الوقت- أصبحت منطقة "الطارمية" الاستراتيجية والمهمة للغاية الواقعة بين شمال العاصمة العراقية وجنوب محافظة صلاح الدين أحد المراكز الرئيسة لنشاط العناصر السرية للجماعة الإرهابية في السنوات الأخيرة.
وشنت القوات المسلحة العراقية عدة عمليات لتطهير المنطقة من دنس إرهابيي داعش، لكنها في كل مرة لم تحقق النتيجة المرجوة من خلال معارضة بعض التيارات الداخلية التي تدعمها الولايات المتحدة، ليظل العمل غير مكتمل. دفعت تحركات الخلايا السرية لتنظيم داعش الإرهابي وإعادة هجماتها في الأسابيع الأخيرة مقاتلي الحشد الشعبي وقوات الأمن إلى إطلاق عملية واسعة النطاق من ثلاثة محاور لتطهير منطقة الطارمية وتأمينها.
وقال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في شمال بغداد: إن أهالي مدينة الطارمية انزعجوا من الإجراءات الأمنية لإرهابيي داعش في السنوات القليلة الماضية وهم يتعاونون مع القوات العراقية في هذه العملية. وقال المصدر الميداني إن أهالي المنطقة قدموا للمقاتلين معلومات عن عناصر سرية لتنظيم داعش، مضيفاً: "إن غالبية المواطنين سئموا من تحركات عناصر داعش وفقط مجموعة محددة ومعروفة في المنطقة تدعم الإرهابيين، وهم ليسوا مجهولين لقوات الأمن". وحسب هذا المصدر الميداني، فقد وضعت القوات العراقية للمرة الخامسة على التوالي تطهير منطقة الطارمية على جدول أعمالها، ونجحت في بحث تفصيلي في قرى تل طاسه، الهور، اثار، ابوبحر، ام الصون، الغزیلیه وتل بشت. وأعلن عن تطهير وتأمين عدة طرق إرهابية في المنطقة، وقال: "قتل خلال العملية عدد من عناصر داعش الإرهابية وتم التعرف على عدد آخر واعتقالهم من قبل قوات الحشد الشعبي والأمن". وحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، تشارك وحدات هندسية أيضًا في هذه العملية، وتمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من تطهير عدة مناطق ومنازل مفخخة. وأشار المصدر الميداني إلى تحديد مخبأين لعناصر داعش في منطقة الطارمية، مضيفًا إن القوات الأمنية والحشد الشعبي رصدوا ثم اعتقلوا عددًا من المتعاونين مع الإرهابيين. خلال الاشتباكات (الجمعة 20 آب) مع إرهابيي داعش لتطهير المنطقة وتأمينها، استشهد 4 مقاتلين من جماعة الحشد الشعبي وجرح 6 آخرون، كما يظهر اسم قائد الفوج الثاني في قائمة الجرحى.
منطقة "الطارمية" تبلغ مساحتها 137 كيلومترا مربعا وتتكون من جزأين "المشاهدة والعبايجي" وهي البوابة الشمالية لمحافظة بغداد مع جنوب محافظة صلاح الدين الممتدة من المحور الشمالي الشرقي لقاعدة التاجي الجوية جنوب الدجيل وتشمل عشرات المناطق. وتدعم بعض الجماعات العراقية المتطرفة والمسلحة، إلى جانب الجماعات البعثية لها تاريخ في التعاون مع داعش، النشاط الإرهابي في منطقة الطارمية، وبدعم من المحور الغربي - العبري - العربي، ما يعني تعريض أمن جزء مهم من مناطق وسط العراق للخطر.. وأن هذه التيارات، وبدعم من الإرهابيين، تنوي إخراج قوات الحشد الشعبي من منطقة الطارمية، وخلق حالة من انعدام الأمن، والسيطرة على المناطق في جنوب محافظة صلاح الدين، وفتح المجال لمزيد من الاختراق في البوابات الشمالية للعاصمة.