الوقت- أفادت مصادر عبرية بأن هرتسي هليفي استقال من منصبه قبل ساعة من موعد تقاعده المقرر بعد أن أمضى عامين رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي.
هرتسي هليفي، 55 عاماً، هو جنرال في الجيش الإسرائيلي، نشأ في القدس وكان رئيساً للاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي منذ سبتمبر/أيلول 2014، ولد عام 1967 ونشأ في القدس وانضم إلى قوات المظليين عام 1985، كان مسؤولاً عن العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة أثناء معركة الفرقان عام 2008/2009، وخاصةً بيت حانون وبيت لاهيا ومنطقة العطاطرة.
أدى هرتسي هليفي اليمين الدستورية كرئيس أركان الجيش الإسرائيلي الثالث والعشرين في الـ 16 من يناير 2023، شغل في السابق منصب قائد القيادة الجنوبية في "إسرائيل"، ورئيس منظمة مكافحة التجسس في الجيش الإسرائيلي، وقائد فرقة الجليل 91، وقائد لواء المظلات 35، وقائد وحدة هيئة الأركان العامة.
وعلى الرغم من أن فترة ولاية هرتسي هليفي كرئيس لأركان الجيش الإسرائيلي كانت قصيرة، إلا أن أحداثاً مهمة للغاية حدثت خلال فترة توليه المنصب، ويمكن اعتبارها التطورات الأكثر أهمية في تاريخ الكيان الإسرائيلي الممتد على مدى ستة وسبعين عاماً، تطورات لم يكن لهذا الجنرال الصهيوني، بصفته رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش، أي دور فيها أو نتيجة سوى الفشل والإحباط.
تطورات مثل الفشل الكارثي في السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، والغزو الفاشل لجنوب لبنان وقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله، والفشل في المعركة مع حماس في غزة، وأخيراً قبول وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية دون تحقيق الأهداف المعلنة، هذا هو الرقم القياسي الذي حققه هليفي خلال فترة ولايته التي استمرت عامين.
وفي رسالة استقالته، كتب هرتسي هليفي، في إشارة إلى الفشل المشين الذي حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول: "في صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تعرض الجيش الإسرائيلي لهزيمة قاسية في مهمته لحماية المواطنين الإسرائيليين ودفع ثمناً باهظاً ومؤلماً".
وفي الهجوم المفاجئ يوم الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول وبدء عملية طوفان الأقصى، تعرض الجيش الإسرائيلي لهزيمة أمنية واستخباراتية وعسكرية كبيرة، ما دفع المستشارين الأمريكيين والجيش في نهاية المطاف إلى التدخل لإعادة تنظيم الجيش الإسرائيلي المتفكك.
وكانت هذه الهزيمة غير المسبوقة في تاريخ كيان الاحتلال الصهيوني أول حدث كبير في عهد هرتسي هليفي رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي، والتي اعترف بها هليفي قبلا، حيث قال في خطابه سابقا: "أنا أتحمل مسؤولية هزيمة الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، وأفهم معناها جيدا".
بالإضافة إلى هزيمته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قدم هليفي أداء مخيبا للآمال تماما خلال 16 شهرا من الصراع العسكري المكثف في غزة، على الرغم من الدعم العالمي واسع النطاق، لقد اضطر قادة وزعماء هذا الكيان، الذين أعلنوا أن هدفهم الأول هو التدمير الكامل لحماس، في نهاية المطاف إلى الذهاب إلى طاولة المفاوضات مع حماس وقبول شروط قوى المقاومة لوقف إطلاق النار، وهي قضية، مثل أزمة 7 أكتوبر، اعتبرت هزيمة قاتلة لجيش هذا الكيان، لأنه بعد 16 شهرًا من الشعارات والتصريحات البعيدة عن الواقع فيما يتعلق بالوضع على الأرض في منطقة الحرب من قبل هرتسي هليفي وغيره من كبار القادة الإسرائيليين، اضطر جيش الكيان إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من أجل إعادة الأسرى.
كما انتقده مؤخرا وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، قائلا إنه وفقا لقرار مجلس الأمن الصغير فإن هدف "تدمير" حماس قبل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين كان ولا يزال أولوية، ولكن مع هرتسي هليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ليس من الممكن تحقيق هذا الهدف وتحقيق النصر.
وعلى الساحة اللبنانية، جلب هرتسي هليفي ورفاقه هزيمة وفشلاً جديدين للجيش الإسرائيلي. في بداية حرب لبنان، وبعد أن قام الصهاينة باغتيال زعيم حزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله وعدد من قادته الآخرين، أعلنوا أن هدفهم من الدخول في الحرب مع المقاومة اللبنانية هو تدمير حزب الله، فإن كبار القادة الصهاينة تسببوا في دفع الجيش الإسرائيلي إلى قبول وقف إطلاق النار مع حزب الله بعد 66 يومًا من القتال العنيف، والذي لم تكن نتائجه سوى أضرار جسيمة في شمال الأراضي المحتلة، وتشريد مئات الآلاف من الصهاينة، وانعدام الأمن في مدينة مهمة مثل حيفا. ومن ثم قبول الانسحاب المبرمج من جنوب لبنان (في حين أن تقدمه لم يصل إلى عشرة كيلومترات).
كما أن جيش الكيان، بسبب المشاكل البنيوية التي أشار إليها المحللون والخبراء الصهاينة مراراً وتكراراً، تكبد خسائر بشرية فادحة خلال حربه التي استمرت 16 شهراً في غزة وجنوب لبنان، والتي تتطلب، وفقاً لتقديرات الخبراء، تعويضات وإصلاحات تستغرق سنوات.
ولذلك، ورغم أن هرتسي هليفي أمضى فترة محدودة في منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، فإنه جلب أصعب وأثقل الهزائم الممكنة على جيش هذا الكيان، ما أكسبه لقب رئيس أركان الجيش الأكثر فشلاً.
يُشار إلى أنه بعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أعلن قائد المنطقة الجنوبية في الأراضي المحتلة، يارون فينكلمان، أنه سيستقيل من منصبه قريباً أيضاً.