الوقت- قال الرئيس "مسعود بزشكيان"، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي لبرنامجها النووي السلمي.
وقال الرئيس بزشكيان في كلمته على هامش القمة الـ 25 لقادة دول منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، إن عالمنا يحتاج إلى فهم جديد وخطة جديدة للحوكمة العالمية، مضيفا: يجب على مثل هذه الخطة أن تنأى بنفسها أولا عن المنطق القائم على القوة واستبداله بمنطق قائم على المساواة والعدالة.
وأضاف: لحسن الحظ، بفضل اهتمام جميع الأعضاء، ظل الخطاب السائد في مناقشات منظمة شنغهاي للتعاون وبياناتها قائما على ارساء السلام والأمن من خلال العدالة والتنمية. وفي هذا الصدد، نأمل أن تُولي منظمة شنغهاي للتعاون، بعد التوصل إلى تفاهم مشترك ووضع آليات متعددة، اهتماما أكبر لتعزيز دورها في القضايا العالمية المهمة، لا سيما تلك التي تقوّض العدالة والتنمية في العالم بشكل واضح، وأن تبرز دورها بشكل أوضح.
وتابع: منذ إنشائها، كانت القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون فرصة فريدة للحوار وتبادل وجهات النظر بين البلدان التي كان اهتمامها المشترك هو السلام والتعاون والجهود المنسقة لخلق عالم أكثر عدلاً وأمنا. على مدى العقود الثلاثة الماضية، عملت منظمة شنغهاي للتعاون على تعزيز نموذج جديد للتعاون الإقليمي والدولي لا يقوم بالضرورة على العداء ومواجهة الهويات، بل على التعاون والثقة المتبادلة واحترام التنوع.
وأوضح: في حين أن عالم ما بعد الحرب الباردة، نتيجةً للجهود الأحادية، لم يُلبِّ رغبة البشرية في بناء عالم أكثر سلامًا، فإن تجربة تشكيل منظمة شنغهاي للتعاون أبقت الأمل حيًا في أن تتمكن الدول المختلفة، ذات التنوع الثقافي والحضاري والمواقف السياسية والاقتصادية والعسكرية المختلفة، من التفاعل والتعاون فيما بينها دون السعي إلى التفوق على بعضها البعض، ومن موقع متساو.
وتابع: قد أظهرت تجربة منظمة شنغهاي للتعاون أن التعاون، وخاصة بين الدول النامية والاقتصادات الناشئة، يمكن أن يكون استجابة عملية للتحديات العالمية، بما في ذلك التفاوتات الاقتصادية، وضغوط العقوبات، وتغير المناخ، والأزمات الأمنية العابرة للحدود الوطنية. ويشكل توسيع حوار المنظمة مع البلدان الأخرى المتوافقة في إطار شنغهاي بلس فرصة ثمينة لتعميق وتطوير هذا التعاون.
وقال الرئيس بزشكيان إنه ينبغي أن تتمتع جميع الدول، بغض النظر عن حجمها أو ثروتها، بحقوق وتمثيل متساو في الحوكمة العالمية.
وأضاف علاوة على ذلك، ينبغي إيلاء اهتمام أكبر لتوسيع التعاون مع دول الجنوب العالمي، لا سيما في مجال التعاون المالي والاستثمار المشترك في البنية التحتية.
وقال: إننا نعتقد أن المنظمة، بفضل قدراتها الحالية، قادرة على أن تصبح مركز تنسيق ومحورا حاسما في مجال استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. كما أن جمهورية إيران الإسلامية، بثروتها العلمية الهائلة ومواردها من الطاقة وموقعها الاستراتيجي، مستعدة للتعاون في هذه المجالات.
وأشار بزشكيان خلال اجتماع شنغهاي بلاس الذي عقد على هامش قمة شانغهاي للتعاون إلى أن بفضل موقع إيران المحوري بين الشرق والغرب، تتمتع بميزة جغرافية متميزة لربط خطوط النقل في إطار مبادرة الحزام والطريق. هذا، إلى جانب الاستقرار والأمن المتميزين في إيران، يُشكل أساسًا هامًا لربط خطوط النقل في مبادرة الحزام والطريق ودمج إيران في هذه المبادرة.
وتابع قائلا: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي لبرنامجها النووي السلمي.
وأوضح في السنوات الأخيرة، وخاصة في الأشهر القليلة الماضية، ذاق الشعب الإيراني الطعم المر لمحاولات فرض السلام بالقوة، من خلال العقوبات المختلفة والعدوان العسكري. وعلى مدى العقدين الماضيين، ظلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على الرغم من عملها في إطار حقوقها القانونية، تبذل كل جهد ممكن لحل الغموض القائم من خلال الحوار والتفاوض.
وأضاف: فقد تعرضنا للانتهاك في يونيو/حزيران الماضي بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تجلس على طاولة المفاوضات مع إيران بنفاق. والآن، تُهددنا الدول الأوروبية بإعادة فرض العقوبات الدولية علينا، في حين أنها لم تُقدم أي التزام عملي وفعال بتعهداتها، وفي المقابل، تُمارس أقصى درجات الرقابة الدولية على الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال إننا نتوقع من منظمة شنغهاي للتعاون والدول المستقلة في العالم أن تلعب دورها الفعال والمسؤول في مواجهة هذه المظالم.
ولفت إلى أن لقد أثبتت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من خلال اعتمادهما على العدوان العسكري، عدم فعاليته الخيار العسكري، ويواجهان بمقاومة بطولية من الشعب الإيراني. إن اللجوء إلى ما يسمى بآلية "سناب باك" لن يؤدي إلا إلى تعقيد الوضع وزيادة التوتر، مضيفا أننا ننصح الولايات المتحدة وأوروبا بالتخلي عن الحلول القائمة على المواجهة واللجوء إلى الدبلوماسية للتوصل إلى حل متوازن وعادل.
ونؤكد مجددا على أن منظمة شنغهاي للتعاون ينبغي أن تسعى إلى تنفيذ مبادرات بناء السلام في العالم المحيط بها بطريقة أكثر تنظيما.
واستطرد بالقول: إن المنظمة، باعتبارها واحدة من أهم المؤسسات المستقلة والساعية إلى العدالة في العالم، يجب أن يكون لديها على وجه الخصوص خطة واضحة وشاملة لإدارة الأزمة الطويلة الأمد في منطقة غرب آسيا والقضية المؤلمة المتمثلة في القتل المستهدف وتجويع الأبرياء في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين.
وأشار إلى أن ما يحدث في غزة اليوم، بلا شك، وصمة عار في تاريخ البشرية، وامتحان قاس لجميع الشعوب والحكومات التي تشهد هذه الجرائم الوحشية. لقد بات جليا أنه دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، لن يكتب النجاح لأي خطة سلام وعدالة في العالم. لطالما كان حلنا مشاركة جميع سكان فلسطين الأصليين في انتخابات حرة لإعمال حق تقرير المصير، باعتباره المبدأ الأساسي للقانون الدولي.
في الختام، أرى من الضروري أن أعرب عن امتناني للصين، حكومة وشعبا، لنجاح انعقاد هذه القمة، وأن أعلن دعم جمهورية إيران الإسلامية للآراء البناءة للرئيس الصيني "شي جين بينغ"، بشأن ضرورة إصلاح الحوكمة العالمية، والتي طرحت في إطار مبادرة الحوكمة العالمية. وترى جمهورية إيران الإسلامية أن طرح هذه الآراء خطوة فعّالة نحو بناء عالم أكثر عدلا.