الوقت- أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، السبت، أن إسرائيل قتلت أكثر من 150 فلسطينياً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بينهم 40 خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال المكتب في بيان: “لاحظنا تعمد الاحتلال تصعيد جرائمه الميدانية بحق المواطنين في الفترة الأخيرة، حيث استهدف مدنيين كانوا يجمعون الحطب أو يتفقدون منازلهم، ما أدى إلى استشهادهم بنيران الجيش الإسرائيلي”.
وجاء البيان عقب مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي السبت، حيث قصف جواً بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 9 فلسطينيين، بينهم مصورون وعاملون في المجال الإنساني والإغاثي.
وأدان المكتب الإعلامي هذه “المجزرة البشعة”، معتبرا أنها “استمرار لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وتصعيد جديد للعدوان، خاصة أنها تزامنت مع الحديث عن أوامر من المستوى السياسي الإسرائيلي بتصعيد عسكري”.
وشدد البيان على أن هذا التصعيد “يعكس نية الاحتلال المسبقة لارتكاب الجرائم، واستهتاره بالقوانين والمواثيق الدولية”.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين “نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، لم يكتف بفرض الحصار على غزة ومنع أسباب الحياة، بل صعّد عمليات القتل والاستهداف المباشر للمدنيين”.
ورفض المكتب الإعلامي الحكومي “كل الادعاءات التي روجها الاحتلال وننفي مزاعمه لتبرير جريمته”.
وأكد أن “الطاقم المستهدف بالقصف مدني بالكامل وكان يعمل في منطقة يتواجد بها مركز إيواء ويقوم بمهمة توثيق إعلامي لأعمال جمعية خيرية، ولم يكن في منطقة ممنوعة أو تشكل خطر من أي نوع على جيش الاحتلال”.
وحذر الإعلامي الحكومي من “خطورة استمرار جرائم الاحتلال”.
ودعا الوسطاء والمجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية لوقف العدوان المستمر ضد الشعب الفلسطيني”.
وطالب محكمتي العدل والجنائية الدوليتين “باتخاذ إجراءات عاجلة تجاه الجرائم المدان بها الاحتلال وقادته، بما فيهم رئيس حكومته المطلوب للعدالة على خلفية جرائم الحرب المرتكبة بحق شعبنا”.
وفي وقت سابق السبت، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب “مجزرة وحشية مروعة في منطقة بيت لاهيا راح ضحيتها 9 شهداء يعملون في مؤسسة خيرية كانت تقوم بأعمال إنسانية في مراكز الإيواء والنزوح”.
وفي وقت سابق، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان “رصد مسلحين اثنين قاما بتشغيل مسيرة في بيت لاهيا شمال غزة”، مدعيا أن ذلك “شكل تهديدا على قوات الجيش فقامت القوات باستهدافهما”.
هذه المجزرة تأتي ذلك ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس بوساطة مصرية قطرية أمريكية الذي تنصلت إسرائيل منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ويعرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدء مفاوضات المرحلة الثانية، ويريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
في المقابل، تؤكد حركة حماس مرارا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.