الوقت - لا تزال محافظة مأرب أهم قاعدة تحتلها الرياض وسط اليمن، مسرحا لعمليات واسعة، ويحاول الجيش ومقاتلو أنصار الله مواصلة التقدم على الأرض من خلال دحر عناصر التحالف السعودي.
وفي الوقت الراهن، بذل المقاتلون اليمنيون قصارى جهدهم لتطهير المحاور الجنوبية والجنوبية الغربية لمحافظة مأرب (مناطق العبدية وحريب وجبل مراد)، كما تدور اشتباكات عنيفة في هذه المناطق مع مرتزقة سعوديين.
وسيطرت القوات اليمنية على حوالي 35 بالمئة من جبل مراد ونحو 30 بالمئة من مساحة العبدية. وتبلغ المسافة بين المقاتلين في هذين الجزأين مع مدينة مارب المهمة والاستراتيجية (قلب اليمن) 55 و 80 كم على التوالي.
وبالتزامن مع انتصارات المقاتلين اليمنيين في المحور الجنوبي والجنوب الغربي، والتقدم التدريجي في الأجزاء الغربية من محافظة مأرب، تعرضت عناصر التحالف السعودي لضغط وتضييق كبير، وهو أمر غير مسبوق في السنوات الخمس الماضية.
ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن عناصر التحالف المكون من قوات منصور هادي (الرئيس المستقيل والهارب) وحركة الإصلاح تخلي مواقعها في محاور الاشتباك، ومن جهة أخرى عملية سحب المعدات العسكرية الثقيلة للنظام السعودي من قواعد "تداوين وصحن الجن" مستمرة في شمال مدينة مارب.
في ظل الوضع الحالي، الأمل الوحيد للتحالف السعودي في ساحة المعركة هو القبائل المعارضة لصنعاء، وفي هذا الصدد قدمت مبالغ كبيرة من المال والعتاد العسكري لزعماء هذه القبائل لمقاومة القوات اليمنية والحفاظ على الأراضي المحتلة.
وبينما خصص السعوديون هذه الأموال لدعم عناصر القبائل للبقاء على خطوط القتال في محافظة مارب، استغل شيوخ القبائل الفرصة واحتفظوا بالمساعدات المالية من الرياض، ودفعوا مبلغاً ضئيلاً لقواتهم.
ترك فساد زعماء القبائل تأثيراً على ساحة المعركة، ما دفع القوات الخاضعة لأوامرهم إلى الانسحاب من الجبهات دون مقاومة كبيرة، وأثار ذلك غضب التحالف السعودي بشكل كبير.
وبينما احتج السعوديون على الوضع الراهن واستاؤوا من أداء العناصر القبلية المسلحة على خطوط الاشتباك على الرغم من المساعدات المالية والعسكرية قالت القوات القبلية إنها تلقت مبالغ صغيرة من المال وقليل من المعدات العسكرية.
وفي هذا السياق، اتهم المسلحون المحتجون الشيخ "مفرح بحيبح" بمنحهم رواتب ومعدات قليلة للغاية، رغم إعلان التحالف أنه دفع له نحو 300 مليون ريال سعودي الشهر الماضي لدفع رواتب قواته. ووفر له المعدات العسكرية اللازمة.
وسبق للتحالف السعودي أن قدم كميات كبيرة من المعدات العسكرية الثقيلة وشبه الثقيلة والخفيفة إلى شيوخ القبائل لتوزيعها بين القوات الخاضعة لقيادتهم، لكن بعض الشيوخ اختلفوا حول توزيع العتاد وآخرون ذهبوا أبعد من ذلك ويعتزمون بيع المعدات المستلمة في السوق الحرة.
ضاعفت الأحداث هذه من مشاكل التحالف السعودي لأنه من ناحية لديه توترات مع زعماء القبائل ومن ناحية أخرى ليس لديه قدرة على حل الخلاف بين قوات القبائل والشيوخ الذين استولوا على الريالات السعودية.
ويظهر مسار التطورات الميدانية أن شيوخ وزعماء القبائل أدركوا أنهم لا يستطيعون مقاومة قوات الجيش اليمني ومقاتلي أنصار الله، وسيتم تطهير مدينة مارب وتحريرها قريباً، وبالتالي يسعون إلى نهب الريالات السعودية ونقل هذه الممتلكات إلى الخارج.
ووفق مصادر ميدانية، فإن "سلطان العرادة"، أحد شيوخ الإصلاحيين وشيوخ جنوب محافظة مارب، هو أحد هؤلاء الأشخاص الذين يسحبون الأموال من البنك المركزي لمدينة مارب حيث سحب آخر مرة نحو 3 مليارات ريال سعودي من حسابه.
وفي ظل الوضع الراهن (انسحاب قوات التحالف وضعف معنويات العناصر المسلحة للقبائل) وتراجع ثقة سكان المناطق المحتلة في محافظة مأرب بالتحالف السعودي والشيوخ الفاسدين، لا يوجد خط دفاعي قوي ضد القوات اليمنية ويمكن اعتبار مدينة مارب مدينة محررة، ويبدو أن القوات اليمنية على علم بهذه القضية وتؤخر قليلاً تنفيذ العملية النهائية وتحاول تحرير مركز المحافظة بأقل الخسائر ومن ثم تطلق رصاصة الرحمة نحو الرياض.
وفي الأشهر الأخيرة تم تحرير أجزاء مهمة من محافظة مارب من الاحتلال، ولم يتسبب التأخير في عملية تحرير مدينة مارب في أي ضرر، لأن التحالف أقر بالهزيمة بسحب القوات والمعدات العسكرية من ساحة المعركة، ومن ناحية أخرى لم يساعد الدعم السعودي للقبائل في تغيير الوضع، بل تحول الى مشكلة جديدة.
وفي الوقت الراهن تم تحرير "مجزر وحريب القرامش وماهلية وبدبده"، كما ان "مدغل ورحبة" على وشك التحرير والمبادرة الآن في أيدي المقاتلين اليمنيين في "صرواح ورغوان وحرب والعبدية وجبل مراد".