الوقت - کانت السلطات المصریة قررت إقامة المنطقة العازلة داخل الحدود المصریة مع قطاع غزة بطول 14 کیلومترًا وعمق نصف کیلومتر، تمتد من شاطئ البحر علی المتوسط وحتی نقطة التقاء الحدود المصریة- الفلسطینیة مع الأراضی المحتلة عام 1948.
وقال شهود عیان فی مدینة رفح الفلسطینیة علی الحدود المصریة الفلسطینیة إنهم سمعوا أصوت انفجارات عنیفة فی الجانب المصری من الحدود مع قطاع غزة ناجم عن تفجیر الجیش المصری لعدد کبیر من المنازل بعد إخلاء سکانها منها، فی إطار مشروع المنطقة العازلة.
ووجه الجیش المصری أوامر لأصحاب 880 منزلاً یقعون فی هذه المنطقة مطالبا إیاهم بإخلاء منازلهم خلال ثمانی وأربعین ساعة تنتهی مساء الیوم الأربعاء.
وحسب اتصالات مع عدد من سکان رفح المصریة فإن الجیش المصری سیبدأ فی المرحلة الأولی إخلاء المنازل التی تقع علی مسافة 300 متر تلیها مباشرة المرحلة الثانیة وهی إخلاء المنازل التی تقع علی مسافة 500 متر.
وقررت السلطات الأمنیة تخفیف حظر التجوال فی رفح الساعة الثامنة بدلا من الخامسة لمنح الأهالی وقتا لاتخاذ التدابیر اللازمة لعملیة الاخلاء.
وذکر المصادرفی غزة أن بعض المنازل التی تعود ملکیتها لعائلات برهوم وزعرب لا تبعد عشرات الأمتار علی الحدود وتنقسم بعض العائلات بین الجانبین المصری والفلسطینی حیث قسمت اتفاقیة کاب دیفید فی العام 1981 مدینة رفح إلی شطرین مصری وفلسطینی وبالتالی انقسمت هذه العائلات بین المنطقتین.
وبدأ الجیش المصری إجراءاته فی المنطقة یوم الجمعة فی أعقاب الهجوم الذی أدی إلی مقتل وإصابة عشرات الجنود المصرین، والذی یعتبر الهجوم الأعنف منذ سنوات حیث تلمح مصر بإمکانیة دخول عناصر جهادیة من الأنفاق للمشارکة فی الهجوم.
وتغلق السلطات المصریة معبر رفح المنفذ الوحید لسکان قطاع غزة منذ یوم الجمعة وحتی إشعار آخر ما حول القطاع إلی سجن کبیر.
وفي هذا السياق أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية عزام الأحمد، أحقية مصر لتحقيق رؤيتها بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة بهدف تحقيق الأمن.
وقال الأحمد، ردًا على سؤال بشأن رؤيته فى إعلان مصر إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة، "من حق مصر أن تقيم ما تريد من أجل المحافظة على أمنها الداخلى فى إطار التصدى للجماعات الإرهابية التى لا وطن لها".
وأردف الأحمد، على هامش اجتماعات البرلمان العربى بمقر جامعة الدول العربية، "نحن نعتبر حالنا جزء من هذه المعركة فى مواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية التى تقودها مصر". مطالبًا الإعلام المصرى بتحري الدقة قبل توجيه الاتهامات لأي من العناصر باشتراكها فى أي عمل إرهابى يمس الأمن القومى لجمهورية مصر العربية.
وقال: "حتى الآن لم يبلغنا أى مسؤول مصري بتورط فلسطينى فى الحادث"، مؤكدًا أن الإرهاب لا دين له، مشددًا على أن العلاقات الفلسطينية المصرية علاقات نضالية وتاريخية ولا يمكن أن تمس بسوء مهما حاولت أى جهات معادية تخريب هذه العلاقة.
وردًا على سؤال بشأن وجود إعلان من حماس باستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلى، قال الأحمد، إنه لم يسمع مثل هذا الكلام، خاصة وأنه يرأس الوفد الفلسطينى المفاوض فى القاهرة الذى يضم الفصائل الفلسطينية ومنها حماس.
وأشار إلى أنه تم تأكيد الالتزام خلال جلسة المفاوضات فى 24 سبتمبر الماضى على وقف إطلاق النار بين الجانبين، موضحًا أنه قدم اليوم إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات التى تأجلت، وهذا الالتزام ما زال قائمًا يقصد وقف إطلاق النار.