الوقت - ذكرت مجلة "بوسطن غلوب" في تقریر لها بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للاستيلاء على وكر التجسس الأمیرکي في طهران أنه على عكس الاعتقاد الشائع ، فإن الإيرانيين کان لهم أسباب واضحة ومنطقية لعملهم .
وکتب «إستیفن کینزر» عضو معهد الدراسات الدولية في جامعة "براون" حول أحداث الاستیلاء علی وكر التجسس الأمیرکي في طهران والتي وقعت في 1979: "بعد سنوات قليلة ، كتب عدد من الرهائن مذكرات كشفت أنه كيف أنهم کانوا مخطئين حول دوافع الطلاب المهاجمین ، حیث كان واضحاً أنهم لم یستولوا علی السفارة لأسباب متحيزة وعاطفية ، بل الأسباب التي دفعتهم للقيام بذلك کانت واضحة ومنطقية ".
ويضيف إستیفن : "تم دخول شاه إيران مؤخراً في مستشفى في أمريكا لتلقي العلاج ، وكان الايرانيون یشعرون بالقلق من أن ذلك قد يكون بداية لمؤامرة CIA (وكالة المخابرات المركزية الأمريكية) لإعادة الشاه إلی العرش . ولم یأت هذا القلق من فراغ ، لأن وكالة الاستخبارات المركزية قد فعلت ذلك من قبل".
ویتابع :"(جيمي) كارتر (رئيس أمريكا في ذلك الحين) أعلن استعداده لقبول شاه تحت ضغوط شديدة من قبل ثلاثة شخصیات من أقوی حلفاء شاه في الولايات المتحدة ، أي "ديفيد روكفلر"، "هنري كيسنجر" و "جون مكکلوي " ، وقد رفض كارتر طلبات متكررة من جانب دبلوماسيين أمريكيين في طهران محذرین إیاه عبر برقیات ، بأن قبول شاه "سیواجه بالتأكيد ردوداً فورية وعنيفة" .
ویضیف الکاتب "یبدو أن کارتر نفسه کان یتصور أيّ أحداث یمکن أن تقع ، وفي اجتماع في البيت الأبيض ، سأل مستشاریه بغضب : لو دخلوا في سفارتنا وأخذوا العاملین فیها رهائن ، فماذا تقترحون عليّ حینها ؟"
وزعم کینز أن احتلال وکر التجسس الأمریکي قد شکل مقدمة لانعدام الثقة بين أمريكا وإيران ، وأن هذا الحدث لا يزال باقیاً في أذهان الناس في البلدين . واعتبر أن دعم أميركا للدكتاتور العراقي صدام حسين في حربه علی إيران کان نابعاً من نفس الشعور.