الوقت- بعد هجوم أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبنى الكونغرس في واشنطن والذي حدث بتحريض منه، تراجع ترامب بشكل واضح عن مواقف سابقة واتهم حركة أنتيفا بالتورط في مهاجمة أنصاره للكونجرس.
ووفقا لموقع "اكسوس" الخبري، فقد أشار ترامب الى تلك القضية في محادثة هاتفية مع زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي.
لكن على عكس ترامب، يعتقد مكارثي أن الهجوم نفذته عناصر من حركة ماغا المتطرفة التي هي من انصار ترامب وشعارها "اجعلوا أمريكا قوة عظمى مرة أخرى".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها ترامب حركة أنتيفا بالتورط في التخريب والفوضى والوقوف وراء الاحتجاجات في الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، اتهم الرئيس الأمريكي الحركة بالتورط في احتجاجات شعبية بعد قتل الشرطة الأمريكية جورج فلويد المواطن الأمريكي الأسود، وسعى إلى وضع الحركة على قائمة الإرهاب الأمريكية.
حركة أنتيفا ووجودها في سوريا
وُصفت حركة أنتيفا بأنها حركة يسارية معادية للفاشية وعنصرية، ومن النقاط المهمة في الحركة أنها تقاتل إلى جانب القوات المسلحة الكردية السورية المعروفة باسم قوات "قسد" في سوريا ضد الجيش والقوات السورية والاحتلال التركي شمال سوريا، وهي قضية احتجت عليها وسائل الإعلام التركية وحذرت مرارا من سيناريو حرب أهلية تنتقل إلى المدن الأمريكية.
وانتقد مسؤولون أتراك كبار، بمن فيهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، في مناسبات مختلفة وجود أعضاء الحركة في شمال سوريا، وأدانوا عملياتهم التخريبية ضد تركيا.
وشدد جاويش اوغلو على أن الحركة تقوم بأعمال عنيفة في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وتدعمها حركة غولن المعارضة. وأكد ان القواسم المشتركة ووجهات نظر "أنتيفا" و "قسد" جعلت المنظمتين أقرب إلى بعضهما البعض.
وفي هذا الصدد قال جاك بوسوبيك المحلل الأمريكي والضابط السابق في المخابرات الامريكية، ان أنتيفا حركة يسارية راديكالية تهدف إلى إقامة كيان خاص وفوضوي شيوعي بالتعاون مع قسد في شمال سوريا.
وأوضح بوسوبيك أن أنتيفا هي حركة مناهضة للرأسمالية والليبرالية الجديدة واليمين المتطرف. واكد أن "العديد من أعضاء حركة أنتيفا الذين سافروا إلى سوريا ويقاتلون في صفوف قسد ضد الحكومة السورية خدموا سابقًا في الجيش الأمريكي وسافروا إلى سوريا بإذن من الجيش الأمريكي".
واعلنت أنتيفا وجودها لأول مرة في ألمانيا النازية في الثلاثينيات، وكانت أهم سياساتها هي العنف المنظم والمخطط. ولا يُعرف العدد الدقيق لأعضاء الحركة، لكن صحيفة يني شفق التركية نشرت تقريراً يقدر عدد عناصر أنتيفا الذين شاركوا في العمليات العسكرية ضد الجيش السوري والقوات المسلحة عام 2015 إلى جانب قوات القسد بأكثر من 2000 شخصاً.
ويقول تقرير يني شفق: في عام 2013، وبعد أول دخول غير شرعي إلى شمال سوريا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، أشرفت قوات قسد على تدريب أعضاء حركة أنتيفا وفي المقابل كاوا يحصلون على الدعم السياسي للحركة من خلال الجماعات والمنظمات اليسارية في البرلمانات الأوروبية، إضافة إلى ذلك، لعبت أنتيفا دورا مهما للغاية في الشبكة المالية لمجموعة قسد في أوروبا.
بدأت حركة أنتيفيا أنشطتها في الولايات المتحدة في التسعينيات ويقال إنها شاركت في حركة احتلوا وول ستريت.
وعقب إعلان فوز "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نظمت الحركة وأعدت احتجاجات واسعة النطاق في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني 2017، أثناء تنصيب الرئيس ترامب.
يرتدي أعضاء حركة أنتيفا ملابس سوداء وأقنعة ويشاركون في الاحتجاجات الحاشدة والجماعية. وينصب تركيز الحركة على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وينتمي أعضاؤها إلى تيارات مختلفة، بما في ذلك الاشتراكية والشيوعية.
كانت أنشطة حركة أنتفيا بشأن جذب الأعضاء حتى السنوات القليلة الماضية محصورة بالجامعات، لكن في السنوات الأخيرة، بفضل الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام عبر الإنترنت، نجحت الحركة في جذب أعضاء من مختلف الجماعات والمجموعات وزادت أنشطتها بشكل كبير.
وفي معرض إشارته إلى أهمية أنشطة أنتيفا في الولايات المتحدة وخاصة في سوريا، أكد بوسوبيك على مراقبة هذه الأنشطة والخطر الذي تشكله على الأمن القومي الأمريكي.
وانتقد المحلل الأمريكي عدم اهتمام أجهزة المخابرات والأمن الأمريكية بالعناصر العائدين من سوريا ويحذر من التدريبات العسكرية التي تلقاها هؤلاء الأشخاص في سوريا والتجارب العسكرية والحربية التي اكتسبوها.