الوقت- بمشاركة قطريّة، بحث وزراء دفاع الدول الخليجيّة، تعزيز مسيرة التعاون العسكريّ بين دول مجلس التعاون الخليجيّ، خلال اجتماع افتراضيّ عبر تقنية الفيديو الأحد الماضي، ورغم اقتراب دخول الأزمة الخليجيّة عامها الرابع، شارك وزير الدفاع القطريّ، خالد بن محمد العطية، في هذا الاجتماع، ووفق بيان مجلس التعاون الخليجيّ، أشار وزراء الدفاع إلى ما أسموه "اهتمام قادة دولهم" الكبير بتعزيز العمل العسكريّ المشترك، واعتماد ما وصفوها بـ "الاستراتيجيّة العسكريّة" لدول مجلس التعاون واتفاقيّة الدفاع المشترك وتفعيل القيادة العسكريّة الموحدة.
تفاصيل الاجتماع
لم يذكر بيان مجلس التعاون الخليجيّ تفاصيل كثيرة حول الاجتماع، لكن الإمارات التي ترأست الاجتماع من خلال وزير دفاعها محمد أحمد البواردي، أشارت بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أنّ الاجتماع تطرق إلى بحث المسائل والموضوعات المتعلقة بالجانب العسكريّ الخليجيّ المشترك، خاصة فيما يتعلق بالمجال الدفاعيّ.
واختتم الاجتماع بتوصيات تقليديّة، بينها دفع مسيرة التعاون والتطوير للارتقاء بالقدرات العسكريّة وتسخير كافة التحديات لتحقيق الأهداف المشتركة للقوات المسلحة في دول مجلس التعاون، حفاظاً على الأمن والاستقرار في الدول الخليجيّة، في الوقت الذي تعيش تلك الدول صراعات نفوذ ايديلوجيّة وسياسيّة كبيرة.
ويتزامن الاجتماع الدفاعيّ بين الدول الخليجيّة مع الأزمة العميقة بينها، إذ تفرض أنظمة السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، حصاراً بريّاً وجوياًّ وبحريّاً على النظام القطريّ منذ يونيو/ حزيران 2017، بسبب دعمه للإرهاب وعلاقته مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، فيما تدعي الدوحة أنّ هذه الاتهامات هي محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل، لكنها أكّدت مراراً على أهميّة حل الأزمة الخليجيّة بالحوار دون أيّ شروط مسبقة.
اجتماع روتينيّ
على ما يبدو فإنّ الاجتماع الوزاريّ الخليجيّ، لم يغير من واقع الخلافات المستفحلة شيئاً، حيث اعتبرها محللون بمثابة اجتماعات "روتينيّة وبروتوكوليّة" لا أكثر، ولا تحوي أيّ أهمية عسكريّة، بسبب تأثير التناقضات السياسيّة بين تلك الدول على الملفين الأمنيّ والعسكريّ، ناهيك عن تشكل محاور صراع بينهم وأنّ العلاقات الدبلوماسيّة في أسوأ حالاتها، في الوقت الذي تعيش فيه تلك الدول حالة قطيعة سياسيّة مع بعضها انعكست على كل المجالات بينها.
وبينما تتضارب المصالح والإيديولوجيات في منطقة الخليج وتتصاعد الخلافات إلى حد كبير، تزداد المشكلات سوءاً بين قطر والحلف السعوديّ وبين عمان والإمارات التي كشفت عن خليّة تجسس إماراتيّة، لذلك لا يمكن لتلك المشكلات أن تحل في ليلة وضحاها خاصة من الناحيّة العسكريّة.
يشار إلى أنّ ملف الأمن والدفاع بين الدول الخليجيّة مضطرب بشدة، نتيجة المقاطعة أو ما تسميه الدوحة حصاراً، والذي أثر بشكل عميق على جانب الأمن والدفاع القطريّ، ولذلك شاهدنا كيف استدعى النظام القطريّ تركيا الذي يتشارك معها المشروع الإخوانيّ أمام جبهة الإمارات والسعودية، ما يعني أنّه لا يوجد اتفاقات عسكريّة يمكن العمل عليها في الأيام المقبلة.
وما ينبغي ذكره أنّ هذا الاجتماع رغم قلة أهميّته، إلا أنه يأتي في وقتٍ تعيش فيه المنطقة توتراً كبيراً وخاصة مع تصريحات الإدارة الأمريكيّة وترامب باستهداف طهران، بينما تحوي معظم الدول الخليجيّة قواعد أمريكية على أراضيها، وأنّه في حال ارتكب ترامب تلك الحماقة ستكون تلك الدول في مرمى الصواريخ الإيرانيّة كَرد فعل طبيعيّ على الاستهداف.