الوقن-استقر الدولار مقابل العديد من العملات، اليوم الجمعة، لكن متعاملين يقولون إنه من المرجح أن يتكبد المزيد من الخسائر بسبب ضبابية الانتخابات الرئاسية الأميركية المثيرة للجدل، والآمال في تحفيز كبير لدعم الاقتصاد في أي وقت قريب.
ويراهن المستثمرون على أن المرشح الديمقراطي جو بايدن سيصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة، لكن الجمهوريين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ، مما سيجعل من الصعب على الديموقراطيين تمرير حزمة إنفاق مالي أكبر مما كانوا يسعون إليه.
ويحتفظ بايدن بالصدارة في مواجهة خصمه الرئيس دونالد ترامب، لكن ما زال فرز الأصوات جارياً في عدة ولايات مهمة ويجهز ترامب لاعتراضات قانونية على فرز الأصوات، لذا فثمّة درجة عالية من الضبابية.
وهدد ترامب بأنه سيلجأ إلى أعلى محكمة في البلاد، ويتهم الديموقراطيين بسرقة الانتخابات، وقال:"إذا أحصيتم الأصوات الشرعية فسأفوز بسهولة، وإذا أحصيتم الأصوات غير الشرعية، فيمكنهم أن يحاولوا سرقة الانتخابات منّا".
واستقر مؤشر الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية عند 92.641، قرب أدنى مستوى في أسبوعين.
وفي الأسبوع، فإن المؤشر منخفض 1.5 بالمئة ويتجه صوب أكبر انخفاض في نحو أربعة أشهر.
وجرى تداول الدولار عند 103.46 ين اليوم، قرب أدنى مستوى في ثمانية أشهر.
ومقابل اليورو، جرى تداول الدولار عند 1.1819 دولار بعد أن نزل 0.87 بالمئة في الجلسة السابقة.
وجرى تداول الجنيه الاسترليني عند 1.3127 دولار، متمسكاً بمكسب كبير بنسبة 1.23 بالمئة حققه أمس الخميس.
ويقول بعض المحللين إن المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي تزيد، وهو سبب لتوقع استمرار تراجع الدولار في العام القادم. كما قد يؤدي ارتفاع الإصابات الجديدة بفيروس كورونا إلى مستويات قياسية في بعض الولايات إلى عرقلة النشاط الاقتصادي.
وانخفض اليوان في التعاملات الداخلية قليلاً إلى 6.6307 للدولار، لكنه ما زال قرب أعلى مستوى في عامين الذي بلغه أمس الخميس.
ويتوقع العديد من المستثمرين أن تقلّص إدارة بايدن قليلاً نطاق الحرب التجارية التي أشعلها ترامب مع الصين، مما سيفيد اليوان (العملة الصينية).
كما نزل الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي بعد أن قال البنك المركزي للبلاد إنه يجهز لتوسعة مشتريات السندات لدعم الاقتصاد إذا اقتضت الضرورة.
هذا، وبالتزامن مع تواصل فرز الأصوات، نزل سعر النفط الأميركي ما يزيد عن اثنين بالمئة، اليوم الجمعة، إذ أججت إجراءات عزل عام جديدة في أوروبا لوقف ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 المخاوف بشأن توقعات الطلب، بينما تظل الأسواق في حالة من التوتر بفعل عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الأميركية والمستمرة لفترة طويلة.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط 1.06 دولار أو ما يعادل 2.7 بالمئة إلى 37.73 دولار للبرميل بحلول الساعة 0538 بتوقيت غرينتش، بعد أن نزل 0.9 بالمئة أمس الخميس. وتراجع خام برنت 1.05 دولار أو ما يعادل 2.6 بالمئة إلى 39.88 دولار، بعد أن هبط 0.7 بالمئة في الجلسة السابقة.
وسجلت إيطاليا أكبر عدد يومي من الإصابات أمس الخميس وارتفعت الحالات بما لا يقل عن 120 ألفاً و276 حالة في الولايات المتحدة، وهو ثاني أعلى معدل قياسي يومي على التوالي مع انتشار التفشي في أنحاء البلاد.
وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا "تصاعد كوفيد-19 في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة من المرجح أن يوجه ضربة للاستهلاك".
وأضاف "في ظل غياب دليل ملموس على أن أوبك+ تتحرك صوب إبطاء أو عكس وتيرة زيادات الإنتاج، فإن اختلال التوازن بين العرض والطلب، يحد موجة ارتفاع النفط التي بدأت قبل الانتخابات".
وخفضت المفوضية الأوروبية أيضاً توقعاتها الاقتصادية وتنبأت بأن الاتحاد الأوروبي لن يشهد انتعاشاً إلى مستويات ما قبل الفيروس حتى 2023.
ويظهر فرز واتجاهات الأصوات في الانتخابات الأميركية إلى أن الجمهوريين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ، بينما من المتوقع أن يحصل الديمقراطيون على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، مما يبدد الآمال في جزمة تحفيز كبيرة، وهو عامل آخر يضغط على النفط.
وقال ترامب دون تقديم دليل في وقت متأخر من أمس الخميس إنه سيفوز بالانتخابات إذا أحصيت الأصوات "القانونية"، في أحدث مسعى يلقي بظلال من الشك على الفرز المستمر الآن لليوم الثالث.
ومن المتوقع أن ترجئ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+، إعادة مليوني برميل يومياً من الإمدادات في كانون الثاني/يناير، بالنظر إلى انخفاض الطلب جراء إجراءات العزل العام الجديدة المرتبطة بكوفيد-19.
وتلقّت السوق بعض الدعم، إذ انخفضت مخزونات النفط الخام الأميريية الأسبوع الماضي، على الرغم من أن معظم الانخفاض يُعزى إلى توقف الإنتاج مع اجتياح إعصار آخر لمنطقة خليج المكسيك.