الوقت- هذا هو التعبير الذي استخدمه يوسي يهوشوع، المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لوصف ظروف المقاومة في قطاع غزة.
في تقريره التحليلي، كتب: "قيادة سيارة هامر مكشوفة من قاعدة ناحال عوز إلى منطقة درج الطفا في أقصى غرب قطاع غزة، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي حاليًا، يستغرق وقتًا أقل من تحضير فنجان قهوة، ولكن هذا على الأرض فقط".
في حين أن الوقت في غزة، كغيره من مناطق الحرب، له ظروفه الخاصة.
لقد تابعتُ عن كثب حرب الأنفاق، التي لا تزال تحيرنا وتُدهشنا على مدار الواحد والعشرين شهرًا الماضية لطولها وعمقها وظروفها المُتقدمة.
يقول المُقدّم (أ) من الكتيبة 932 في هذا الصدد: على الأرض يُمكنك الوصول إلى البحر في لمح البصر، لكن هناك مدينة بأكملها تحت قدميك.
إن تدمير هذه المدينة الجوفية مهمة تتطلب جهودًا استخباراتية وتخطيطًا ودعمًا وأدوات خاصة، وبالإضافة إلى كل ذلك، يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للقيام بذلك.
وهنا لا بد من القول إن الوقت هو أهم مشكلة يجب أخذها في الاعتبار من بين المشاكل الأخرى، وهو أيضًا الأكثر حساسية.
ويضيف: "في ظل الضغط الشعبي والرغبة في إعادة الأسرى، وهو أحد أهداف العملية، والاتهامات المُوجهة للجيش بأنه لا يفعل شيئًا، وهو تصريح أكد عليه أيضًا العديد من وزراء الحكومة، يواجه الجيش الإسرائيلي مشكلة كبيرة في إيصال رسالة مفادها بأن ما تطلبونه منا هو عملية صعبة ومُعقدة وخطيرة"، يُتابع الخبير الصهيوني: "البنية التحتية المُنشأة تحت قطاع غزة لا تقتصر على حمام سباحة مُجهز بمعدات مُشتراة من متجر ليسهل تدميرها، بل نحتاج إلى إجراءات مُنظمة ومهنية لتدميرها".
تبدأ الإجراءات بجمع المعلومات ورسم الخرائط ومسار النفق، ثم السيطرة على المنطقة وتأمين مراكزها الدفاعية، ووصول آلات الحفر وأدوات أخرى كأجهزة الاستشعار أو الكلاب لضمان قرب النفق من نهايته، وبعد ذلك فقط تبدأ عملية التفجير.
في جزء آخر من التقرير، يُذكر أن الظروف الجيولوجية للمنطقة تؤثر بشكل مباشر على عملية التفجير، على سبيل المثال، آلات الحفر ليست فعالة جدًا على الأشجار، وهذا الخلل واضح أيضًا في استخدام المتفجرات.
في كلتا الحالتين، هذه ليست مُشكلة إسرائيلية فحسب، بل مُشكلة لجميع الاستراتيجيات العالمية المُماثلة، ولهذا السبب يستغرق تطهير مساحة كيلومتر واحد في بعض الحالات عدة أسابيع، هذا هو التقييم الذي ذكره عدد من كبار الضباط.
كما اعترف ضابط عسكري إسرائيلي كبير في مقابلة مع هذه الوسيلة الإعلامية بأن حماس لم تقف مكتوفة الأيدي خلال هذه الفترة، بل نحن في منافسة يتعلم فيها الطرفان ويطرحان سبلًا جديدة للاستمرار والتقدم.
وأعرب الضابط الكبير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، عن استيائه من الانتقادات الموجهة للجيش الإسرائيلي، وقال: "من يظن أننا لا نعمل شيئا فهو لا يعلم ما نواجهه هنا".
وقال ضابط آخر كان حاضرًا في العملية الميدانية: "من الممكن أن يخرج مسلح من ثغرة ويزرع قنبلة دون أن ننتبه".
وأخيرًا، أقرّ هذا المحلل الصهيوني بأنه إذا انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق مختلفة من قطاع غزة (كما هو موضح في مسودة مقترح الاتفاق)، فإن حماس بالتأكيد لن تقف مكتوفة الأيدي، وستُجبر حتمًا على العودة إلى الحرب، ولكن في المرة القادمة سنحتاج إلى مزيد من القوات، من ناحية أخرى، فإن ساعة بقاء الأسرى على قيد الحياة توشك على الانتهاء، على أي حال، من المستحيل على أي منكم أن يتخيل صعوبة (645) يومًا من الأسر، هذه مشكلةٌ لا بدّ من توضيحها، على أي حال، إذا كان الهدف هو تدمير حماس، فيجب إطلاع المجتمع على آراء كبار الضباط، هذا هدفٌ سيستغرق سنواتٍ لتحقيقه، ومن يدّعي خلاف ذلك لا يفهم ما يقولون.