الوقت - أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية، اليوم الثلاثاء، النتائج النهائية والرسمية للانتخابات، بعد فرز الأصوات في 15 دائرة، معلنةً إقبالاً بنسبة 41٪.
وحسب النتائج النهائية للانتخابات، حصل حزب الله وحركة أمل على 31 مقعدًا، وحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع 20 مقعداً، والتيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل 18 مقعداً. كما فاز الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة تيمور جنبلاط بتسعة مقاعد، وقوى المجتمع المدني اللبناني بـ 12 مقعداً في البرلمان.
وجاءت هذه النتائج بعد أن تنافس 719 مرشحاً من 103 قوائم انتخابية على 128 مقعداً في مجلس النواب. وبالتالي، فإن تحليل نتائج الانتخابات وتأثيرها على المعادلات السياسية لهذا البلد، كان في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.
وفي هذا الصدد، استطلع "الوقت" آراء الخبير في الشؤون اللبنانية الدکتور مصيب نعيمي، لتقييم نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة.
فوز المستقلين في الانتخابات مهم للغاية
قال الدکتور مصيب نعيمي في تقييمه الأولي لنتائج الانتخابات النيابية اللبنانية: "بالنظر إلى التطورات التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، ولا سيما في السنوات الأربع الماضية، والتي كان أبرزها الأزمة الاقتصادية المتفشية والتوترات السياسية في هذا البلد، فقد شهدنا إحباط المواطنين من نظام الحكم في بيروت. ولذلك، فإن نسبة المشاركة البالغة 41٪ من المواطنين متوقعة إلى حد كبير، وبالطبع مقبولة. وخاصةً أن العديد من الشخصيات التقليدية والأعضاء الدائمين في الحكومة لم تعد مقبولةً شعبياً، وكان ذلك أحد المعالم البارزة في هذه الانتخابات".
وأضاف: "واستناداً إلى النتائج التي تم الحصول عليها، يمكن القول إن حزب الله وحركة أمل استمرا في تحقيق نجاح كبير في المناطق المهمة التي تعادي الکيان الصهيوني، من خلال كسب أصوات المناطق الجنوبية. والبُعد المهم الآخر للنتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية اللبنانية، هو أن الشخصيات المستقلة تمكنت من دخول مجلس النواب. كما تمكن عدد محدود من النواب من دخول البرلمان بدعم من الدولارات السعودية. لكن الأهم هو أنه في مناطق الجنوب المهمة والحساسة، والتي كانت بالغة الأهمية بالنسبة لتيار المقاومة، نجح حزب الله وأمل في الفوز بأصوات الشعب".
كانت نتائج الانتخابات إيجابيةً لحزب الله وحركة أمل
وعلى خلفية النتائج التي حصل عليها حزب الله وحركة أمل في الانتخابات الأخيرة، شدد الخبير في الشؤون اللبنانية قائلاً:
"تحالف 8 آذار الذي توجد فيه المقاومة، حصل على موقع أفضل من ذي قبل بالنتائج المعلنة. فإذا أخذنا بعين الاعتبار مجموعة الانتخابات اللبنانية، نرى أن عدداً من مقاعد كل التيارات قد وصل إلى المستقلين. وتنطبق هذه القاعدة على كل من حركة أمل وحزب الله، وعلى الکتل والتيارات الموالية للغرب مثل تيار المستقبل. عادةً التصويت للمستقلين يعني خسارة عدد من المقاعد للکتل والتيارات الأخرى. وفي مثل هذا الوضع، من المهم الإشارة إلى أن بعض المقاعد التي تزعم بعض التيارات الموالية للغرب أن المقاومة قد فقدتها، تخص حلفاء حزب الله وحركة أمل وليس نفس المرشحين من قبل هذين التيارين. وبشكل عام، يمكن اعتبار نتائج الانتخابات اللبنانية ايجابيةً لقوى المقاومة وحلفائها. وكل الدلائل تشير إلى أن المقاومة وحلفاءها ما زالوا يتمتعون بالأغلبية في البرلمان، لكن تجدر الإشارة إلى أن حصة كل تيار وکتلة في الانتخابات اللبنانية واضحة ومحددة، وأن تياراً يعتبر نفسه منتصراً والآخر مهزوماً لا وجه له ولا صحة".
لا يمكن إبعاد تيار المقاومة في تشكيل الحكومة الجديدة
وحول مستقبل تشكيل الحكومة في لبنان بعد إعلان نتائج الانتخابات، أوضح الدکتور نعيمي:
"في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنه كما أكد "محمد رعد" رئيس کتلة "الوفاء للمقاومة" في مجلس النواب اللبناني، فهم يقبلون التعايش مع التيارات الأخرى ويقبلون في الوقت نفسه وجود بعض الخلافات بينهم؛ فهم يؤمنون بفكرة الوحدة والتعاون. في غضون ذلك، فإن أهم شرط مسبق لتيار المقاومة هو أنه لن يتعاون مع أي تيار يريد التعاون والمرونة تجاه الكيان الصهيوني. أن يسير الخط السياسي للبنان في اتجاه مصالح الغرب والولايات المتحدة، لم يكن ولن يکون مقبولاً على الإطلاق بالنسبة لتيار المقاومة. في المقابل، ورغم كل الجهود، لا يبدو أن الطرف الآخر قد توصل إلى نتيجة بشأن تشكيل الحكومة. فعلى الرغم من كل الدعم المالي السعودي للنواب المفضلين، تشير الدلائل إلى أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن على تشكيل الحكومة الجديدة. في غضون ذلك، النقطة المهمة هي أن جميع الأطراف قد توصلت إلى نتيجة مفادها بأن تشكيل الحكومة لن يكون ممكناً من دون موافقة تيار المقاومة. وفي الواقع، تم قبول حزب الله وحركة أمل كجزء من الواقع السياسي اللبناني. وبشكل عام، فإن تشكيل حكومة بحضور وموافقة جميع التيارات، لا يزال يبدو السيناريو الأكثر احتمالاً لتشكيل الحكومة الجديدة".