الوقت-مع إعلان السلطات السعودية تنفيذ حكم الإعدام بحق آية الله الشيخ نمر باقر النمر، بدأت الدعوات العراقية تنهال للمطالبة بطرد السفير السعودي من العراق ومقاطعة البضائع السعودية.
فقد طالبت فصائل الحشد الشعبي في العراق في بيان مشترك، بطرد السفير السعودي من العراق، داعيةً الشعب العراقي الى تنظيم تظاهرات "عارمة" يوم غد الأربعاء احتجاجاً على إعدام رجل الدين المعارض السعودي الشيخ نمر النمر، فيما أكدت أنها "تحتفظ بحق الرد" في الزمان والمكان المناسبين مع حفظ المصالح العليا بالبلاد .
في السياق ذاته، أكد رئيس كتلة الدعوة في البرلمان العراقي، خلف عبدالصمد، أن إعدام النمر، سيكون له عواقب وخيمة وأن هذه "الجريمة" ستجلب النقمة على بلادهم، داعيا إلى غلق السفارة السعودية وطرد السفير، وإعدام كل الإرهابيين السعوديين المتواجدين في السجون العراقية.
من جانبه، قال عضو كتلة بدر النيابية النائب رزاق محيبس، انه على الحكومة طرد السفير السعودي من العراق لان بدايته كانت غير موفقة والتي تزامنت مع اقدام السلطات السعودية باعدام الشيخ النمر .
واضاف النائب محيبس إننا "نرفض ونستنكر العمل الاجرامي باغتيال صوت الحق وتكميم الافواه من اجل القضاء على حرية الانسان بالتعبير عن معتقداته واعتراضاته"، مبينا ان "بداية السفير السعودي في البلاد غير موفقة"
التحالف الوطني العراقي، شجب اقدام السعودية على اعدام رجل الدين نمر النمر، وفيما وصفه بـ"الجريمة"، اعتبره "تجاوزا" على حقوق الانسان.
وقال مكتب الجعفري في بيان: ان رئيس التحالف الوطنيِّ ووزير الخارجيّة إبراهيم الجعفريّ ترأس اجتماعاً للهيئة القياديّة للتحالف بحُضُور رئيس الوزراء حيدر العباديّ"، مبينا ان "المجتمعين بحثوا الجريمة النكراء التي أقدمت عليها الحكومة السعوديّة بإعدام الشيخ نمر باقر النمر".
واضاف المكتب: ان المجتمعين شجبوا هذا الإجراء المُتعسِّف ضدَّ حُرّية الرأي والتعبير، والحراك السلميّ الذي تـُؤكـِّده جميع الشرائع السماويّة، والسياقات القانونيّة"، مشيرا الى انهم "اعتبروا ما حصل يُمثِل انتهاكاً سافراً لحُرمة العلم، والعلماء، ومكانتهم المرموقة في أمّتنا الإسلاميّة، كما يُشكـِّل تجاوزاً واضحاً على حقوق الإنسان، والمعايير الدولـيّة، علاوة على تسبُّبه ببثّ روح التفرقة والكراهيّة، وتأجيج النعرات الطائفـيّة".
كذلك، أكدت النائبة ميثاق الحامدي، استنكارها الشديد لاعدام الشيخ نمر النمر, واصفة العملية بـ "الجريمة التي ارتكبتها العصابات الارهابية الجبانة المتمثلة بحكومة ال سعود بإعدام الشيخ النمر وهذا العمل الارهابي ما هو الى دليل على وحشية وجرم هذه العصابات ".
وناشدت الحامدي "الامم المتحدة والجامعة العربية وكل شرفاء العالم بمحاسبة هذه الفئة الباغية التي تحارب حقوق الانسان وتصادر حياة المدنيين العزل ".
وطالبت الحامدي "الحكومة العراقية والبرلمان وكل ابناء الشعب العراقي بطرد السفارة السعودية من العراق وهذا اقل ردت فعل من الشعب العراقي اتجاه هذه العصابات الظلامية المجرمة ".
وأشارت الى "أن الشيخ النمر لم يكن ارهابيا ولم يكن مجرما كان رجلاً صالحاً ينادي بالحرية وحقوق الانسان التي سلبتها عصابات ال سعود من الشعب السعودي وينادي بوحشية وجرم اسرائيل وعصاباتها امثال السعودية والوهابية وداعش وغيرها لذا اعطا للحرية دماءً طاهرة وستبقى هذه الجريمة وصمة عار في جبين ال سعود ".
في السياق، تظاهر المئات من أتباع التيار الصدري، أمام المنطقة الخضراء وسط بغداد، للمطالبة بغلق السفارة السعودية و"طرد" السفير، وذلك بعد أن أهاب السيد مقتدى الصدر، بالحكومة العراقية الإحجام عن فتح السفارة السعودية .
وفي سياق الردّ الشعبي على الإجراء السعودي تظاهر العشرات من رجال دين في محافظة النجف، للمطالبة بمقاطعة البضائع السعودية، واتخاذ رد حكومي "أكثر حزماً" احتجاجاً على إعدام رجل الدين المعارض نمر النمر.
إلى ذلك، اثارت صورة متداولة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تظهر الهوية الخاصة لاحد الارهابيين السعوديين الذين فجروا انفسهم في العراق, غضب النشطاء على الموقع وذلك لقرابته من السفير السعودي في بغداد، في حين لم يتم التأكد من صحّة المعلومات المتداولة.
اذاً، يبدو أن قضية الشيخ النمر ستؤثر على العلاقة الوليدة بين العراق والسعودية التي لم تعد سوى منذ منتصف الشهر الماضي أي قبل حوالي ١٥ يوم، بعد قطيعة دامت لأكثر من ٢٥ عاما، منذ غزو العراق للكويت، كما أن السفير السعودي الجديد في العراق لم يقض سوى ٤ أيام فقط في إطار تأدية مهام عمله.