الوقت- "تحرير القدس الشريف قريب" عنوان حمله الاجتماع الذي عقد في طهران وعلى أعتاب يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام "الخميني" (ره)، حيث وفر الأرضية لاستمرار اهتمام المسلمين بمسؤوليتهم تجاه القدس الشريف، وأن هذا اليوم تذكير للمسلمين بأن عليهم واجب العمل على تحرير القدس من قبضة الاحتلال الصهيوني لتعود للمسلمين كرامتهم و عزتهم. الاجتماع الخاص بمناسبة يوم القدس العالمي بمشاركة ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران " ناصر ابو شريف" وممثل حركة "حماس" الدكتور "خالد القدومي" و المساعد السياسي و الدولي جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني الدكتور حسين رويوران نائب رئيس المجلس التنسيقي للاعلام الاسلامي "نصرت الله لطفي" بمناسبة يوم العالمي للقدس الذي كان باقتراح الإمام الخميني (قد سره) في اخر جمعة شهر رمضان.
وخلال هذا الاجتماع، اكد ممثل حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بطهران "ناصر ابو شريف"، ان نضال الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة سيفضي الى الانتصار النهائي لقضية القدس. ولفت إلى ضرورة تصدي ابناء الامة الاسلامية للمشروع الصهيوني الرامي للتطبيع مع هذا الكيان والعمل على فضح الاهداف الكامنة وراء هذا المخطط. وأضاف، أن من يدعي العدالة في العالم لا يمكنه تجاهل قضية فلسطين وتهويد القدس الشريف واغتصاب الاراضي الاسلامية، قائلا: أن "نضالنا ضد الصهاينة سيفضي الى الانتصار النهائي لقضية القدس وينبغي علينا في هذا الاطار تسليح انفسنا بسلاح الايمان والمعدات الحربية". واشار الى هزيمة وتراجع الكيان الصهيوني في الحروب التي خاضها منذ العام 2002 وقال: ان الكيان الصهيوني آيل الى الزوال وان هزيمته تعني انتصار الامة الاسلامية كلها على المستعمرين. وأشار الى ان يوم القدس العالمي لم يكن البداية لنضال الامام الخميني (ره) ضد الكيان الصهيوني بل كان الامام داعما لفلسطين على الدوام منذ العهد البهلوي كسائر العلماء ومراجع الدين في جميع الدول الاسلامية.
ومن جانبه، اكد الدكتور "خالد القدومي"، أن "نتنياهو" يحاول استرضاء اليمين المتطرف والمتنفذ حاليا في الحكومة والكنيست للعبور من ازمته في تشكيل الحكومة ، ولهذا سمح لقطعان المستوطنين المتطرفين والمنتمين لمنظمة "لاهافا" المتطرفة والتي تعتبر امتداداً لمنظمة "كاخ" الارهابية والمحظورة لدى حكومة الكيان الصهيوني ، بتسهيل دخولهم المسجد الاقصى وتدنيسه والاشتباك مع المقدسيين. واعتبر "القدومي" أن هذا الامر كان احد اسباب المواجهات التي حصلت في الايام الاخيرة في القدس المحتلة ، مشيراً الى ان هناك اسباب اخرى ادت الى اندلاع المواجهات بين القوات الاسرائيلية من جهة وقطعان المستوطنين من جهة اخرى احدها يتعلق بزمن شهر رمضان المبارك ومشاركة الحشود الواسعة من المقدسيين في المسجد الاقصى لاداء فرائض الصلوات الخاصة لشهر رمضان.
ويرى "القدومي"، أن مشاركة الحشود الكبيرة للمصلين في المسجد الاقصى يرعب الكيان المحتل لانه يخل بعملية تهويد هذه المدينة من جهة ويعزز من قوة وصمود الشعب الفلسطيني واصراره على الحفاظ على هوية هذه المدينة ولهذا يلجئ في كل عام في شهر رمضان التضييق على المقدسيين والاشتباك معهم وتسهيل المستوطنين المتطرفين دخول المسجد الاقصى لتحجيم مشاركة المصلين .وتحدث ممثل حركة حماس في ايران عن السبب الاخر الذي ادى الى اندلاع هذه المواجهات ونزول الشعب الفلسطيني الى الشارع بكثافة وتصديه لقوات الاحتلال ، هو موضوع التطبيع العربي المخزي مع الكيان المحتل والذي اثار غضب الشارع الفلسطيني في كل الاراضي الفلسطينية من غزة والى الضفة والقدس المحتلة واراضي 48. وفي هذا الاجتماع، قال ممثل حركة حماس في طهران الدكتور "خالد القدومي"، أن "نتنياهو يحاول استغلال المستوطنين من اليمين المتطرف لتدنيس المسجد الاقصى بهدف تحقيق تهويد مدينة القدس المحتلة ، ولكن المقدسيين كانوا لهم دائما بالمرصاد" .
ومن جهته، قال "خالد عبد المجيد الأمين" العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: ان اعلان يوم القدس العالمي يشكل محطة جديدة لاستنهاض قوى أمتنا. واضاف العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ورئيس تجمع القوى والهيئات الوطنية الفلسطينية يوم أمس الأربعاء: "تعرضت القضية الفلسطينية قبل إعلان يوم القدس العالمي بمحاولات التصفية، وخاصة بعد إقدام الرئيس المصري أنور السادات على زيارة القدس وعقد اتفاقات كمب ديفيد مع العدو الصهيوني، حيث تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقصية الفلسطينية". مضيفاً: "وجاء انتصار الثورة الإسلامية في إيران ليعوض هذا التراجع ويملأ الفراغ الذي تركته مصر ودول عربية بالتخلي عن القضية الفلسطينية، وجاء إعلان يوم القدس العالمي ليشكل محطة جديدة في استنهاض قوى أمتنا واحتضانها للقضية الفلسطينية مجدداً ولقضية القدس خاصةً، وزاد هذا الزخم في تبني قضية فلسطين والقدس عبر السنين الماضية إلى أن عادت قضية فلسطين والقدس في الصدارة، وعادت إلى الاهتمام العالمي، ونهض أبناء القدس والشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده وجدد مقاومته وانتفاضته ضد العدو الصهيوني على طريق تحقيق أهدفه الوطنية.
و في جانب اخر من الحوار اعرب المساعد السياسي لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني "حسين رويوران"، أن القضية الفلسطينية ، قضية استثنائية ومعقدة على الصعيد العالمي بحكم ترابط المشروع الصهيوني الذي هو مشروع استعماري امبريالي ـ استيطاني ـ عنصري مرتبط بالمشروع الاستعماري الغربي، ولذلك نشهد هذا التحالف الاستراتيجي بين المشروع الاستعماري الغربي والمشروع الصهيوني، فالشعب الفلسطيني والأمة تواجه الغرب الاستعماري والعدو الصهيوني في آن واحد. واستطرد "رويوران" بالقول: "نعم المقاومة تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني والأمة، وهي تمثل شرفها وكرامتها وحصنها المتين المدافع عن الأرض والحقوق، وهي اليوم تشكل رادعاً للاحتلال وهاجساً يومياً للمستوطنين والكيان الصهيوني، وتمثل الخندق الأمامي للدفاع عن الامة وحقوقها ومقدساتها. واضاف: أما نهج المفاوضات العبثية فأثبت فشله، وشكل كارثة على الشعب الفلسطيني، لأنه شكل غطاء لمخططات العدو الذي استولى على معظم أراضي الضفة الغربية، إضافة إلى العدوان المستمر على شعبنا، وهو يخدم الاحتلال عبر التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني، لذا فليس أمام الشعب الفلسطيني وقواه الحية إلا الاستمرار بنهج المقاومة بكل أشكالها، لأنها هي الطريق لتحقيق الأهداف واستعادة الحقوق.
وأكد المشاركون أن الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه أدرك مدى أهمية القدس بالنسبة للمسلمين، ومن هذا المنطلق جعل فلسطين وتحرير القدس قضية المسلمين الأولى، وأن دعم الإمام الراحل المستمر للقضية الفلسطينية كان ولايزال السبب الرئيس للمواقف العدائية الأمريكية والصهيونية، وأن تسمية يوم القدس بادرة حضارية تهدف إلى التصدي للكيان الصهيوني ودفع الأمة الإسلامية إلى المشاركة في قضية هي الأهم لكافة المسلمين. وخلال الاجتماع تم التأكيد على أنه رغم عدم الاحتفال بيوم القدس العالمي الجمعة المقبل بسبب جائحة كورونا إلا أن القدس تجري في الأرواح و على الألسن وأن قضية فلسطين والقدس الشريف لا تخص الشعب الفلسطيني وحده بل أصبحت قضية كل المسلمين في جميع أرجاء العالم. ويأتي الاجتماع ليؤكد على استمرار دعم القضية الفلسطينية وأن يوم القدس مناسبة لتوحيد الإرادات لإنقاذ القدس من الصهاينة.