الوقت- في الأيام الماضية، أكد مسؤول كبير في حزب الله أن اللبنانيين تمكنوا من استعادة حقوقهم البحرية من العدو نتيجة الوحدة والتضامن، وأن بدء عمليات التنقيب عن الطاقة والتنقيب في لبنان هو نتيجة معادلة "العمل وما بعده"، وحسب تقارير إخبارية، أشار الشيخ "علي دعموش" نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله إلى نتائج حرب الـ 33 يوماً، وأعلن أن أحد أبرز تجلياتها كان انتصار المقاومة في حرب تموز (يوليو) 2006 بمثابة هزيمة لأهداف العدو الصهيوني من هذا العدوان، كما كان بمثابة تثبيت استقرار أمتنا والتزامها بوطننا وخيار المقاومة، وهذا الانتصار ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء ورجال المقاومة الشجعان وتضحيات الجيش والوطن.
بينما يزيد حزب الله اللبناني من تألقه فيما يتعلق بالجهوزية والحنكة السياسية، إضافة إلى القدرات العسكرية التي تفوق بعض الدول، ويتزايد دعم الشعب للمقاومة اللبنانية.
معادلات ناجحة في قضية الحدود البحريّة
"ضرورة حماية واستغلال ثروات النفط والغاز في لبنان من خلال إطلاق مبادرة ثروتنا خطنا الأحمر"، عنوان عريض لمشروع "السيد حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله اللبناني، الذي أعلن في خطابه في 13 يوليو ترجمة صادقة لالتزام المقاومة بحماية سيادة لبنان وحقوقه وثرواته، وتمكين لبنان من الاستفادة من ثروته في مجال النفط والغاز هو الخيار الوحيد والحقيقي للتصدي للتهديدات التي تواجه هذا البلد.
وفي هذا الخصوص، تحدث حزب الله عن بدء عمليات الحفر والتنقيب عن الطاقة في بلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، وأضاف إن من أهم نتائج حرب تموز رسم معادلات الردع ضد العدو المحتل، وهذه المعادلات التي نشأت في حرب تموز هي نفس المعادلات التي أجبرت العدو على قبول شروط لبنان في حالة رسم الحدود البحرية بعد سنوات من المماطلة وإضاعة الوقت ومناورات مختلفة، وأوضح أن وصول سفينة الحفر إلى البلوك رقم 9 للقيام بعمليات الاستكشاف والحفر إنجاز لم يكن ليتحقق لولا معادلات المقاومة والتعاون والتنسيق بين الحكومة والمقاومة اللبنانية، وأخيراً، كانت معادلات المقاومة هي التي أجبرت العدو على الاعتراف بحقوق لبنان النفطية ورسمت الحدود، واليوم، أمل اللبنانيين الوحيد للتعامل مع الحصار الأمريكي الخانق على لبنان والخروج من الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية هو استخراج النفط من حقل قانا وحقول أخرى والاستثمار فيه.
ولا يخفي حزب الله أن الضمان الحقيقي لاستمرار عمليات الحفر والتنقيب واستخراج النفط ليس اتفاقيات وضمانات الولايات المتحدة، بل إن لبنان جمع كل عناصر قوته وعلى رأسها المقاومة؛ مقاومة يخافها العدو في حال انتهاك حقوق اللبنانيين، ولقد أثبت العدو الصهيوني أنه لا يفهم إلا لغة القوة، وليس الاتفاقيات والمذكرات، ولقد أثبتت التجربة أن العدو لم يحترم أي اتفاق ولن ينفذ أيا منها، وإذا أراد اللبنانيون منع العدو من التعدي على حقوقهم واستغلال ثروات بلادهم النفطية والغازية، وإنقاذ لبنان وبناء مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، فعليهم أن يتحدوا وراء عناصر قوتهم ويلجؤوا إليها، لذلك يجب أن يعلم الجميع أنه بدلاً من التحريض على المقاومة والتشكيك فيها، عليهم التمسك بالمقاومة واللجوء إليها والاعتزاز بشجاعتها وعزمها وتصميمها في حماية لبنان وحقوق وثروات هذا الوطن.
اكتشاف الطاقة في المربع رقم 9
بصراحة مطلقة، تحدث مسؤول الموارد والحدود في حزب الله، عن ترسيم الحدود البحرية للبنان وفلسطين المحتلة وبدء استغلال اللبنانيين لمواردهم المائية، وقال في حديث مع "المنار" إن إمكانية اكتشاف النفط في المربع رقم 9 مرتفعة للغاية ونحن متفائلون بالمعلومات التي لدينا في هذا الصدد، و عندما كلفه السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ «حزب الله» بملف رسم الحدود البحرية قال إن هذا الملف يضم فريقا تنظيميا وفريقا متطوعا، عملت شركة توتال الفرنسية على البلوك رقم 4 في لبنان وقمنا بمراجعة التقارير ذات الصلة لتصحيح الأخطاء التي حدثت، ولا سيما في مجال تحديد آبار الطاقة.
ووضع الحزب نتائج تحقيقاته واعتباراته على الطاولة وتبادل الآراء مع وزير الطاقة ومجلس تنظيم النفط، وأشادوا بالدقة العالية لفريق حزب الله، كما رحبت المؤسسات الحكومية اللبنانية بدخول حزب الله في موضوع التنقيب عن الطاقة في المياه الإقليمية للبلاد، واعتبرت أنشطة حزب الله في هذا المجال آمنة وامتدحت ذلك، وأكد حزب الله، أنه يحترم الحكومة بصفتها الهيئة الرسمية للبلاد، وسيبذل الفريق المكلف بالتحقيق في ظروف الاستكشاف في بلوك رقم 9 كل جهد لإعداد خريطة خالية من العيوب في هذا الصدد، وتظهر الدراسات والبحوث الجيولوجية أن إمكانية اكتشاف النفط في المنطقة رقم 9 عالية جدا، وعبر حزب الله عبر عن تفاؤله بشأن هذه المعلومات ويؤكد أنه لا ينبغي إضاعة الوقت.
"إسرائيل" تتراجع في هذا الملف
عمليات الاستكشاف والحفر يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن ونأمل أن يتم تطبيق قانون استخراج الموارد الطبيعية البرية بنفس الطريقة في البحر، و كان من المستحيل تقريبًا استعادة المنطقة الزرقاء اللبنانية من النقطة رقم 1 إلى 23 في لبنان، بمساحة 865 كيلومترًا ، لكن مقاتلي المقاومة أجبروا العدو الصهيوني على الاستسلام، و ما نشهده اليوم في المياه الإقليمية اللبنانية بفضل المقاومة التي ما زالت ملتزمة بحماية حقوق لبنان.
وقال الحزب إن ظروف البلوكات رقم 5 و 6 و 7 و 8 و 10 واعدة ونتطلع إلى وضعها في ظروف أفضل من المربع رقم 9، و لقد بدأ العدو الصهيوني في الاستخراج والإنتاج من هذه الموارد منذ عام 2007، لذلك يجب أن نبدأ العمل بسرعة، والسؤال الذي لدينا الآن هو لماذا السوق اللبنانية غير مفتوحة أمام الشركات الصينية والإيرانية غير الخاضعة للعقوبات وتستطيع مساعدة لبنان في هذا المجال؟، وطالب المسؤول عن قضية الموارد والحدود في حزب الله كل اللبنانيين بالصبر في مواجهة ظروف اليوم الصعبة والتفاؤل بمستقبل لبنان كدولة نفطية، وأكد أن لدينا قدرات مائية عالية ويمكننا تصدير منتجات الطاقة لدينا، هذا مورد جديد أُضيف إلى ثروات لبنان الطبيعية وعلينا تحرير كل مناطقنا المائية التي ينهبها العدو ظلما.
معادلة "العمل وما بعده"
يؤكّد حزب الله، أن بداية استغلال لبنان لموارده الطبيعية هي نتيجة لمعادلة التضامن والوحدة بين اللبنانيين، وكذلك المعادلة الذهبية للجيش والأمة والمقاومة والحكومة، الذين شددوا على ترسيخ وحدتهم وتضامهم وبدعم من الحكومة، وأصبحوا قوة أرعبت العدو الصهيوني وأمريكا، وأن استخراج النفط والغاز هو أفق مشرق للبنان ويمكن أن يوفر الدخل الذي يحتاجه البلد، وإن بداية التنقيب عن النفط والغاز في لبنان واستكشافه هي في الواقع نتيجة لمعادلة "كاريش وما بعدها"، وكاريش وما بعدها هي المعادلة التي رسمها السيد حسن نصرالله العام الماضي لاستعادة حقوق لبنان البحرية من العدو الصهيوني وحذر المحتلين من أنهم إذا لم ينسحبوا من منطقة المياه اللبنانية، فإن جميع المواقع الإسرائيلية في كاريش وخارجها في مرمى صواريخ المقاومة وطائراتها دون طيار.