الوقت- منذ عام 2011 تخوض سوريا حربًا ضروسا داخليًا وخارجيًا وذلك بهدف مصادرة قرارها الوطني ووضعها تحت ضغط الدول الكبرى حتى تتخلى عن مبادئها الوطنية والإنسانية الثابتة وأن تكون تابعة للولايات المتحدة وتصبح دون قرار أو هوية، وخلال سنوات الحرب استمرت محاولات ليّ ذراع دمشق سواء عبر ادخال الإرهابيين إليها أو عبر التفجيرات أو من خلال الحرب الإعلامية وتشويه صورة الدولة السورية داخليًا وعربيًا وغربيًا، وآخر هذه المحاولات كانت الحصار الخانق الذي يستهدف لقمة الشعب السوري ودواءه، ورغم هذه المحاولات أصرت دمشق على النضال من أجل الحفاظ على هويتها وقرارها الوطني الجامع ومنع كل محاولات فرض الهيمنة الخارجية ومصادرة القرار الوطني.
المستشارة الخاصة للرئاسة السورية بثينة شعبان، أكدت أن سوريا ستواصل صمودها في وجه الحرب المفروضة عليها ولن تقبل بإملاءات أحد. وأضافت إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يشنّون حربًا إرهابية على سوريا ويسرقون ثرواتها ويفرضون العقوبات الاقتصادية غير القانونية عليها بهدف إضعافها واستهداف قرارها المستقل. وأوضحت شعبان أنهم لا يقرؤون التاريخ وأن سوريا ستواصل صمودها وتحقق الانتصار تلو الآخر، ولن تقبل بإملاءات أحد عليها.
وأشارت إلى أن صمود الرئيس بشار الأسد والجيش السوري ومحبة وتلاحم الشعب هما السبب في صمود سوريا بمواجهة المؤامرة الغربية التي حاولت تمزيق النسيج السوري وتفتيته، لافتة إلى أهمية الدعم الذي قدمه الأصدقاء والحلفاء، وفي مقدمتهم إيران وروسيا.
خلال سنوات الحرب على سوريا حقق الجيش السوري انتصارات مهمة وكبيرة على الإرهابيين وأفشل مخططهم في إسقاط الدولة وجعل دمشق لعبة في يد الغرب، وهو ما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها الذين كانوا يمولون الإرهاب ليتدخلوا بشكل مباشر، واحتلال الأراضي السورية ولاسيّما المناطق الحساسة مثل مناطق النفط والغاز والقمح، وذلك بهدف استهدافهم لقمة عيش الشعب السوري. لكنهم لا يعلمون أن الشعوب تقبل الضغوطات المعيشية والأزمات الاقتصادية والحروب لكنها لا تقبل مصادرة حريتها ورايها المستقل وهي إلى التحرر وإعلاء شأن القيم الإنسانية، ولا تقبل الهيمنة الغربية. وشعوب العالم في طريقها نحو التحرر من الهيمنة الغربية وخير دليل على ذلك منظمة شنغهاي ودول البريكس، والعلاقات المميزة بين الدول الفاعلة مثل إيران وروسيا والصين إضافة إلى التكتلات في آسيا، كل هذه الأمور في طريقها لإنهاء هيمنة الغرب المعتاد على نهب ثروات الشعوب.
الولايات المتحدة ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حاولت فرض نفسها كامبرطورية لا يمكن لأحد أن يقول لها لا، ولكن خرجت العديد من الدول لكسر هذه الأكذوبة أبرزها سوريا التي منذ نهاية الانتداب الفرنسي عليها أعلنت موقفها الواضح والصريح الداعم للقضية الفلسطينية والوقوف بوجه كل من يدعم الاحتلال الإسرائيلي وعلى راسهم الولايات المتحدة، ومن ثم ازداد العداء لواشنطن مع وقوف دمشق ضد حلف بغداد الذي تشكل ضد مصر، الموقف السوري تبلور أكثر وأكثر بعد وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى الحكم، والموقف كان واضحاً بأنّ العلاقات مع الولايات المتحدة مرهونة بموقفها من القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والرئيس حافظ الأسد هو الزعيم العربي الوحيد بعد جمال عبد الناصر الذي لم يزر واشنطن، ومن بعده الرئيس بشار الأسد.
والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أيضًا من أبرز الدول التي صمدت ورفضت الضغوطات الغربية والإملاءات الأميركية فبعد انتصار الثورة فيها عام 1979، تغير وجه المنطقة كَكُل وأول قرار اتخذ في تلك الفترة هو إغلاق سفارة الاحتلال الإسرائيلي في طهران، وتحوّل المبنى إلى سفارة دولة فلسطين، ومن ثم انقطعت العلاقات مع الولايات المتحدة التي تُسمّى إلى يومنا هذا في إيران بالشيطان الأكبر، واتخذت إيران منهج دعم المستضعفين في العالم وخصوصًا في فلسطين ولبنان، لنجد حركات المقاومة بوجه الاحتلال الإسرائيلي أولها حزب اللّٰه في لبنان وحركة الجهاد وحماس في فلسطين. ورغم مرور 40 عامًا على الثورة الإسلامية إلّا أنّ واشنطن عاجزة كل العجز أمامها وبالرغم من فرض الحظر على طهران والتهديدات من هنا وهناك إلا أنها استطاعت بناء دولة متماسكة وقوية واعتمدت على نفسها في كل شيء لتكون رائدة في المنطقة، التي تعيش تحت ظل ووصاية الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب الذي يذل زعماء هذه الدول بأنّ بلاده هي من تحميهم. إلا أنه لا يستطيع إطلاق رصاصة واحدة على إيران، وبالتالي كسرت إيران الهيمنة الأميركية وفزاعة واشنطن في عقول العالم.