الوقت - ثلاثون عملاً فنياً تحتضنها حنايا وأروقة المتحف الوطني باللاذقية ضمن ملتقى الفن التشكيلي “فسحة أمل”، شكلت في جزء منها تفريغاً لصور من الذاكرة الجمعية للسوريين التي اختزنت الكثير من الألم والوجع والمعاناة بعد كارثة زلزال السادس من شباط الماضي، ولتؤكد في جزء آخر على الأمل الذي اعتاد السوريون التمسك به رغم كل المحن.
الملتقى الذي يقيمه مركز بيكاسو للفنون بإشراف مديرية ثقافة اللاذقية وبالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف جمع وفق المشرف عليه الفنان التشكيلي إسماعيل توتنجي بين التجارب الفنية لـ 15 شابة من الموهوبات فنياً والقادمات من مستويات أكاديمية ومهنية مختلفة في ملتقى فني يحاكي بعضاً من ألم السوريين، ويشاركهم وجعهم ويصوغ ذكرياتهم، بطريقة فنية تحمل الكثير من الأمل والإيمان بأن سورية وبالرغم من كل ما ألم بها ستبقى معطاءة وقادرة على النهوض بهمة أبنائها.
المشاركات في المعرض قدمن شرحاً لأعمالهن ورمزيتها، حيث رأت غيداء حليمة خريجة معهد فنون جميلة أن الملتقى يجسد الأمل الذي نؤمن دائماً أنه موجود، وأن أطفالنا سيكبرون بأمان ويبنون بلدهم بكل حب، مشيرة إلى أن لوحتها اختارتها لصورة الطفل الذي ولد تحت الأنقاض والذي جسد معنى ولادة الحياة من رحم الموت.
واعتبرت رنا إسبر خريجة معهد الأعمال اليدوية أن الفن رسالة، ومن خلال اللون والتشكيل ينقل الفنان الواقع، مشيرة إلى اختيار صور حقيقية لرسمها مع الإصرار، رغم كل الألم الذي تحمله، على إضفاء ألوان مبهجة إليها للتأكيد أننا رغم كل الألم متمسكون بالأمل.
المحبة والاحتضان صورة من الصور التي اختزنتها الذاكرة إثر الزلزال من خلال الكثير من الأيدي السورية والعربية والصديقة التي امتدت لرفع الركام وبلسمة جراح السوريين، جسدتها ساندي حمدان خريجة هندسة زراعية من خلال لوحتها، مشيرة إلى دور الفن التشكيلي، باعتباره أداة للتعبير عن الواقع ومساحة جميلة لتفريغ جزء من ذاكرتنا ومشاعرنا.