الوقت- بينما يعجز الكيان الصهيوني من اخراج نفسه من تحت أنقاض مختلف المشاكل الناجمة عن حرب غزة الأخيرة، يواجه الآن تحدياً كبيراً للغاية يمكن أن يقضي بالكامل على الأحلام الصهيونية في محو القضية الفلسطينية حيث أعلنت بعض المصادر الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الايام الاخير عن إطلاق الرصاص على جنود صهاينة في حي جنين.
فخلال كل هجوم للجنود الصهاينة على جنين ومخيماتها في الضفة الغربية، تدور مواجهات مسلحة في هذه المنطقة، مما يدل على جهود الشباب لإحياء المقاومة في جنين.
وقال الجيش الإسرائيلي مؤخراً في بيان: "إن عناصر من وحدة يمام وجنود آخرين تعرضوا لإطلاق نار خلال الهجوم على الجنين". وبحسب مصادر إخبارية عبرية أدت المقاومة المسلحة إلى إخلاء مركز بؤرة أفيتار الاستيطانية في منطقة جبل صبيح التابعة لبلدة "بيتا" جنوب نابلس، خوفاً من الهجمات الفلسطينية.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت": خرج المستوطنون من جبل صبيح في جماعات صغيرة وعلى مراحل لكي لا يخلق نصرا آخر للفلسطينيين. ومن جهة أخرى، عزت حركة المقاومة ما قام به الصهاينة إلى الخوف من انتقام الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين. حيث قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: "إخلاء مستوطنة بيتا في جبل صبيح أثبت مرة أخرى قدرات المقاومة المختلفة التي يمكن أن تملي إرادة الفلسطينيين وتجبر المحتلين على التراجع ".
شعبية المقاومة وغضب الرأي العام من خيانة السلطة
قالت وكالة صفا للأنباء، في حوار لها مع مناضلين فلسطينيين في هذه المنطقة، إن الشباب المقاوم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن تفعيل المقاومة المسلحة ضد كيان الاحتلال هو السبيل الوحيد للخروج من الوضع الصعب الحالي.
وجهة النظر هذه تنتشر بين جيل الفلسطينيين الجديد والشباب يوماً بعد يوم. حيث أنهم يرون أن التسوية والثقة في وعود الحكومات العربية والغربية بالتمسك بطاولة المفاوضات مع الصهاينة لن يحقق أي إنجاز للشعب الفلسطيني فحسب، بل أظهرت التجربة أنها تجعل الصهاينة أكثر تصميماً على الاعتداء على حقوق الفلسطينيين وأرضهم.
كما قوضت وجهة النظر هذه ثقة الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني بالحكام والسياسيين الغربيين، الذين ظلوا في المقدمة لعدة سنوات، ولم يقدموا سوى الوعود السخيفة والجوفاء. والآن لم تعد لشعارات هؤلاء القادة أذان صاغية في أوساط الجيل الفلسطيني الجديد الغاضب ويمكن رؤية المثال على ذلك في الاحتجاجات خلال الأسابيع الأخيرة ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وترديد المتظاهرين الفلسطينيين للشعار الشهير "الشعب يريد إسقاط النظام".
في المقابل، زادت حرب غزة الأخيرة ، التي كانت مؤشرا على النهج الوطني لمقاومة غزة للدفاع عن جميع الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، من شرعية المقاومة وشعبيتها بشكل كبير. فقد كان الانتصار في حرب الأحد عشر يوماً بمثابة روح جديدة في جسد الشعب الفلسطيني الذي غضب من خيانة بعض الأنظمة العربية الرجعية لتطبيع العلاقات مع الصهاينة والصمت الغادر لبعض الحكومات العربية الأخرى. ومن ناحية أخرى، كانوا يرون الحكام الفاسدون في السلطة الفلسطينية لا يمتلكون الإرادة الحقيقية لحمل راية النضال وبدء انتفاضة ضد الكيان .
الآن، وبناءً على تجربة الوضع في غزة في السنوات الأخيرة والتي كانت المساحة الوحيدة لانتصار فلسطين وهزيمة إسرائيل، يريد الرأي العام في الضفة الغربية أن يكون مسلحاً مثل قطاع غزة أكثر من أي وقت مضى. وبالتأكيد لولا محاولات التخريب الذي تمارسها السلطة الفلسطينية وفتح ضد القيام بمثل هذه العملية، و الذي يتم من خلال التعاون الاستخباراتي والأمني المستمر مع الصهاينة، كان من الممكن تسليح الضفة الغربية بشكل أسرع وأقل تحدياً من قطاع غزة المحاصر بالكامل.
الانتفاضة الرابعة توحد غزة والضفة الغربية
ما يتضح من التطورات الأخيرة في فلسطين يعود الى تشكيل تحالف بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى فلسطينيي عام 1948، الذين توحدوا جميعاً في انتفاضة وطنية ضد العدوان الصهيوني والفصل العنصري، مما مهد الطريق لحركة جديدة. ومما لا شك فيه أن تشكيل انتفاضة بإحداثيات جديدة، بما في ذلك الأطراف الثلاثة للضفة الغربية وقطاع غزة وأعماق أراضي 1948، سيشكل أكبر تحد للكيان منذ إنشائه.
وفي ذات السياق، فعلى الرغم من انتشار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإقليمية التي يواجهها الكيان، فإن الانتفاضة المسلحة المدعومة بصواريخ المقاومة تدفع الكيان إلى حافة الانهيار في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعاً.