الوقت- بعد ان اتفقت ايران والارجنتين في عام 2013 على تشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن تفجير المركز اليهودي في بوينس ايرس في عام 1994 قدمت منظمة دايا وآميا (المنظمة الصهيونية في الارجنتين) اقتراحا الى الرئيسة الارجنتينية كريشتينا فرنانديز بأن تقدم مشروع قانون الى البرلمان لمحاكمة ايران غيابيا تحت عنوان "المحاكمة الغيابية للجرائم ضد البشرية".
وقد حظي المشروع فقط بموافقة معارضي حكومة فرنانديز والذين اصبحوا في سدة الحكم حاليا في الارجنتين والان يبدو ان مشروع المحاكمة الغيابية هذا بات على جدول اعمال الرئيس الارجنتيني الجديد مائوريسيو ماكري ووزير العدل خرمان غاراوانو الذي اعلن انه يريد المضي قدما في هذا المشروع.
وقد اعلن رئيس منظمة دايا سانتياغو كابلونرئيس في اجتماع مع خرمان غاراوانو ان منظمة دايا واثقة ان الحكومة الجديدة ستنجح في شرعنة المحاكمة الغيابية.
كما قال سفير الکيان الاسرائيلي في الارجنتين آويخت شاويت تعليقا على دعم بنيامين نتنياهو لحكومة ماكري بسبب عدم طلبها نتائج لجنة تقصي الحقائق قائلا "نأمل ان نشهد المحاكمة الغيابية"، كما اصر سفير الکيان الاسرائيلي على الاسراع في التحقيقات وقضية وفاة "آلبرتو نيسمان" المدعي العام في قضية انفجار آميا.
وتأتي محاولات حكومة ماكري لفرض المحاكمة الغيابية في وقت لايدعم المشرعون الارجنتينيون هذه القضية، ان حكومة ماكري تريد ادانة ايران في محاكمة غيابية وهكذا لن يتم كشف المسببين الحقيقيين لتفجير آميا وهذا هو ما يريده الاسرائيليون الذين يريدون طمس الحقائق في قضية تفجير آميا وموت نيسمان.
اما رابطة عائلات قتلى تفجير آميا فإنها قد اعلنت معارضتها لخرمان غاراوانو في القضايا التالية:
1- تقديم مشروع قانون لاصلاح القانون الجزائي الخاص بالمحاكمة الغيابية
2- ايجاد ديوان تحت اسم "آميا – نيسمان" للتدخل في التحقيقات الجارية حول وفاة المدعي العام نيسمان
3- السعي لحل المجموعة التي تتولى تنظيم الملفات السرية التابعة للمؤسسة الامنية في البلاد
4- تقليل عمل المدعي العام ومجموعة المدعين العامين المرتبطين بقضية تفجير آميا في الحكومة السابقة.
ولم تشهد الارجنتين من قبل اية محاكمات غيابية حتى فيما يخص العسكريين الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية اثناء فترة الحكم الدكتاتوري، ويقول احد الحقوقيين الارجنتينيين وهو خوليو ماير في معرض الرد على المحاكمة الغيابية "اننا لا نحاكم من لايتمتع بحق الدفاع، يجب ان يكون هناك من يدافع عن المتهم حتى اذا لم يرغب المتهم نفسه في ذلك، نحن لانحاكم غيابيا ولانحاكم الاموات لانهم لايدافعون عن انفسهم، انني لا استوعب كيف يمكن لمحكمة ان تدين متهما غائبا وتصدر حكما في غيابه؟ ربما تقولون ان الحكم سينفذ بعد اعتقال المتهم لكن القانون يقول انه يجب محاكمة المتهم حينما يتم القاء القبض عليه".
ان موت المدعي العام السابق في ملف آميا "آلبرتو نيسمان" وعلاقته مع جهازي الموساد والسي آي ايه وكذلك هروب الرئيس السابق لجهاز الامن الارجنتيني خايمه استيوسو يغطي عليه الصهاينة بواسطة حكومة ماكري ولذلك يبدو واضحا ان الحكومة الارجنتينية الجديدة لاتريد معرفة الحقيقة وكشف المتسببين بتفجير آميا بل انها تسعى للتستر على المنفذين الحقيقيين بشتى الطرق وحتى خلافا للدستور الارجنتيني وذلك بدعم من الكيان الاسرائيلي.