الوقت- منذ سنوات يشن كيان الاحتلال الإسرائيلي غاراته على سوريا مستهدفًا فيها المواقع المدنية والعسكرية على حد سواء، ويسعى من خلالها إلى تدمير البنية التحتية للدولة السورية، وخلال هذه السنوات كانت الدفاعات الجوية السورية تتصدى للعدوان وتمنعه من تحقيق أهدافه وتسقط جزءًا من الصواريخ التي يطلقها كيف الاحتلال، والجزء المتبقي يؤدي إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية السورية، وكان السؤال الأبرز لماذا لا ترد دمشق على هذا العدوان؟ ولماذا دائمًا تحتفظ في حق الرد بالمكان والزمان المناسبين.
وزير الخارجية السوري فيصل المقدد كشف مؤخرًا السبب وراء عدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على العاصمة دمشق والمدن السورية الأخرى. وأكد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يستغل مرور بعض الطائرات المدنية ويطلق النار من تحتها أو من فوقها، وفي هذه الحالة عندما ترد الصواريخ السورية، قد تصيب الطيران المدني وبعد ذلك يقع اللوم على دمشق في هذا الأمر ولذلك سوريا لا ترد الآن. وأوضح المقداد أن موقف دمشق تجاه هذه الاعتداءات واضحة وهي تحذر كيان الاحتلال من أنه سيواجه ردًا عاجلًا أم آجلًا على كل هذه المحاولات، وأن ما تحتاجه سوريا الآن هو الحكمة وليست المواجهة أو الوقوف على الأطلال. وتوعد المقداد كيان الاحتلال برد قريب على كل هذه المحاولات. مشيرًا إلى أنه طالب مرارًا من الأمم المتحدة بالتحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
الدولة السورية كانت حكيمة في عدم الرد وكانت مستعدة للتعرض للاضرار المدنية والعسكرية وذلك من أجل سلامة الرحلات الجوية المدنية وسلامة المسافرين في الاجواء، وذلك على عكس ما يقوم به كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتهك القوانين والمواثيق الدولية ويعرض المدنيين للخطر بل يتخذهم دروعا بشرية بهدف تحقيق اجنداته، وخير مثال على ذلك هو قيامه بالعدوان على سوريا بالتوازي مع الرحلات الجوية المدنية حتى يضمن عدم قيام الجيش السوري بالرد عليه لأنه على علم ويقين أن دمشق لن تعرض حياة المدنيين للخطر أبدًا ولن تنجر لمواجهة قذرة من هذا النوع تكون فيها حياة المدنيين والابراء في ميزان المواجهة كما يريد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
كيان الاحتلال لديه سوابق كثيرة في تعريض حياة المدنيين للخطر فوق الأجواء السورية وخير مثال على ذلك ما حدث مع كارثة الطائرة الروسية في عام 2015، حيث قامت طائرات إسرائيلية باستخدام نفس احداثيات طائرة الشحن الروسية من طراز «إليوشن-20» وكانت تقل 15 عسكريًا روسيا وفرقة موسيقية للجيش الروسي كانت تريد القيام باحتفاليات عسكرية في سوريا، وعندما قام الجيش السوري بالتصدي للعدوان اسقطت صواريخه عن طريق الطائرة الروسية وذلك لأن كيان الاحتلال استهدف نفس الاحداثيات وخطوط الطيران، وألقت موسكو اللوم في ذلك على كيان الاحتلال، وأكدت أن ما يقوم به جيش الاحتلال من أعمال هي أفعال غير مسؤولة وعدائية. وشددت وقتها على أنها قد تقوم بتدابير إضافية ضد كيان الاحتلال. مشيرة إلى أن الطيارين الإسرائيليين وضعوا الطائرة الروسية في مرمى نيران الأنظمة السورية المضادة للطائرات، عن طريق الاختباء خلفها، ونتيجة ذلك أسقط نظام إس-200 السوري الصاروخي الطائرة إليوشن-20. لافتة إلى أن الطيارين الإسرائيليين شاهدوا الطائرة الروسية لأنها كانت في طريق الهبوط من على ارتفاع خمسة كيلومترات، لكنهم قاموا بهذا الاستفزاز عمداً.
الدولة السورية خلال السنوات الماضية صمدت في وجه الاعتداءات الإسرائيلية ولم تهزمها أو تجعلها تغير موقفها أو استراتيجيتها، وتؤكد المعطيات أن دمشق في الفترة المقبلة لن تكتفي بالإدانة فقط بل سترد بشكل مباشر على الاعتداءات الإسرائيلية وخصوصًا أن الأمم المتحدة والدول الغربية لا تتحمل المسؤولية في منع كيان الاحتلال عن القيام بمثل هذه الاعمال التي تهدد السلم والأمن في المنطقة والعالم، بل انها تشجعه على القيام بها دون أن تضع بعين الاعتبار أي نتائج كارثية قد تترتب عليها. وعندما ترد دمشق سيعلم كيان الاحتلال والداعمون له اين وضعوا انفسهم وكيف انهم هم من يعرضون الامن والاستقرار للخطر. وحاول كيان الاحتلال طوال السنوات الماضية تدمير البنية التحتية السورية ولاسيّما المدنية الخدمية أو العسكرية الدفاعية والهجومية، لكنه فشل في ذلك، وسرعة قيام الدولة السورية باصلاح ما تضرر من العدوان سواء في النقاط العسكرية أو المدنية مثل مطاري دمشق وحلب خير دليل على استنفار الدولة السورية لافشال العدوان وآثاره.