الوقت-عندما كانت تركيا تستضيف في شهر نوفمبر قمة دول G20 كان معدل البطالة يرتفع في هذا البلد وقيمة العملة الوطنية تتراجع امام الدولار وذلك بسبب تأثيرات الازمة السورية على تركيا والسياسات التركية تجاه هذه الازمة، وقد تسبب التوتر مع روسيا بعد اسقاط قاذفة السوخوي بأن تدفع تركيا ثمنا اكبر ازاء تقديم المساعدات لمعارضي النظام السوري ودعم اللاجئين وحفظ الامن على الحدود والاعباء العسكرية الاخرى.
ان تراجع العلاقات التجارية مع روسيا قد زاد من الضغوط الاقتصادية على تركيا كما تراجعت الاستثمارات الاجنبية المباشرة في تركيا وتراجع نمو الاقتصاد التركي وارتفع معدل التضخم، كما تشير كل المعطيات إلى ان هذه الضغوطات تتزايد على تركيا مع تزايد التدخلات العسكرية التركية في سوريا.
أعباء أزمة اللاجئين
كانت الميزانية المخصصة لادارة الازمات في تركيا قبل الازمة السورية تبلغ 395 مليون دولار لكن مع اندلاع الازمة السورية ارتفعت هذه التكاليف الى 1.5 مليار دولار في عام 2011 و1.7 مليار دولار في عام 2012 وقد اعلن المسؤولون الاتراك ان هناك الان 1.2 مليون لاجئ سوري في تركيا وان انقرة قد صرفت حتى الان 8 مليارات دولار على اللاجئين بينها 418 مليون دولار كمساعدات دولية فقط.
ان سبب تحمل تركيا للقسم الاعظم من تكاليف اللاجئين هو الاداء السيء للامم المتحدة والسياسات الخارجية التركية الخاطئة لان انقرة صبت كل جهودها على اسقاط النظام السوري الى جانب الدوحة والرياض وبادر هؤلاء الى دعم تنظيم داعش الإرهابي ايضا وهذا تسبب بتراجع المساعدات الدولية لهم ولذلك تحملت تركيا اعباء ازمة اللاجئين لوحدها تقريبا.
الأعباء العسكرية
ان تكلفة العمليات العسكرية ايضا كانت شبيهة بتكلفة ازمة اللاجئين وقد ازدادت هذه التكلفة بعد بدء الحرب السورية فالجيش التركي يعتبر من اكبر جيوش المنطقة وبلغت ميزانيته في عام 2010 حوالي 17 مليار دولار لكنها ارتفعت في عام 2014 الى 22.6 مليار دولار ما وضع تركيا ضمن 15 دولة هي الاكثر انفاقا على جيوشها في العالم.
الأعباء الإجبارية
ان تداعيات الازمة السورية تسببت بتوتر العلاقات بين تركيا وسوريا وهذا حمل الاتراك اعباء اجبارية وقد لجأ الروس والاتراك الى فرض عقوبات تجارية على الطرف الآخر بعد اسقاط القاذفة الروسية وان اهم العقوبات التجارية الروسية على تركيا هي:
1- تعليق كافة الرحلات الجوية بين البلدين من بداية شهر يناير القادم
2- فرض قيود على سفر المواطنين الاتراك
3- منع توظيف الاتراك في القطاع التجاري الروسي
4- فرض قيود على استيراد البضائع التركية
وقد اصبح مصير خط انابيب الغاز الذي يزود تركيا بالغاز الروسي بمقدار 63 مليار متر مكعب في العام مصيرا مجهولا.
الأعباء التجارية
ان الاعباء التجارية التي تتحملها تركيا جراء الازمة السورية هي ايضا كبيرة على غرار الاعباء العسكرية واعباء ازمة اللاجئين حيث تشير الاحصائيات إلى ان حجم التجارة التركية مع الخارج قد تراجع بمقدار 70 بالمئة بسبب التداعيات المباشرة للحرب السورية.
ان سوريا كانت تعتبر قبل الازمة شريانا رئيسيا وحيويا لعبور السلع التركية نحو باقي دول الشرق الاوسط لكن مع بدء الحرب السورية تراجع حجم هذه التجارة بشكل كبير كما تغيّر نوع المنتجات التركية التي يتم تصديرها.
ان تركيا التي كانت ترفع شعار تحسين العلاقات مع دول الجوار قبل الازمة السورية انتهجت سياسة اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد ووضعت كامل ثقلها لتنفيذ هذه الخطة التي لم تنجح حتى الان وان نجاحها بات مستبعدا بشكل كبير بعد دخول موسكو الحرب الى جانب النظام السوري ولذلك يمكن القول ان تركيا ستعاني في المرحلة المقبلة من الآثار السلبية لفشل سياساتها في سوريا وان الاعباء على تركيا ستزداد في المرحلة المقبلة ايضا.