الوقت - أعلنت مصادر عبرية مساء الخميس عن إمكانية انضمام دولة جديدة إلى اتفاقيات السلام الإبراهيمية؛ وهي اتفاقية بدأت عام 2020 بهدف تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية، ووفقًا لهذه المصادر، فإن كازاخستان هي الدولة المستهدفة في هذه القضية.
أعلنت وسائل إعلام ناطقة بالعبرية وغربية في تقرير إخباري أن كازاخستان ستنضم رسميًا إلى الاتفاقية قريبًا، وبعيدًا عن ردود الفعل الدولية على هذا الخبر، كان رد فعل الصهاينة ووسائل الإعلام العبرية على هذه القضية مثيرًا للاهتمام، اعتبر العديد من الصهاينة تطبيع العلاقات مع كازاخستان خطوةً سخيفةً ومضحكةً من حكومة نتنياهو والولايات المتحدة، وخاصةً أن كازاخستان أقامت علاقاتٍ رسميةً مع الكيان الصهيوني منذ سنوات.
تتمتع "إسرائيل" وكازاخستان بعلاقاتٍ دبلوماسيةٍ كاملةٍ منذ عام 1992 (مباشرةً بعد استقلال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي)، ولكلٍّ منهما سفارتان في عاصمتيهما، وقد تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الجانبين مليار دولار في السنوات الأخيرة، ويتجلى التعاون التقني والزراعي والدفاعي في هذه التجارة، تُعدّ كازاخستان حاليًا أحد الموردين الرئيسيين للنفط لـ"إسرائيل"، وتُشير بيانات الحكومة الكازاخستانية إلى أن "إسرائيل" تستورد حوالي 25% من احتياجاتها النفطية من أستانا.
بالإشارة إلى هذه الحقائق التاريخية، يصف المستخدمون الناطقون بالعبرية هذه الخطوة بأنها خطوة رمزية للتعويض عن إنجازات نتنياهو وحكومته الفاشلة على مدى السنوات الثلاث الماضية، قبل أن يطلقوا عليها اسم "تطبيع العلاقات".
كتب الصحفي الصهيوني إيدان إرتس، الذي نشر صورًا لاجتماعات رسمية بين قادة كازاخستان وقادة الكيان على مدى العقد الماضي:
هل يمكن لأحد أن يشرح معنى "انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات إبراهيم"؟ تربط "إسرائيل" علاقات دبلوماسية رسمية مع كازاخستان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وتشير التقارير إلى أنها أيضًا أحد مصادرنا الرئيسية لإمدادات النفط، في الواقع، يبدو هذا مجرد دعاية فارغة تمامًا ولا أساس لها من الصحة.
أشار إيتاي سيلير، الخبير الصهيوني والناشط على تويتر، إلى هذا الخبر في منشور ساخر وكتب:
استمعوا يا رفاق، أخبار رائعة عن انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات إبراهيم، دولةٌ لها سفارةٌ في إسرائيل منذ عقودٍ تُريد توقيع اتفاقية تطبيعٍ معنا، حتى إيطاليا وفرنسا قد تنضمان إلى اتفاقية التطبيع معنا، ولا أستطيع إخفاء حماسي لانضمام فرنسا وإيطاليا إلى اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، إنها أوقاتٌ مثيرةٌ حقًا!!!
كما نشرت قناةٌ إخباريةٌ ناطقةٌ بالعبرية على تيليغرام صورةً لسفارة كازاخستان في الأراضي المحتلة ردًا على هذه القضية، وكتبت تحتها: لعلمكم، يجب أن تعلموا أن كازاخستان لديها سفارةٌ بالفعل في "إسرائيل"، فلا داعي لتطبيع العلاقات.
كما هو واضح، ينظر الكثير من الصهاينة إلى هذه القضية على أنها إجراءٌ رمزيٌّ وغير فعالٍ وسخيفٌ، نتنياهو، الذي أصبح الآن الشخصية السياسية الأكثر كراهية في العالم بسبب إثارته للحرب وعدوانه الوحشي على غزة ودول المنطقة، أعلن الآن تطبيع العلاقات مع دولة أقام معها علاقات رسمية منذ أكثر من 30 عامًا، بل ولديه سفارة في تل أبيب، وذلك لإظهار أنه ليس في عزلة دولية.
خلال السنوات الثلاث الماضية، وبالتزامن مع عودة نتنياهو إلى السلطة وبداية الصراعات الأهلية في فلسطين المحتلة، وكذلك حرب غزة والهزائم المتتالية لجيش الكيان في ساحة المعركة، لم تفشل "إسرائيل" في تحقيق أي إنجازات ملموسة على الساحة الدولية فحسب، بل كانت أيضًا على طريق العزلة الدولية، وهي قضية أشار إليها نتنياهو، رئيس وزراء الكيان، صراحةً.
في غضون ذلك، يرى قادة وخبراء صهاينة أن أحد أهم سبل الخروج من هذا الوضع هي توسيع نطاق تطبيع هذا الكيان مع الدول الإسلامية، وقد أدت التطورات الأخيرة في المنطقة إلى تباطؤ أو توقف عملية تعزيز هذه الاتفاقيات في غرب آسيا أو الدول الشرقية، ويعرب قادة هذا الكيان عن خيبة أملهم من توسيع نطاق الاتفاقيات في الغرب أو الدول الإسلامية في شرق آسيا، وأهم مثال على ذلك هو الفشل في تحقيق التطبيع مع دول مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
السبب الرئيسي لفشل الصهاينة في تطبيع العلاقات مع دول مثل المملكة العربية السعودية، التي تُعتبر جوهرة التاج في الاتفاقيات الإبراهيمية، هو القضية الفلسطينية، إذ يواصل قادة الكيان رفض الخطة الحالية التي طرحها المجتمع الدولي.
لذلك، اتجه الصهاينة نحو أوروبا الشرقية والقوقاز لكسب تأييدهم. في فضاء جغرافي يجمع بين التاريخ العثماني والنفوذ الأوروبي وإرث الاتحاد السوفيتي، نرى دولًا ذات أغلبية مسلمة مثل أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وألبانيا وطاجيكستان وكوسوفو، حافظت بالفعل على علاقاتها مع الكيان الصهيوني بدرجات متفاوتة.
ليس من المستبعد أن يواصل قادة الكيان، وخاصة نتنياهو، هذه الإجراءات الدراماتيكية والسخيفة لدرجة إجبار حتى حلفائهم الغربيين على الانضمام إلى خطة السلام الإبراهيمية!
