الوقت- عقب وقف الحرب الشعواء التي شنّها الكيان الصهيونيّ المُجرم على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والتي استمرت لأكثر من 10 أيام، ووصفت بأنّها الأعنف منذ عام 2014، نتيجة لإعلان العدو الجمعة المنصرم عن وقف إطلاق النار بعد الضغط الكبير الذي أفرزته صواريخ فصائل المقاومة التي أطلقت ما يزيد على 4000 صاروخ باتجاه الأراضي الفلسطينيّة الخاضعة لسلطة الاحتلال، يطل علينا وزير الحرب في حكومة العدو، بيني غانتس، ويتحدث أنّ إعادة إعمار قطاع غزة مرهونة بتسوية قضية أسرى الجنود الصهاينة الأربعة لدى حركة “حماس”، والذي أسر 2 منهم خلال الحرب العدوانيّة على غزة صيف عام 2014، وذلك بعد أن تسببت الآلة العسكريّة للكيان مؤخراً، بسقوط أكثر من 275 شهيداً فلسطينيًا، نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقارب 9000 آخرين، ناهيك عن الخراب الذي خلّفه العدوان الغاشم.
اعتدنا على التصريحات الصهيونيّة العنصريّة التي تؤكّد لنا كعرب ومسلمين مجدداً، أنّه لا سبيل للعيش دون إزالة هذا العدو الباغي، حيث إنّ التصريحات التي أدلى بها وزير الحرب الصهيونيّ، خلال مقابلة أجرتها معه قناة “كان” الرسميّة، تُعبر بوضوح عن مدى عنصريّة الكيان الذي قتل في عدة أيام فقط المئات من الفلسطينيين بدم بارد، بغض النظر عن الضحايا والدمار الهائل، ليتحدث عن أربعة أسرى موجودين في القطاع، في الوقت الذي تعتقل فيه قواته نحو 5000 فلسطينيّ في سجونها، بينهم مئات المرضى وعشرات النساء.
ولا أعلم عن أيّ "فرصة أفضل" يتحدث غانتس لدفع هذه القضية للأمام، بعد أن كشف كيانه للقاصي والدّاني حجم جبروته واستبداده غير المعهود، وخاصة أنّ ملف "إسرائيل" في قضية الأسرى بالذات "أسودٌ قاتم"، ولا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو، بدءاً من ظروف الاعتقال الإداريّ الذي يمثل "سيفاً مسلطاً" على رقاب الأسرى دون أيّ تهمة ضدهم -بحسب القيادات الفلسطينيّة-، وليس انتهاء عند مسألة انعدام البيئة الصحيّة داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، والانتهاكات الجسيمة بحقهم منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تعمدت ما تسمى "إدارة مصلحة السجون" نشر الفيروس بينهم عن طريق الإهمال الممنهج وسحب كل أدوات التعقيم والتنظيف داخل الزنازين.
وفي تأكيد جديد للمُطبلين والمُطبعين بأنّ جنايات الكيان بحق أصحاب الأرض والمقدسات لا يمكن أن تتوقف، شدّد المسؤول الصهيونيّ على أنّ “إسرائيل ستغير من سياساتها تجاه قطاع غزة المحاصر، ولن تقبل بإطلاق أيّ صواريخ أو بالونات حارقة وأنها سترد على إطلاقها بصرامة"، مؤكّداً أنّ “قيادة حماس وخاصةً القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلامية، محمد الضيف، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، يحيى السنوار، ما زالوا هدفًا لنا"، حيث إنّ كيان الاحتلال الغاصب لم يتعلم بعد، أنّ لغة التهديد والوعيد لا تنفع مع المقاومة والفلسطينيين في ظل المساعي الصهيونيّة لتدمير حياتهم وعزلهم، عن أراضي بلادهم المحتلة، إضافة إلى المتغيرات العسكريّة الجديدة، التي لقّنت تل أبيب درساً لن تنساه في الفترة الماضية، وإنّ المغامرات الإرهابية الصهيونية ضد شخصيات المقاومة سيرافقها بالتأكيد ردود مماثلة ومزلزلة، والكيان يُدرك أنّ موازين المعركة قد تغيرت.
ومن الجدير بالذكر أنّ هجوم الكيان الصهيونيّ على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة استمر لـ 11 يوماً، استمراراً لمنهج "الإبادة الجماعيّة" بحق الشعب الفلسطينيّ، وسبق ذلك تعدٍ سافر على ممتلكات المدنيين الشخصية ومحاولة تهجيرهم قسريّاً من ديارهم التي قطنوا فيها لعقود طويلة في العاصمة الفلسطينيّة القدس، فيما أعلنت المقاومة والعدو قبولهما مقترحًا مصريًا لوقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ الجمعة المنصرم.
في الختام، عكست تصريحات غانتس حقيقة أنّ إجرام وعنصريّة العدو الصهيونيّ الوحشيّ بحق الفلسطينيين، لن تتوقف، فخلاصة حديثه "إما الرضوخ لمطالبنا أو عيشوا تحت أنقاض الأبنيّة التي دمرناها"، لكن وعلى ما يبدو فإنّ أم وزير الحرب الصهيونيّ ذات الأصول المجريّة، لم تُعلمه الفرق بين طبيعة المُحتل وصاحب الأرض، كما أنّ والده الرومانيّ، نوحم غانتس، الذي كان نائباً لرئيس الوكالة اليهودية والمُساهم في دعوة يهود العالم للمجيء إلى فلسطين واستيطانها، لم يشرح له أنّ فصل الروح عن الجسد أسهل من التنازل عن الحقوق.