الوقت - أظهرت بيانات جديدة، أنه من المحتمل أن يكون كوكب الأرض قد تجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة لفترة وجيزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء حفظ السجلات على الأقل.
وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مجموعة بيانات حصل عليها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF)، إذ أشارت هذه البيانات إلى أن يوم الجمعة الماضي كان اليوم الأول المُسجَل الذي يتجاوز فيه متوسط درجة حرارة السطح العالمية درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
وقالت سامانثا بيرجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ "تشير تقديراتنا إلى أن هذا كان اليوم الأول الذي تكون فيه درجة الحرارة العالمية أكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، عند 2.06 درجة مئوية".
وعند مقارنته بمتوسط درجة حرارة السطح العالمية خلال الفترة بين عامي 1991-2020، فإن المتوسط العالمي ليوم الجمعة الماضي يعد أعلى منه بـ 1.17 درجة مئوية.
وحذر الموقع من أن ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض إلى أكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية يشير إلى مدى سرعة ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فضلاً عن بعض الظواهر الجوية المتطرفة التي قد أصبحت ممكنة الآن.
ولكنه أفاد بأن تجاوز عتبة الدرجتين المئويتين في يوم واحد لا يعني أن هدف اتفاق باريس للمناخ، المتمثل في إبقاء الاحتباس الحراري العالمي عند مستوى "أقل بكثير" من هذه النسبة، قد تم تجاوزه، إذ يشير الاتفاق إلى المتوسط بشكل طويل الأجل على مدى عقدين أو أكثر، وليس يوم أو شهر أو حتى سنة واحدة.
وتسجيل الرقم القياسي هذا يتماشى مع عام 2023 الذي تم فيه تحطيم العديد من الأرقام القياسية المرتبطة بالمناخ، إذ إنه في طريقه لأن يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم.
وأوضح موقع "أكسيوس"، أن الرقم الذي تم تسجيله يوم الجمعة يظل مؤقتاً؛ لأنه مازال يخضع للتعديل للتأكد من مدى دقته، قائلاً إن المعلومات اللاحقة من المصادر الأخرى وطرق القياس المختلفة قد تؤكده أو تختلف عنه قليلاً.
وقد شهد العام الجاري، الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق في سبتمبر الماضي، وشهد أيضاً أكبر هامش في ارتفاع درجة حرارة عن كل الأرقام القياسية الشهرية في التاريخ، إذ سجلت كل الشهور منذ شهر مايو الماضي أرقاماً قياسية شهرية لدرجات الحرارة العالمية، وقد اجتاحت موجات الحر أجزاء كبيرة من العالم، من جنوب الولايات المتحدة إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية والصين و اليابان.