الوقت - أعلنت مبادرة مواطنون ضد الانقلاب على فيسبوك عودة اليساري عزالدين الحزقي إلى مقر إضراب الجوع بتونس العاصمة بعد ليلة في المستشفى اثر تعكر حالته الصحية.
وكان قد نقل الناطق الرسمي باسم المضربين عن الطعام عز الدين الحزقي إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة إثر تعكّر حالته الصحيّة.
وتصدر اسم اليساري عز الدين الحزقي وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية في تونس عقب نقله، الاثنين، إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية بسبب إضراب الجوع الذي يخوضه مع العديد من النواب والنشطاء المعارضين للرئيس قيس سعيد.
ونشر رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، صورة للحزقي، وعلّق بقوله “أحد رجالات تونس. قدمه راسخة في النضال والعطاء ضد الاستبداد. يتعالى عن كل الصغائر، فقط من أجل الوطن، بجسده يخط درسا في التضحية والمقاومة. كل التضامن والدعم والدعوات الصادقة لله عز وجل أن يعيده سالما معافى من كل سوء. (وإذا كانت النفوس كبارا/تعبت في مرادها الأجسام)”.
وعلق الرئيس السابق منصف المرزوقي على صورة الحزقي في المستشفى بقوله “إذا كانت هناك صورة تظهر القفزة الجبارة للوراء التي تعرفها تونس في ميدان الديمقراطية فهي هذه الصورة. أن يدخل صديقي عزالدين الحزقي في المستشفى بعد أن خاض إضراباً عن الطعام من أجل الحريات، أن يكون هو نفس الرجل الذي تخاصمت معه ألف مرة في الثمانينات حول كيف سنتخلص من الدكتاتورية وتفاهمت معه ألف مرة ومرة حول تونس التي سنبني للأجيال المقبلة”.
وأضاف: “أن تعود إضرابات الجوع احتجاجا على الديكتاتورية في فصلها الثالث لا زال الشعب لم يقتلعها من جذورها ونهائيا، تلك هي مأساة هذا البلد الأمين الذي تكالبت عليه ضباع الداخل وذئاب الخارج، لك تضامني ومحبتي وان شاء الله نستأنف نقاشاتنا الصاخبة قريبا يا عز الدين. استئناف الثورة يا شعب مقهور مغدور مضلّل وإلا ضاعت تضحياتك ولا مستقبل لك إلا مزيد من الخبل والهبل والفقر والفوضى في ظلّ أكثر الدكتاتوريات حمقا وتفاهة. ولك الله يا تونس في أصعب أيامك”.
ويُعتبر الحزقي من أشهر اليساريين في تونس، وسبق أن تعرض للسجن سنوات عدة خلال حكم الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، كما ترشح ذات مرة للانتخابات الرئاسية ضد بن علي، فضلا عن تأسيسه شبكة “دستورنا” للحقوق والحريات، التي يرأسها حاليا نجله جوهر.
وكتب الناشط لطفي الناصري “عز الدين الحزقي يخوض معاركه دائما بوجه مكشوف، يخوضها فوق الأرض وتحت السماء، وهو ليس من تجار حقوق الإنسان، ومنطق الربح والخسارة الآنية لا يعنيه. كان شوكة في منظومات بورقيبة وبن علي والإسلاميين، ولن يُتعبه النضال اليوم ضد سعيّد”.
ونشر المحامي أنور القوصري صورة تجمعه مع الحزقي، وعلق بقوله “هذه ليست اول مرة يعملها الحزقي، وسيكررها لو جاء مستبد آخر بعد سعيّد”.
وأضاف “هذا المواطن الشيخ الديمقراطي المناضل الرفيق عزالدين الحزقي، الذي يشن إضراب الجوع ضد الانقلاب وضد مشروع الحكم الفردي لصاحبه الشمولي الحالي، زرته البارحة مع من يشنون الإضراب معه من أجل مطالب حقوقية ومواطنية بحتة”.
واستعرض القوصري بعض محطات نضال الحزقي ضد الأنظمة المستبدة، حيث كتب “لمن لا يعلم من هو عز الدين الحزقي، نقول: هو أول من تجرأ على الدفاع عن “حق المواطن” في الترشح ضد بن علي في أول انتخابات رئاسية بعد انقلابه، كما يضمنه لكل مواطن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948، وهو الذي طرح آنذاك واجب الاعتراف بحرية الترشح في الرئاسية، التي لم تكن موجودة في القوانين، والتي تحققت بفضل الثورة، واستفاد منها المنقلب الحالي ليجثم على الشعب التونسي وعلى الجميع”.
وأوضح أكثر بقوله “روّج سي عزالدين آنذاك (خلال حكم بن علي) عريضة امضى فيها الآلاف، وكان لي الشرف ان اكون من بينهم، وسجّل ضد بن علي موقفا حقوقيا أصيلا لن ينساه تاريخ تونس الحديث، وطبعا ترشح بن علي وحده آنذاك، وحصل في انتخابات مدلّسة على قرابة المئة في المئة”.
وأضاف “ولمن لا يعلم، فهذا الرجل هو من خابية ذلك الصنف من اليسار التونسي الديمقراطي الذي يؤمن بالحريات السياسية للشعب التونسي، وبالديمقراطية وقيم المواطنة وقيم الجمهورية والدولة المدنية الديمقراطية، وهو اليوم وفي سنه المتقدم يخوض معركة أخرى من أجلكم ومن أجل ابنائكم، وهي نفس المعركة -ولو في وضع مختلف وبأشكال مختلفة- من أجل نفس المشروع المجتمعي”.
وكان عز الدين الحزقي وثق في كتابه “نظارات أمي” (2018) الفترة التي قضاها في سجون بورقيبة في سبعينيات القرن الماضي، بسبب انضمامه لحركة آفاق (برسبكتيف) اليسارية، والتي تعرض أعضاؤها لشتى أنواع التعذيب والتنكيل خلال حكم بورقيبة.