الوقت- تطور كبير وملحوظ في المواقف الدولية ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي حيث اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارين حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعدم شرعية المستوطنات. وجاء ذلك خلال اجتماع المجلس الأممي، في دورته العادية الثانية والخمسين في جنيف. الاول حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والثاني بخصوص عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذا التصويت يشكل رسالة للحكومة الإسرائيلية وقياداتها من المستعمرين أن جرائمهم لن تمر دون عقاب، وأن أرض فلسطين الخالية من المستوطنات هي المكان الذي يمارس عليه الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير. واعتماد القرارين يأتي في وقت يتوجب فيه مواجهة وردع خطط الحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
قرار عدم شرعية المستوطنات في الأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية صوت لصالحه ثمانية وثلاثون دولة، فيما امتنعت خمس دول عن التصويت وهي الكاميرون، وجورجيا، وليتوانيا، ورومانيا، وأوكرانيا، واربع دول صوتت ضده وهي التشيك، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة ومالاوي. كما صوتت واحد واربعون دولة لصالح قرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي الكاميرون، وليتوانيا، ورومانيا، وثلاث اخرى صوتت ضد هي التشيك، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة. وجاء القرار الأممي بعد نحو أسبوعين على مصادقة الكنيست الإسرائيلي على إلغاء ما يعرف بقانون فك الارتباط، ما يسمح للمستوطنين بالعودة إلى 4 مستوطنات في الضفة الغربية أخليت عام 2005.
القرار الاممي هذا يتم التصويت عليه بشكل دوري في مجلس حقوق الإنسان، وهو ما يجعل من اللازم على الامم المتحدة الا تكتفي بهذا القرار بل ان تمنحه جانبًا عمليًا، وتفعيله في مؤسساتها الدولية على جميع الاصعدة وذلك في محاولة لكبح حكومة كيان الاحتلال المتطرفة، ومنع الكيان الصهيونية من سرقة خيرات الشعب الفلسطيني وبيعها في الاسواق الاوروبية حيث تجني عليه مئات الملايين من الدولارات بينما يفرض الحصار على الشعب الفلسطيني ويمنعه من ادنى حقوقه الانسانية.
القرار الاممي جاء بعد دعوة النائب في البرلمان البلجيكي سيمون موتكين، إلى فرض سلسلة من العقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة بزعامة بنيامين تنياهو، بسبب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. وأكد موتكين خلال كلمته في البرلمان البلجيكي، أن الصمت الأوروبي عن اتخاذ إجراءات ضد جرائم الحرب التي تنفذها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني هو بمثابة رخصة بمواصلة قتل الفلسطينيين.
واضاف إن العام الجاري يعد الأكثر دموية بالنسبة للشعب الفلسطيني. مشيرًا إلى الغارات المتتالية التي شنها الجيش الإسرائيلي، والمستوطنون في جنين وحوارة ونابلس. وبيّن موتكين، أن كل ما يحدث من جرائم جاء في ظل أكثر الحكومات اليمينية تطرفًا في الاحتلال. موضحا أن المستوطنين أصبحوا وزراء يحصلون على صلاحيات تتعلق بالأراضي الفلسطينية. ولفت إلى أن عنف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بلغ ذروته. مؤكدا على ضرورة اتخاذ سلسلة عقوبات ضد عنف المستوطنين، منها حظر استيراد المنتجات من المستوطنات بشكل فوري، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية لاستجوابها حول هذا العنف غير المسبوق من قبل الحكومة التي تمثلها.
هذا القرار جاء بعد ان اشارت وسائل اعلام عبرية الى ان الاتحاد الأوروبي علّق مؤقتا التعاون مع شرطة كيان الاحتلال على خلفية مخاوف من سياسة الحكومة المرتقبة، حيث من المقرر ان يشكل رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو حكومة من الصهاينة المتطرفين، على رأسهم ايتمار بن غفير، واضاف الاعلام العبري ان الاتحاد أبلغ السفير الإسرائيلي لديه حاييم ريغيف، أنه في الوقت الحالي سيتوقف عن الترويج لمسودة اتفاق للتعاون الاستخباري بين الشرطة الإسرائيلية ووكالة الشرطة الأوروبية، حيث وقع الجانبان في ايلول - سبتمبر الماضي، مسودة اتفاق لتحسين نقل المعلومات الاستخبارية بين إسرائيل ودول الاتحاد بهدف إحباط الجريمة والإرهاب إلا أنه يحتاج الآن إلى موافقة البرلمان الأوروبي.
واوضح الاعلام العبري ان المسؤولين في كيان الاحتلال يعتبرون ان القرار هو أول إشارة أوروبية على أن التغيير في السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية سيؤدي إلى الإضرار بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. وحسب المسؤولين في كيان الاحتلال فان هناك ضغوطا في أوروبا لتقليل التسامح تجاه إسرائيل الآن بعد تغيير الحكومة.
دعوات المقاطعة للمنتجات الصهيونية تنتشر بقوة في العالم بل وصلت الى منتجات اي دولة تدعم كيان الاحتلال او تهتم به، واخرها كانت اطلاق نشطاء ومؤيدين للقضية الفلسطينية حملة واسعة للمطالبة بمقاطعة شركة بوما الألمانية، للضغط عليها لإنهاء دعمها لكيان الاحتلال ورعاية اتحاد كرة القدم فيه. وهذه الحملة شارك فيها اكثر من مئتي مركز ونادٍ رياضي فلسطيني بالاضافة الى الالاف من الرياضيين والمهتمين بالشأن الرياضي حول العالم. واكد المشاركون في الحملة ان كيان الاحتلال هو دولة فصل عنصري مرتكزين في ذلك على تقرير لمنظمة العفو الدولية.
واضافوا انه خلال الفترة السابقة تصاعدت جرائم كيان الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ما يحتم على قطاع الرياضة العالمي الوقوف الى جانب الفلسطينيين والدفاع عنهم والاهتمام بحقوقهم. وهذه الحملة تحولت من رسالة الاعتراض التي قدمت للشركة، الى حراك شعبي في الشارع حيث شارك آلاف النشطاء بمسيرات في يوم العمل العالمي لمقاطعة شركة بوما، وكانت هذه المسيرات في بريطانيا، وجزيرة إينيس أوير الأيرلندية، وفي مدينتي ليون وبروفانس الفرنسيتين، بالاضافة الى فيينا بالنمسا، وبرلين في المانيا، واكد النشطاء ان بوما تدعم القمع الذي تقوم به بوما بحق الشعب الفلسطيني، رافضين رعايتها لكيان يقتل الفلسطينيين ويشردهم ويسرق ارضهم ويبني المستوطنات عليها. وفي ماليزيا انضم أكثر من 30 فريقًا لكرة الصالات لهذه الحملة.
لا يوجد في العالم الان قضية اكثر نبلا وشرفا من القضية الفلسطينية، ولا يوجد ملف معقد اكثر من ملف الفلسطينيين، ولا يوجد حل اسهل من حل قضيتهم، ولكن كل هذا يتطلب جهدا اسلاميا وعربيا ودوليا واسعا للوقوف خلفهم بهدف تحرير اراضيهم واستعادة حقوقهم المنهوبة، ويوم القدس العالمي اخر جمعة من شهر رمضان هذا النداء الذي اطلقه الامام روح الله الخميني يجب ان يكون بوصلة لتوحيد المسلمين والعالم نحو القضية النبيلة القضية الفلسطينية.