الوقت- جاء إعلان هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد 5 أسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال خلال 24 ساعة ليؤكد أن ما يجري من ارتفاع في أعداد الشهداء الأسرى هو كارثة إنسانية متصاعدة، وتأكيد جديد على ما حذرت منه الهيئة من أن الاحتلال ودون أدنى اعتبار للإنسانية جمعاء يعمل على تصفية الأسرى بشكل ممنهج وعلني.
ويشكل عامل الزمن اليوم الحاسم الأساس لمصير الأسرى، وذلك مع استمرار الجرائم الممنهجة وعلى رأسها جرائم التعذيب غير المسبوقة بمستواها وكثافتها، والتي ستؤدي إلى نتيجة واحدة فقط هو استشهاد المزيد من الأسرى والمعتقلين، وما يجري بحق الأسرى والمعتقلين ما هو إلا وجه آخر لحرب الإبادة، والهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال والتصفية بحق الأسرى والمعتقلين".
وأشارت إلى أن الشهداء الأسرى هم: أشرف أبو وردة، ومحمد رشيد العكة، وسمير محمود الكحلوت، وزهير عمر الشريف.
ولفتت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إلى أنهما تبلّغا من الهيئة العامة للشؤون المدنية نبأ استشهاد عكة، فيما تلقت عائلة الشهيد الكحلوت نبأ استشهاده عبر مؤسسة "هموكيد"، والشهيد الشريف من خلال محامي خاص حصل على ورقة تثبت استشهاده في سجن "الرملة"، والشهيد لبد عبر مؤسسة "هموكيد".
وأوضحا أن "جميع هذه الردود التي تلقتها المؤسسات المختلفة حصلت عليها من جيش الاحتلال أو إدارة سجون الاحتلال، ونؤكد بأن هذه الطريقة الوحيدة المتاحة للكشف عن مصير معتقلي غزة التي أتاحتها التعديلات القانونية".
وارتفع عدد الشهداء الأسرى بسجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 54 شهيدا، وهذا العدد هو الأعلى تاريخياً لتُشكّل هذه المرحلة هي المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967″، استنادا للبيان.
من هم الشهداء الخمسة
وأوضحت الهيئة ونادي الأسير، أن "الشهيد عكة اعتقل في تاريخ الـ 15 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 خلال نزوحه من شمال غزة إلى الجنوب، وهو متزوج وأب لعشرة أبناء، وحسب عائلته لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية، وقد ارتقى في سجن ’النقب’ يوم أمس".
وأضافا إن "الشهيد الكحلوت اعتقل في تاريخ الـ 25 من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 من مستشفى كمال عدوان، وكان قد خضع قبل اعتقاله لعملية استئصال لأجزاء من الكبد والكلى، وكان بحاجة إلى رعاية حثيثة وقد تضاعف وضعه الصحي بسبب الإمكانيات الطبية البسيطة، ورغم محاولة الأطباء منع الجنود من اعتقاله، إلا أنهم اعتقلوه بالقوة وارتقى في تاريخ الـ 3 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أي بعد أسبوع من اعتقاله، علماً أنه متزوج وأب لثلاثة من الأبناء".
وتابعت الهيئة ونادي الأسير: إن "الشهيد الشريف معتقل منذ الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حيث اعتقل خلال عمله في أراضي عام 1948، وهو متزوج وأب لستة من الأبناء، وحسب عائلته لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية، وقد ارتقى في تاريخ الـ 18 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
وأشارا إلى أن "جيش الاحتلال يحاول التلاعب في الردود التي تلت رد المحامي، رغم حصوله على ورقة تؤكد استشهاده في سجن ’الرملة’، وتمثلت عملية التلاعب بالردود بأن الجيش أعطانا ردا آخر يفيد بأنه تم الإفراج عنه من سجن ’عوفر’، ورد آخر يفيد بأنه لا توجد صلاحيات لإعطاء رد بشأن مصيره، وهذه القضية تشكل واحدة من عدة قضايا تابعتها المؤسسات وأظهرت تعمد جيش الاحتلال بالتلاعب في الردود".
ولفتا إلى أن "الشهيد لبد اعتقل في تاريخ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 خلال نزوحه من الشمال إلى الجنوب برفقة عائلته، وهو متزوج وأب لثمانية من الأبناء، وقبل اعتقاله كان يعاني من تليف في الكبد ومصاب بمرض السكري، وقد ارتقى في تاريخ الـ 27 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024".
رد فعل حماس
قالت حركة حماس: إن ارتقاء خمسة أسرى في سجون الاحتلال خلال الساعات الأخيرة يكشف عن الوجه الأكثر وحشية للاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد انسلاخه التام عن كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية، وسط صمت عالمي مريب وعجز عن محاسبته على جرائمه المتصاعدة بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأكدت حماس في بيانٍ، الإثنين، أن ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات جسيمة، بما في ذلك الإخفاء القسري، والإهمال الطبي، والتعذيب الممنهج، والحرمان من أبسط الحقوق، هو نتيجة مباشرة للانحياز الأمريكي السافر وغياب ردع دولي حقيقي.
ودعت حماس جماهير الشعب الفلسطيني إلى الخروج في فعاليات حاشدة لدعم الأسرى في مواجهة اعتداءات الاحتلال، وخاصة مع تصاعد جرائم التطهير العرقي وحرب الإبادة التي يمارسها ضد قطاع غزة.
وطالبت الحركة كل المنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ مواقف عملية بإدانة الاحتلال وملاحقة قادته أمام المحاكم الدولية، وصولًا إلى محاسبتهم على جرائمهم التي تستهدف الأسرى والشعب الفلسطيني بأسره.
وفي وقتٍ سابق من يوم الاثنين، أعلنت مؤسسات الأسرى، ارتقاء 4 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة، ليرتفع عدد الأسرى من قطاع غزة الذين ارتقوا في سجون الاحتلال خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى 5 شهداء.
ختام القول
ينبغي على المنظومة الحقوقية الدولية المضي قدما في "اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني والأسرى في سجونهم المظلمة، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد إلى المنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء حرب الإبادة، وإنهاء الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال "إسرائيل" باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.