الوقت - تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية إصدار روايات متناقضة حول ظروف العميل مقتل ياسر أبو شباب، الذي قاد مليشيا تعمل لصالح الاحتلال خلال حرب الإبادة على غزة، بينما تتفق التقديرات الأمنية على أن الحادثة تمثل ضربة قاسية للمشروع الإسرائيلي الهادف إلى إنشاء قوة محلية متعاونة داخل القطاع.
وبحسب القناة 12 العبرية، فقد نُقل أبو شباب إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع بعد إصابته في اشتباك مسلح، قبل أن يُعلن عن وفاته هناك رغم محاولات الطواقم الطبية الإسرائيلية إنقاذه.
من جانبها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال في روايتين متباينتين أن التقديرات الأولية تشير إلى أن مقتل أبو شباب وقع نتيجة خلافات عائلية داخلية، بينما نقلت في رواية أخرى أن المقاومة الفلسطينية نجحت في اغتياله بعدما نصبت له كميناً محكماً.
وفي السياق نفسه، قالت الإذاعة إن مسؤولين أمنيين كبار في جيش الاحتلال اعترضوا على خطة تشكيل ميليشيات محلية متعاونة مع إسرائيل داخل غزة، مؤكدين أن التجربة “محكومة بالفشل” وأن ما جرى يعيد إلى الأذهان نموذج جيش لبنان الجنوبي الذي تفكك خلال ساعات عام 2000.
أما منصة “حدشوت لو تسنزورا” فأفادت بأن أبو شباب ومعه غسان الدهيني وقعوا في “كمين محكم نصبته حماس”، بينما تحدثت قناة “كان” العبرية عن مقتل مجموعة من عناصره خلال الهجوم.
وفي المقابل، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن أبو شباب قُتل إثر اشتباك داخلي مع مساعده الدهيني.
وأثار خبر مقتل أبو شباب فرحة عارمة بين أهالي قطاع غزة، ترافق مع إطلاق نار كثيف في منطقة المواصي بخان يونس.
ويمثل مقتل أبو شباب، أياً تكن الجهة المنفذة، ضربة مباشرة لمخططات الاحتلال إقامة تشكيلات محلية مسلّحة في غزة، في ظل الفشل المتكرر لهذه المحاولات منذ بداية الحرب.
وفي هذا السياق قالت القناة 13 العبرية: “من يعتقد أن أمثال أبو شباب قادرون على إدارة القطاع أو إقامة منظومة حكم مستقرة، تلقى اليوم الإجابة القاطعة.. تصفية أبو شباب”.
وقالت نظيرتها القناة 12: “خلال أشهر طويلة، تم تدريبهم، وتم تطويرهم وتم منحهم شرعية من قبل ميليشيات مسلحة، في محاولة لإنشاء “بدائل” لحماس، لكن في النهاية سقطوا، وبقيت حماس”.
وكان أبو شباب يتواجد في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة تحت حماية قوات جيش الاحتلال، الذي يعوّل عليه في إنشاء نموذج في رفح لإدارة قطاع غزة بعيدا عن حركة حماس، في مقابل رفض كبير لذلك على مستوى الشارع الفلسطيني.
وبرز اسم أبو شباب في المشهد الأمني بعد بث كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في 30 مايو/أيار 2025، مشاهد توثّق استهدافها قوة من “المستعربين” التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح.
وأظهرت المقاطع المصورة تحرّك عناصر القوة قرب الحدود الشرقية، واقتحامها عددا من منازل الفلسطينيين، قبل أن يفجّر مقاتلو القسام أحد المنازل المفخخة أثناء وجود القوة بداخله، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من أفرادها.
