الوقت- ذكرت العديد من التقارير الاخبارية أن قوات الجيش الصهيونية قامت يوم الاثنين الماضي باقتحام المسجد الاقصى واعتدت على المعتكفين في هذا الحرم القدسي، وحاصرت المرابطين داخل المسجد القبلي الذي تركزت عنده المواجهات. ولفتت تلك التقارير إلى أن جنود الاحتلال اطلقوا وابلا من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي عند المسجد القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن هناك إصابات مباشرة في الرأس بالرصاص المعدني بين المعتكفين. وامتدت المواجهات إلى خارج منطقة المسجد الأقصى، ووصلت إلى مقبرة "باب الرحمة" على الجانب الشرقي من أسوار الأقصى، وإلى داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة. ويأتي ذلك بينما تحاصر قوات الاحتلال المسجد الأقصى بشكل كامل وتستهدف جميع الموجودين داخله، وتكثف وجودها في البلدة القديمة. وجاء الاقتحام رغم قرار شرطة الاحتلال بعدم السماح للمستوطنين بالوصول إلى الأقصى بعدما قامت بتقييم الوضع.
وعلى هذا الصعيد وللتنديد بهذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني في حق أبناء الشعب الفلسطيني، نظم أبناء الشعب اليمني يوم الجمعة الماضي، مسيرة حاشدة، في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، بمناسبة "يوم القدس العالمي"، الذي يحتفل به سنوياً في آخر جمعة من شهر رمضان. وحمل المشاركون في المسيرة الكبرى التي احتضنها شارع الستين في صنعاء الأعلام اليمنية والفلسطينية وشعارات الحرية والبراءة من أعداء الأمة، وصورًا لقائد حركة أنصار الله السيد "عبدالملك بدر الدين الحوثي"، وقادة المقاومة، إضافة إلى لافتات وشعارات المناسبة والقدس الشريف. كما خرجت مسيرة مماثلة في عدد من المحافظات ندّد خلالها المشاركون بالانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين وتحديدًا في القدس، داعين إلى انتهاج خيار المقاومة ضد المحتل الغاصب. وردد المشاركون في تلك المسيرات، التي نُظمت تحت شعار "القدس أقرب"، هتافات أكدت تمسك الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية ونصرتها، حتى استعادة الشعب الفلسطيني أراضيه، وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
وفي هذا السياق، قال قائد حركة "أنصار الله"، السيد "عبد الملك بدر الدين الحوثي" في خطابه يوم الجمعة الماضي، إن "الشعب اليمني سباق في حمل راية القدس والقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى "عظمة الموقف الذي يتخذه الشعب اليمني في مناصرة القضية الفلسطينية، والتي تزعج العدو الصهيوني ويعبر عن قلقه من الشعب اليمني في مناسبات مختلفة". ولقد أكد بيان المسيرة الكبرى التي خرجت في العاصمة صنعاء في يوم القدس العالمي أن العدو الإسرائيلي يمثل خطرا حقيقيا على الأمة وتهديدا جديا وفعليا لأمن واستقرار المنطقة، وهو ما يتطلب من شعوبها النهوض بالمسؤولية ومقارعة الهيمنة .. مؤكدا أن موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية نابع من هويته الإيمانية وأصالته وهو مستمر على موقفه في مناصرة الفلسطينيين والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات والأراضي العربية المحتلة.
الجدير بالذكر أن المواقف اليمنية المحلية الداعمة لمقاومة المقدسيين، توالت في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي واقتحام المسجد الأقصى ومحاصرة حي "الشيخ جراح". وفي هذا السياق أدان رئيس مجلس النواب "يحيى علي الراعي" بشدة استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني المحتل على أبناء الشعب الفلسطيني واستباحة المسجد الأقصى. وأشار رئيس المجلس في بيان إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وقتل وتدنيس للمقدسات بالتزامن مع شهر رمضان في تجاوز لكل الأعراف والمواثيق الإنسانية والدولية. وقال: "لولا هرولة بعض الأنظمة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وإعلان مولاتها وانبطاحها لما تجرأ العدو الإسرائيلي على ارتكاب جرائمه والدفع بقطعان المستوطنين وبكل وحشية لقتل الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى في تحد سافر لمشاعر أبناء الأمتين العربية والإسلامية". وطالب رئيس مجلس النواب، اتحادات وبرلمانات وأحرار العالم والمجتمع الدولي إلى إدانة تلك الاعتداءات والعمل على إيقاف العدوان الإسرائيلي ووضع حد لصلفه تجاه الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية. كما دعا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والخروج عن الصمت المخزي وإنصاف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في استعادة حقوقه المسلوبة.
احزاب اللقاء المشترك اليمنية هي الأخرى أكدت على دعمها لمقاومة الفلسطينيين وإدانة إرهاب الاحتلال اليهودي ولقد حيّت احزاب اللقاء المشترك مقاومة المقدسيين للاحتلال الصهيوني في مدينة القدس المحتلة وحي الشيخ جراح الذي فرضت عليه العصابات الصهيونية حصارا مطبقا ونفذت اعتداءات على الفلسطينيين داخل الحي. وأدانت أحزاب اللقاء المشترك الاعتداءات الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، والتي أدت إلى إصابة 205 في أوساط الفلسطينيين بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني. وأشار اللقاء المشترك في بيان إلى أن هذه الجريمة الإسرائيلية المدانة أتت بالتزامن مع إحياء يوم القدس العالمي في عدد من البلدان العربية والإسلامية نصرة للقدس والقضية الفلسطينية.
كما أدانت أحزاب المشترك تهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، مشيرة إلى أنها سياسة استيطانية عدوانية من قبل المحتل الإسرائيلي واستمرارا في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية تشهد على أنهم عدو حقيقي وغدة سرطانية وأن المطبعين معهم ودعاة السلام الزائف لم يكونوا سوى مخدوعين. وأكد البيان على موقف اللقاء المشترك الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية بأنها قضية كل المسلمين ونصرتها وتحريرها يقع على المسلمين جميعا والعار على من باعها وتاجر بها وهرول مطبعا بشكل رسمي مع العدو الإسرائيلي. وعلى صعيد متصل، مجلس الشورى اليمني أدان مجلس الشورى بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى واعتداءها السافر على المصلين، ما أدى إلى إصابة أكثر من 200 شخص. واعتبر مجلس الشورى في بيان، ذلك إرهاباً صهيونياً غاشماً في ظل صمت دولي مخزٍ، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم وانتهاكاً لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
كما أدان مجلس الشورى قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهجير سكان حي الشيخ جراح وإجبار 500 مقدسي على البقاء دون مأوى بعد مصادرة منازلهم بالقوة والإجبار، مشيراً إلى أن ذلك خطوة صهيونية على طريق تهويد القدس بالكامل واستمراراً لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وأكد البيان أن فلسطين ستبقى في وجدان الأمة العربية والإسلامية وستظل القضية الأولى والمركزية وبوصلة النضال والكفاح الأسمى. ولفت إلى أن تلك الاعتداءات لم تكن لتحدث لولا طابع الخذلان والتواطؤ من قبل بعض الأنظمة العربية تجاه قضية فلسطين ونتيجة لخطوات التطبيع التي مارستها تلك الأنظمة سراً وعلناً بقيادة دول تحالف العدوان على اليمن.
وحث مجلس الشورى، جميع الفصائل الفلسطينية على سرعة توحيد الصف وإنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية العليا كون القضية الفلسطينية تمر بمنعطف تاريخي خطير. كما أكد أن ذلك يستوجب من الأمة العربية والإسلامية أن تهبّ لنصرة القدس، وحشد كل الطاقات والإمكانيات من أجل عودته حراً شامخاً أبياً، ويستوجب كذلك تحركاً دولياً عاجلاً لوقف تلك الاعتداءات. وفي بيان المسيرات الملايينية التي خرجت في يوم القدس العالمي الجمعة الماضية في العاصمة صنعاء ومحافظات اليمن، أكد البيان دعمه ومساندته لمقاومة المقدسيين وتوجه بالتحية لهم ، كما أكد ضرورة التوحد في مواجهة الاحتلال وتبني خيار المقاومة بالسلاح والجهاد ، داعيا إلى توحيد الكلمة والموقف، فلا مكان للحياد والتخاذل في معركة الوجود ونصرة القضية الفلسطينية، حتى تحرير كامل الأرض المحتلة.