الوقت - هددت عائلات الجنود الإسرائيليين في رسالة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ولرئيس الأركان هرتسي هليفي، بوقف مشاركة أبنائها في الحرب على غزة على خلفية نقاش قانون إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، وذلك بسحب أبنائهم من الجبهة.
جاء ذلك بعد مصادقة الكنيست بأغلبية على قانون يمدد إعفاء قطاع واسع من (اليهود المتشددين)الحريديم من الخدمة العسكرية.
ووفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية طالبت عائلات مئات جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في الحرب على غزة أبناءهم بإلقاء السلاح “فورا” والعودة إلى منازلهم وذلك في رسالة انتقدوا فيها قرار الكنيست بالموافقة على القانون الذي يتساهل مع اليهود المتدينين بشأن الخدمة في الجيش.
وقالت الصحيفة: “خاطبت مئات من عائلات الجنود الإسرائيليين غالانت وهاليفي في رسالة مفتوحة، انتقدوا فيها قرار الكنيست بالموافقة على القانون الذي يعفي المتدينين من الخدمة في الجيش”، وأضافت: “كتبوا أنهم لم يعودوا يدعمون القتال في غزة”.
حيث ترى عائلات جنود جيش الاحتلال أنه من غير المعقول أن يتم تمرير قانون مثل هذا، بينما يضحي الجنود الشجعان بحياتهم”، واتهمت العائلات “الحكومة بخيانة مواطنيها، وتسليم حياة أبنائنا، ولكن من أجل البقاء السياسي تحافظ على حياة الآخرين آمنة”.
ووفقا للصحيفة فقد قال الأهالي : “نبلغ أبناءنا الجنود أنه يجب عليهم وقف القتال الآن، وإلقاء أسلحتهم والعودة إلى منازلهم على الفور”.
وأضافت: «لا يمكن أن يمرر قانون كهذا فيما يقدم الجنود حياتهم، الحكومة تخون مواطنيها، وتضحي بحياة أبنائنا من أجل بقائها على قيد الحياة السياسية، لن نقدم أبناءنا على مذبح الفساد العام».
بدوره أرسل رئيس الأركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي رسالة للقيادة السياسية حذر فيها من النقص الحاد في القوى البشرية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق الأهداف المطلوبة، لافتا إلى أن الجيش يحتاج إلى 15 كتيبة جديدة، حتى يتمكن من القيام بمهامه على عدة جبهات.
وأضاف هاليفي إن النقص ليس فقط نتيجة الحرب، بل أيضا بسبب الحاجة إلى زيادة حجم القوات من أجل المهام الإضافية للجيش.
كما كشف هاليفي أن العمل يجري حاليا على حل مؤقت، من خلال إنشاء خمس كتائب تتألف من جنود تم إعفاؤهم في وقت سابق.
حيث صادق الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 63 عضوا مقابل معارضة 57 بالقراءة الأولى على مشروع قانون التجنيد المثير للجدل، وما زال يتعين التصويت بقراءتين ثانية وثالثة على مشروع القانون حتى يصبح قانونا ناجزا.
وجاء التصويت على تجديد العملية التشريعية من حيث توقفت، دون الحاجة للبدء من الصفر في الدورة الحالية.
وسيتم الآن تقديم التشريع إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن للتحضير للقراءتين الثانية والثالثة التي يجب إقراره ليصبح قانونًا.
وفي حال تمت الموافقة عليه في نهاية المطاف، فإن مشروع القانون سيخفض السن الحالي للإعفاء من الخدمة الإلزامية لطلاب المدارس الدينية الحريدية من 26 إلى 21 عاما ويزيد “ ببطء شديد" من معدل التجنيد الإجباري لليهود المتشددين.
وقال الكنيست، الثلاثاء: “يقترح مشروع القانون المعني نموذجا جديدا للتجنيد في الجيش لطلاب المدارس الدينية وخريجي المؤسسات التعليمية الدينية، مع زيادة بطيئة للغاية في معدلات التجنيد”.
وأضاف: “يقترح مشروع القانون أيضًا خفض السن الحالي للإعفاء من الخدمة الإلزامية لطلاب المدارس الدينية الحريدية، ويسمح بتقصير الخدمة للحريديم الذين يشاركون في التدريب المهني أو يؤدون الخدمة المدنية الوطنية، بدلا من الخدمة في الجيش الإسرائيلي”.
يذكر أن الحكومات المتعاقبة فشلت في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد “الحريديم”، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمسّ بـ”مبدأ المساواة”.
وفيما تعارض الأحزاب الدينية تجنيد “الحريديم”، فإن الأحزاب العلمانية والقومية تؤيّده، ما تسبب لنتنياهو بإشكالية تهدد ائتلافه الحاكم.
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13 بالمئة من عدد سكان دولة الاحتلال البالغ قرابة 9.7 ملايين نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.
ويلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء “الحريديم” من الخدمة جدلا طوال العقود الماضية.
لكن تخلّفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب المتواصلة على غزة منذ تشرين الأول الماضي، وخسائر الجيش الإسرائيلي زاد من حدة الجدل، إذ تطالب أحزاب علمانية المتدينين بالمشاركة في “تحمّل أعباء الحرب”.
ولفت مراقبون إلى أن للحرب الإسرائيلية التي تشنها قوات الاحتلال في غزة منذ 8 شهور، تداعيات هائلة على اقتصاد تل أبيب، وخسائر مالية فاضحة تصل إلى حد الانهيار الاقتصاد، بالرغم من الدعم المالي والعسكري المقدم لحكومة نتنياهو من الولايات المتحدة الأمريكية، الخسائر لا تقف على هذا الحد فهناك آلاف من الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا في المعارك، ليس هذا فحسب بل هناك انهيار نفسي واكتئاب كبير يصيب الجنود المشاركين في الحرب، وهذا يؤكد مقولة إن قوات الاحتلال الإسرائيلية هي "جيش بلا عقيدة".
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن أكثر من 10 آلاف جندي في الجيش الإسرائيلي يعانون من إصابات جسدية ونفسية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في ال 7 من أكتوبر 2023.
ونقلت وسائل عبرية،أخرى، عن محللين عسكريين إسرائيليين إلى وجود 10 آلاف جندي معاق وكثيرون بينهم شُخصت أمراضهم على أنها "معاناة نفسية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الجنود يعاني من أعراض ما بعد الصدمة.
وفي تقارير سابقة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تم تسريح 90 جندياً إسرائيلياً من الخدمة بسبب مشكلات نفسية منذ بدء الحرب على غزة، الصحيفة أضافت إن "1600 جندي إسرائيلي عانوا صدمات الحرب وأعراض التوتر"، وبينت أنه هناك ثلاثة آلاف جندي إسرائيلي تواصلوا مع خط المساعدة المعني بالصحة النفسية.