الوقت- تشتهر الدول الأوروبية بإهانة المقدسات الإسلامية، فمن وقت لآخر يخلق المتطرفون في هذه البلدان موجةً من الاحتجاجات العالمية بأعمالهم المهينة ضد المقدسات الإسلامية، وهذه المرة قد جاء دور الهنود لينضموا إلى قائمة الذين يهينون الإسلام والنبي الأکرم صلى الله عليه وآله وسلم.
نوبور شارما، المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، أهانت النبي وزوجته مؤخرًا خلال مناظرة متلفزة، ما أغضب المسلمين.
والبلدان الإسلامية التي دأبت على إدانة أي إهانة للمقدسات وأبدت غضبها واشمئزازها من هذه الأعمال الاستفزازية، لم تلتزم الصمت هذه المرة أيضاً، واستنكرت مثل هذه التصريحات المهينة من قبل السلطات الهندية.
وفي هذا الإطار، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، في معرض إدانتها لإهانة المکانة المقدسة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، السفير الهندي في طهران وأبلغته بمدی احتجاج إيران حكومةً وشعباً.
كما استدعت وزارة الخارجية القطرية السفير الهندي في الدوحة، وأصدرت مذكرة احتجاج على التصريحات المهينة التي أدلت بها المتحدثة باسم الحزب الحاكم ضد نبي الإسلام.
وجاء في بيان وزارة الخارجية القطرية أن هذه التصريحات المهينة، التي أثارت حساسيات دينية، كانت إهانةً للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وعلامةً واضحةً على الجهل بالدور المحوري للإسلام في تنمية الحضارات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الهند.
کذلك، أعربت الخارجية السعودية عن معارضتها الشديدة لإهانة رموز الإسلام وكل شخصيات ورموز الأديان الأخرى، ورحبت بقرار حزب بهاراتيا جاناتا تعليق عمل المتحدثة باسم الحزب، مشددةً على موقف الرياض الحازم باحترام جميع الأديان والمذاهب.
بدورها استدعت الحكومة الكويتية السفير الهندي في أعقاب هذه التصريحات المهينة والمطالبة الواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطعة البضائع الهندية في الدول الخليجية.
كما نددت منظمة التعاون الإسلامي بتصريحات المسؤولة الهندية، قائلةً إن تصريحاتها تزيد من الكراهية وسوء المعاملة للإسلام والمسلمين في الهند.
أيضًا، كتب المتحدث باسم طالبان على صفحته على تويتر، أن إمارة أفغانستان الإسلامية تدين بأشد العبارات استخدام ألفاظ مسيئة ضد نبي الإسلام من قبل مسؤولة بالحزب الحاكم في الهند. وتحث الإمارة الإسلامية الحكومة الهندية على عدم السماح لمثل هؤلاء المتعصبين بإهانة الدين الإسلامي المقدس، وإثارة المشاعر الإسلامية.
كما أدانت باكستان بشدة إهانة الإسلام من قبل شخصية سياسية من الحزب الحاكم في الهند.
من جهتها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين(حماس) أن إهانة مسؤولة إعلامية في الحزب الحاكم في الهند لمکانة النبي الأکرم صلى الله عليه وآله وسلم، قد حدثت في الوقت الذي تتزايد فيه الكراهية والإهانة للمسلمين في الهند. كما نددت حماس بسياسة النظام الدولي المتمثلة في الصمت وازدواجية المعايير في القضايا التي تهمّ المسلمين.
وانتقد مفتي عمان بدوره بشدة تصريحات السياسية الهندية، وكتب على صفحته الرسمية على موقع تويتر أن الجرأة الوقحة والمثيرة للاشمئزاز للمتحدثة الرسمية للحزب المتطرف الحاكم في الهند لنبي الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجته الطاهرة، هي حرب ضد كل المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهذا موضوع يدعو الأمة الإسلامية بأسرها إلى التوحد.
کما ردَّ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على هذه الإهانة بنشر هاشتاغ "إلا رسول الله يا مودي". ودعا العديد من مستخدمي الشبكات الافتراضية المسلمين إلى مقاطعة البضائع الهندية، قائلين إن هذا البلد يتبع المسار نفسه الذي سلكته فرنسا للترويج للإسلاموفوبيا.
تصاعد معاداة الإسلام في ظل حكومة الهند اليمينية
مع انتشار ردود الفعل في العالم الإسلامي، أعلن حزب بهاراتيا جاناتا تعليق عضوية نوبور شارما في الحزب بسبب إهانتها للدين ونبي الإسلام، إلى حين إجراء مزيد من التحقيقات.
وقال حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في بيان إنه يحترم جميع الأديان، ويدين بشدة إهانة أي شخصية دينية من أي دين.
کما تراجعت شارما أيضًا عن تصريحاتها لتهدئة غضب المسلمين، قائلةً على تويتر إن تصريحاتها جاءت ردًا على تصريحات حول إله هندوسي، وإنها لم ترغب أبدًا في الإساءة إلى مشاعر أتباع الإسلام.
في السياق نفسه، طُرد متحدث آخر باسم حزب بهاراتيا جاناتا، نافين جيندال، بسبب حديثه عن الإسلام في وسائل التواصل الاجتماعي. جيندال سبق أن أهان الرسول الأکرم(صلى الله عليه وآله سلم) وزوجته عائشة بنشر تغريدات.
تأتي إهانة المسؤولين الهنود للمقدسات الإسلامية صراحةً، بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي عن الحرية الدينية في العالم الذي صدر الأسبوع الماضي، إن عددًا من المسؤولين الهنود أيدوا الهجمات على الأقليات الدينية في البلاد.
إن معارضة الحكومة الهندية للمسلمين لها تاريخ طويل، وفي العقود الأخيرة قامت قوات الأمن في هذا البلد مرارًا وتكرارًا بقمع المسلمين في كشمير لتنفيذ برامجهم المناهضة للدين في هذه المنطقة، ما أثار موجةً من الاحتجاجات في العالم الإسلامي.
وتأتي السياسات المعادية للإسلام للهنود في وقت يعيش فيه أكثر من 300 مليون مسلم في هذا البلد، ويشكلون ربع سكان الهند. وتحاول الحكومة الهندية فرض العديد من القيود على مسلمي البلاد، وأن تكون قادرةً على السيطرة على جميع تحركات المسلمين.
ويمكن أن تؤدي تصرفات الهند ضد الإسلام إلى تشجيع الإسلاموفوبيا في البلاد وتصعيد التوترات بين المسلمين والهندوس المتطرفين، وهو نفس الشيء الذي يحدث في الدول الأوروبية.
إن الإهانات المستمرة للمقدسات الإسلامية من قبل الهندوس المتطرفين الذين، مثل البوذيين في ميانمار، قد امتشقوا سيف العداء للمسلمين، لن تساعد فقط في استقرار الهند، بل أيضًا ستغذي نار الغضب في العالم الإسلامي بسبب العدد الكبير للسكان المسلمين في الهند، وهو الأمر الذي سيتضرر منه الهنود أكثر من غيرهم.