسعودیاً علی وجه التحدید...
ولربما من هذا الباب جاءت نصیحة الرئيس الأميركي أوباما لنجل ملك السعودیة بأن یحسّنوا علاقاتهم مع ایران...
في المقابل هناك جرح روسي، ایراني، عراقي جدید وهو هبوط أسعار النفط بسبب وفرة الانتاج السعودي والأميركي على وجه الخصوص، المسألة التي اعتبرها كثيرون ـ كما أسلفنا ـ حرباً سعودية ـ أميركية على ايران وروسيا بالدرجة الاولى وبالطبع لابد ان ينتظروا الرد.. فماذا سيكون وضد من، السعوديين أم الأميركيين أم مصالحهم وحلفائهم؟!
وبالتالي أتصور أن الجميع يراهنون على الوقت:
1. الأميركيون والسعوديون، على استنزاف روسيا وايران ومحور المقاومة...
2. السعوديون والاتراك، على توحيد المعارضة السورية المسلحة ولم شملها وتقليص الفجوات التي تتسع يوماً بعد يوم بين متزعميها...
3. الغربيون وحلفائهم الاقليميون، على انهاك النظام في سوريا وقدرات الجيش السوري على وجه التحديد...
4. الروس والايرانيون، على فشل آخر للمعارضة السورية المسلحة وداعميهم على صخرة المقاومة السورية...
5. المعارضون، على فشل مشروع الحرب الذي يتبناه الائتلاف "المعارض"!
6. الايرانيون، على عودة "داعش" وانكفائها الى البلدان التي قدمت منها ومواطنه الاصلية والدول التي تدعمه.. وعلى فشل مشروع الهيمنة الغربية الجديدة بفعل وعي شعوب المنطقة وتجنيب الفتن المذهبية والدينية والقومية...
7. محور المقاومة، على انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد سياسة التهويد والتصعيد الاسرائيلية، والخنوع العربي، لان نار الثورة الفلسطينية هي وحدها الكفيلة بأخماد جميع النيران الاخرى التي اججها المستكبرون والصهاينة والتي حولت المنطقة الى ارض محروقة...
الوحيدون الذين لا يراهنون على شئ هم الارهابيون المسلحون من "داعش" و"النصرة" واخواتهما.. فهؤلاء بدأوا يدركون ان صلاحيتهم انتهت عند اسيادهم واوراقهم احترقت ولم يبق لهم الا ان يموتوا في قتال او اقتتال...
بقلم: مروة ابو محمد
وبغض النظر عن النظرة التشاؤمیة للاوضاع الجاریة في المنطقة، فان الحراك السیاسي الذي تقوده روسیا وایران وبعض الاطراف الاخری، بين النظام في سوريا واطراف أساسية في المعارضة السياسية التي لم تتلطخ ايديها بدماء السوريين، من أجل ایجاد صیغة حلّ لاعنف مشكلة اقلیمیة قائمة، قد یكون من الصعب وصوله الی النتیجة المرجوة، رغم وضوحه ومنطقیته، في ظل هستیریا العداء القائمة في المنطقة من جانب دعاة الحرب والارتهان وممثلي الاجندات الغربية والصهيونية..
ولأننا ننطلق في تحلیلنا ـ عادة ـ من واقع القوة الأجنبیة العظمی والقوی الدولیة والمشروع الغربي والتحالف الرجعي العربي، نبقى في التشاؤمية التي ذكرتها.. لكننا لو أعطینا لأنفسنا ومشاریعنا فرصة ووثقنا بذاتنا للحظة من الوعي، سنجد أن هذا الواقع سیتغیر بفعل حراك وطني وذاتي مدعوم بالطبع من قبل قوی صدیقة او منطقیة كما تغيرت الكثير من الحقائق بأرادة رجل او فئة قليلة، فكيف اذا كانت المشاريع تدعمها ارادة شعب في البقاء والاستمرار..
ومع ان الاستراتیجیة الامیركیة - الغربیة التي یتحرك في اطارها التحالف الدولي الذي یزعم انه ضد الارهاب وهدفه القضاء علی "داعش" معدّة سلفاً كخطة بدلیة في حال تعذر اسقاط نظام الرئیس بشار الاسد.. لكنها تعاني الكثیر من التناقضات والضبابیة التي أفقدتها الامكانیة على التحرك الفاعل في أرض الواقع.. هذه التناقضات التي تترائی لكثیر من المتابعین في تصریحات القیادات الغربیة والاقلیمیة المشاركة في التحالف المذكور، وان كانت جمیعها عدائیة تجاه نظام الرئیس الاسد..
لكنها تتخبط بین اشكالیات من قبیل الفراغ الذي یتركه عدم وجود النظام والهیمنة الارهابیة الوهابیة علی جماعات المعارضین.. او المناطق المعزولة والحاجة الی قرار دولي من مجلس الامن في انشاءها.. القتال بین المسلحین أنفسهم.. الی اي مدی یجب ضرب "داعش" واین یجب الاستفادة منها في مواجهة الخصوم و... هكذا العدید من التناقضات المحوریة الأخری التي تمس سیادة الدول الاقليمية المشاركة في التحالف.. وخاصة تركیا التي تواجه معضلة الحراك الكردي وسعي الاخیر لانشاء حلمه التاريخي بالدولة القومیة.. ناهیك عن الصراعات بین جماعات المعارضة السوریة والتي تمثل كل جماعة منها دولة اقلیمیة او قوة دولیة!
لذلك فان انسداد الافق في هذا الوضع یدفع باتجاه آفاق اخری، اتصور انها موجودة في المعارضة ایضاً.. فالعدید من المعارضین الحقیقیین الذین لا ینطلقون في معارضتهم من تمثیل اجندات خارجیة والذین یقدمون مصلحة البلد والانسان السوري بدأوا ینظرون الی الامور بواقعیة ویكتشفون حقیقة الهجمة التي تدیرها اطراف اقلیمیة ودولیة ضد بلدهم ودوره العربي والاقليمي تحت يافطة محاربة النظام.. وهؤلاء تزداد رقعتهم داخل المعارضة السورية باضطراد، في مقابل ما یسمی بالائتلاف المعارض الذي یزداد تمزقاً وتشرذماً یوماً بعد یوم.. لكن!
لكن الطبخة الروسیة التي یجري تنضیجها منذ فترة طویلة في المطابخ السياسية الایرانیة - الروسیة، قد تتعثر بسبب تصاعد أجواء المواجهة بین القوی الدولیة والاقلیمیة .. وبسبب اتساع دائرة الصراعات الی مجالات وساحات عدیدة أخرى والحديث عن اعادة أجواء الحرب الباردة.. رغم ان هذا الاتساع والتصاعد بحد ذاته قد یؤدي الی استعجال الحلّ الذي یبدوا مكلفا لجمیع اطراف النزاع ، وعلى قاعدة "ادلهمي، ستبرق اذ تدلهم!".. لأن الاستمرار فیه یفتح آفاق صراعات أخری قد تنتهي الی ما لا یحسن عقباه أمیركیاً وسعودیاً علی وجه التحدید...
ولربما من هذا الباب جاءت نصیحة الرئيس الأميركي أوباما لنجل ملك السعودیة بأن یحسّنوا علاقاتهم مع ایران...
في المقابل هناك جرح روسي، ایراني، عراقي جدید وهو هبوط أسعار النفط بسبب وفرة الانتاج السعودي والأميركي على وجه الخصوص، المسألة التي اعتبرها كثيرون ـ كما أسلفنا ـ حرباً سعودية ـ أميركية على ايران وروسيا بالدرجة الاولى وبالطبع لابد ان ينتظروا الرد.. فماذا سيكون وضد من، السعوديين أم الأميركيين أم مصالحهم وحلفائهم؟!
وبالتالي أتصور أن الجميع يراهنون على الوقت:
1. الأميركيون والسعوديون، على استنزاف روسيا وايران ومحور المقاومة...
2. السعوديون والاتراك، على توحيد المعارضة السورية المسلحة ولم شملها وتقليص الفجوات التي تتسع يوماً بعد يوم بين متزعميها...
3. الغربيون وحلفائهم الاقليميون، على انهاك النظام في سوريا وقدرات الجيش السوري على وجه التحديد...
4. الروس والايرانيون، على فشل آخر للمعارضة السورية المسلحة وداعميهم على صخرة المقاومة السورية...
5. المعارضون، على فشل مشروع الحرب الذي يتبناه الائتلاف "المعارض"!
6. الايرانيون، على عودة "داعش" وانكفائها الى البلدان التي قدمت منها ومواطنه الاصلية والدول التي تدعمه.. وعلى فشل مشروع الهيمنة الغربية الجديدة بفعل وعي شعوب المنطقة وتجنيب الفتن المذهبية والدينية والقومية...
7. محور المقاومة، على انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد سياسة التهويد والتصعيد الاسرائيلية، والخنوع العربي، لان نار الثورة الفلسطينية هي وحدها الكفيلة بأخماد جميع النيران الاخرى التي اججها المستكبرون والصهاينة والتي حولت المنطقة الى ارض محروقة...
الوحيدون الذين لا يراهنون على شئ هم الارهابيون المسلحون من "داعش" و"النصرة" واخواتهما.. فهؤلاء بدأوا يدركون ان صلاحيتهم انتهت عند اسيادهم واوراقهم احترقت ولم يبق لهم الا ان يموتوا في قتال او اقتتال...
بقلم: مروة ابو محمد