الوقت- استمراراً في نهجه الوحشيّ، لا يكف العدو الصهيونيّ عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين، وقد وصلت ساديّته إلى استغلال انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، للتخلص من أسرى المقاومة الفلسطينيّة داخل سجونه، حيث دعت حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس" إلى ضرورة التدخل الفوريّ من قبل المنظمات الدوليّة، للضغط على الكيان الصهيونيّ وإنقاذ أرواح الأسرى، في ظل تعامي منظمة السجون الصهيونيّة عن الأوضاع المأساويّة للأسرى وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.
أوضاع مزرية
تحذيرات كثيرة أطلقتها حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، حول الأوضاع المزرية للأسرى الفلسطينيين داخل سجون العدو، مؤكّدة أنّ زيادة عدد الأسرى المصابين بفيروس كورونا داخل السجون، أمر خطير للغاية ويعرض حياتهم للخطر.
وفي هذا الصدد، أعلنت جمعيّة نادي الأسير الفلسطينيّ، الثلاثاء المنصرم، عن إصابة 7 أسرى فلسطينيين جُدد بفيروس كورونا، وأشار المركز الحقوقيّ إلى إصابة 7 أسرى فلسطينيين آخرين بفيروس كورونا في سجن عوفر، غرب مدينة رام الله، ليرتفع العدد الإجماليّ للمحتجزين في التتويج إلى 24 مصاباً.
ووفق المركز الفلسطينيّ للإعلام، دعا الناطق الإعلاميّ باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إلى التدخل الفوريّ للمنظمات الدوليّة للضغط على الكيان الصهيونيّ وإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، بسبب إهمال منظمة السجون التابعة للعدو وغضّ البصر عن أوضاع الأسرى بالإضافة إلى عدم اتخاذ أيّ إجراءات لحمايتهم من الفيروس المستجد.
تدخل دوليّ
أكّدت حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، الأحد الماضي، أنّ تزايد أعداد إصابات الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الكيان الصهيونيّ بفيروس كورونا يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذهم، وبيّن المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، في بيان، أنّ إصابة الأسيرين حسن شحادة، وسليم إدريس بفيروس كورونا داخل سجون العدو، يعكس حالة الإهمال الطبيّ الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال، معتبراً أنّ هذا الأمر يشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسرى، ويتطلب تدخلاً جاداً من قبل المؤسسات الدوليّة.
وفي هذا الخصوص، أبلغت إدارة سجن عوفر التابع للعدو بإصابة الأسيرين المذكورين، وفق الهيئة الرسميّة لشؤون الأسرى والمحررين، فيما يُطلق السجناء اسم "جوانتانامو" على هذا السجن نظراً للظروف السيئة التي يعيشونها داخله.
وفي هذا السياق، يعاني الأسرى الفلسطينيون من أوضاع إنسانيّة صعبة ومتردية في ظل غياب البيئة الصحيّة المناسبة لهم داخل معتقلات العدو، وهذا ما أكّدته وكالة الأناضول، نقلاً عن رئيس وحدة الدراسات والتوثيق، عبد الناصر فروانة، الذي لفت إلى أن الكيان الصهيونيّ لم يتخذ أيّ إجراءات لازمة لمواجهة فيروس كورونا داخل سجونه، كما أنّه يمنع إدخال أدوات الوقاية والتنظيف للأسرى الفلسطينيين، وهذا لا يدل إلا على مدى وحشيّة وإجرام العدو الغاصب الفاقد لأدنى القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة.
علاوة على ذلك، دعت الهيئة الدوليّة لدعم حقوق الشعب الفلسطينيّ "حشد" إلى بذل كل الجهود مع المنظمات الدوليّة، لاتخاذ إجراءات عمليّة وفوريّة، لضمان إلزام كيان الاحتلال الغاصب، بحقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وضمان إنهاء معاناتهم داخل سجونه، وخاصة المصابين بالفيروس المستجد من الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الصحراويّة، في ظل موجات الحر الشديدة، واتساع رقعة انتشار الفيروس واستهتار إدارة السجون الصهيونيّة بمطالب تحسين أوضاعهم الحياتيّة، التي تحولت إلى جحيم لا يطاق بسبب الممارسات الوحشيّة لكيان الاحتلال.
وكانت إدارة مصلحة السجون التابعة للعدو، أوضحت أنّ 20 أسيراً قد تأكد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد داخل المعتقلات، رغم المطالبات الفلسطينيّة المتكرّرة بإرسال وفد طبيّ دوليّ للاطلاع على الأوضاع المأساويّة للأسرى داخل الزنازين، وإجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا.
وفي الوقت الّذي تحذّر فيه المنظمات الصحيّة، من أنّ المرضى هم الأكثر تعرضاً للإصابة بكورونا، تتزايد مخاوف الهيئات الفلسطينيّة من احتمالية إصابة الأسرى المرضى بالفيروس، بسبب ضعف المناعة لديهم، مع الإشارة إلى أنّ عدد الفلسطينيين القابعين داخل سجون العدو الصهيونيّ، يبلغ حوالي 4700 معتقلاً، بينهم نحو 700 معتقل مريض و41 سيدة.
خلاصة القول، يجب على العالم أجمع وبشكل خاص المنظمات الدوليّة المعنيّة بحقوق الإنسان، العمل على حل تلك القضية الإنسانيّة، بغض النظر عن القضايا السياسيّة، وإنقاذ أرواح الأبرياء داخل سجون الكيان الصهيونيّ، من التعذيب والموت بأبشع الطرق، وتوفير مقومات الأسر والاعتقال، كحق إنسانيّ معترف به دولياً، بالإضافة إلى ضمان الإفراج عنهم من "المقابر الجماعيّة" للعدو.