الوقت - تتصاعد التوترات في الوقت الراهن في فلسطين المحتلة بين المقاومة والکيان الصهيوني بكل أشكالها.
وتشير إحصاءات عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، إلى مقتل 12 مستوطنًا وجنديًا صهيونيًا وإصابة 64 آخرين بجروح مختلفة منذ آذار (مارس).
هذا في حين أن فلسطين المحتلة لم تشهد مثل هذا الوضع منذ عام 2017، ولم يتعرض الصهاينة لهذا القدر من الضحايا.
من جهة أخرى، فقد تسببت الجريمة التي ارتكبها الکيان الصهيوني صباح اليوم السبت في منطقة جنين شمال الضفة الغربية، والتي استشهد فيها ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص الجيش الصهيوني، في جعل الوضع أكثر توتراً.
وفي هذه الظروف، تعهدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بالرد على جريمة الصهاينة هذه، وحمَّلت جيش الاحتلال مسؤولية استشهاد هؤلاء الشبان الفلسطينيين.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن الرد على جريمة الصهاينة هذه سيكون متناسبًا مع حجم جريمتهم، وخاصةً وأن المحتلين انتهكوا حرمة رمضان بهذه الجريمة.
وتشير المعلومات إلى أن الجيش الصهيوني منع فريق الهلال الأحمر من مساعدة الشبان الفلسطينيين بعد إطلاق النار عليهم وتركهم ينزفون، وفي النهاية استشهد هؤلاء الشبان بسبب النزيف الحاد. کما رفض المحتلون تسليم جثث هؤلاء الشبان الفلسطينيين إلى الهلال الأحمر.
من جهة أخرى، اعترف جنود الاحتلال بإصابة أربعة جنود صهاينة بجروح في هذه العملية، أحدهم في حالة خطرة.
وفي ظل هذه الظروف، يتوقع المسؤولون السياسيون والعسكريون في الکيان الصهيوني أن يكون شهر رمضان هو شهر تكثيف عمليات المقاومة الفلسطينية، ولا سيما في الأراضي المحتلة عام 1948، وأن تمتد هذه العمليات إلى قطاع غزة.
ويتزامن شهر رمضان على وجه الخصوص مع بعض المناسبات اليهودية التي يحتفل بها المستوطنون الصهاينة في المسجد الأقصى، ما يعني بداية موجة جديدة من السلوك الاستفزازي من قبل المستوطنين الصهاينة ضد الفلسطينيين.
ولذلك، يتنبأ البعض بأن الوضع قد يتطور بحيث إنه عشية ذكرى معركة سيف القدس في مايو، سنشهد أيضًا معركة سيف القدس 2.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد عبد الهادي، ممثل حركة حماس في لبنان، لموقع الخنادق، إن فصائل المقاومة الفلسطينية، ومن بينها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هي على أعلى مستوى من الجاهزية لمواجهة أي أحداث في الأيام المقبلة.
وذكر أنه نؤکد للجميع بأن المقاومة قد أعدت الكثير من المفاجآت للعدو الصهيوني على مستوى الصواريخ والطائرات المسيرة. كما أن هناك مفاجآت عديدة للعدو الصهيوني في مجال العمليات الاستخبارية والاستشهادية أيضًا.
وبالنسبة للكيان الصهيوني، فقد دخلت القوات الخاصة التابعة لجيش الکيان حالة التأهب نتيجة تصاعد العمليات الاستشهادية الفلسطينية في مختلف المناطق.
وفي هذا السياق، أمر اللواء عودید باسیوك، رئيس فرع العمليات في الجيش الإسرائيلي، بتعاون فرق خاصة من وحدات الجيش الإسرائيلي مع شرطة الاحتلال. كما أن البحرية الإسرائيلية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجمات فلسطينية محتملة.
كما يسعى الجيش الإسرائيلي إلى إغلاق جميع المعابر في الضفة الغربية لمنع مرور فصائل المقاومة وأفرادها، ومنع تكرار العملية الاستشهادية الفلسطينية الأخيرة في مختلف المناطق.
من ناحية أخرى، تتمرکز أنظمة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي بالقرب من قطاع غزة في حالة تأهب في ظل احتمال إطلاق صواريخ المقاومة.
وتظهر جميع تقارير وسائل الإعلام الأمنية والاستخبارية والسياسية التابعة للکيان الصهيوني، أن موعد الانفجار داخل فلسطين المحتلة قريب للغاية، وأن مسؤولي الکيان الصهيوني خائفون للغاية من هذا الموضوع.
كما تعتقد أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية، أن الفترة الحالية هي أكثر الأوقات احتمالاً لانفجار الوضع في الأراضي الفلسطينية.
ويشير الصهاينة أيضًا إلى ظروف العام الماضي التي أدت إلى معركة سيف القدس، ويخشون من تكرار سوء حسابات أجهزة المخابرات الإسرائيلية في هذه المرحلة أيضًا.
ولذلك، في ظل تزامن تصاعد التوترات في الأراضي المحتلة مع شهر رمضان المبارك، وكذلك ذكرى معركة سيف القدس، وفي الوقت نفسه، بينما من المتوقع أن يزيد المستوطنون والجيش الإسرائيلي من سلوكهم الاستفزازي، لا يستبعد العديد من الخبراء الصهاينة احتمال اندلاع جولة جديدة من الصراع وربما حرب جديدة بين المقاومة الفلسطينية والکيان الصهيوني؛ حربٌ سيكون لها عواقب غير معروفة للمحتلين.
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن الانتفاضة الفلسطينية المسلحة الثانية قد بدأت قبل شهر رمضان بثلاث عمليات في مدن بئر السبع والخضيرة وبني براك قرب تل أبيب، ولو أراد منفذو هذه العمليات قتل المدنيين الصهاينة كالنساء والأطفال واستخدام نفس الأسلوب الصهيوني، لكان عدد الإصابات البشرية في الکيان الصهيوني في هذه العمليات قد تضاعف عشرة أضعاف.
لكن الانتفاضة الفلسطينية المسلحة الثانية تختلف عن الانتفاضة الأولى عام 2000 لعدة أسباب:
- اندلعت الانتفاضة الثانية في آن واحد في الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية والقدس المحتلة، ما يدل على وحدة الفلسطينيين غير المسبوقة في أقوى أشكالها. وحدة تعود جذورها إلى معركة سيف القدس في أيار العام الماضي.
- السمة المميزة الثانية هي استراتيجية التنسيق العملياتي بين الفصائل الفلسطينية، ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى، وهذا تطور مهم للغاية يمكن رؤية نتائجه على أرض الواقع.
- والقضية الثالثة تتعلق بانتشار استخدام السلاح الناري بين الفلسطينيين، وبعضها محلي الصنع.
لقد أدخل الکيان الصهيوني العديد من الأسلحة النارية إلى الأراضي المحتلة عام 1948 من أجل زعزعة أمنها وإحداث فوضى في هذه المنطقة، بهدف إجبار الفلسطينيين المقيمين هناك على التعاون مع الصهاينة.
لكن جهود الکيان الصهيوني في هذا الصدد جاءت بنتائج عكسية، حيث وصلت نسبة كبيرة من هذه الأسلحة إلی أيدي الفلسطينيين وفصائل المقاومة.
وبناءً على ما تقدم، فإن العمليات الاستشهادية الفلسطينية التي بدأت قبل رمضان، من المتوقع أن تستمر بعد الشهر المبارك أيضًا، وبالتزامن مع التحركات التي يشهدها قطاع غزة، فإن كل هذا قد يؤدي إلى سيناريو مشابه لما حدث في مايو من العام الماضي.