الوقت- لم يعد الشارع العربي يجد غرابة في أي خبر يتعلق بالعلاقات بين بلاد الحرمين الشريفين والكيان الصهيوني، ومع انتشار نبأ تولي شركة إسرائيلية لمهام فيما يطلق عليه مشروع "نيوم"، الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عام 2017، لم يلاحظ أي استغراب من الرأي العام العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أوضحت المملكة العربية السعودية موقفها من تغريدات تعود لحساب سفارتها في واشنطن، تحدثت عن موافقة الرياض على التعاون مع شركة إسرائيلية في أكبر مشاريعها الاقتصادية التي تخطط له ضمن رؤية 2030 لتطوير اقتصادها.
ضبابية المشهد
سرب حساب "العربية الآن" شبه الرسمي، عبر "تويتر"، خبراً ذكر فيه أنَّ شركة "شيك بوينت" الإسرائيلية، الموجودة في فلسطين المحتلة، والمختصة في أنظمة حماية الشبكات، ستتولى مهمة حماية "الأمن السيبراني" في مشروع "نيوم" السعودي، ويعرف الموقع نفسه بأنَّه ناشر لأخبار السفارة السعودية في الولايات المتحدة.
على المستوى الرسمي؛ وبعد أن أثار الخبر جدلاً واسعاً، تم حذفه و نفيه من قبل السفارة السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ادعى مدير المكتب الإعلامي في السفارة، "سعود كايلي"، الاثنين المنصرم، أنَّ الحساب لا يدار من قبلهم، وقال أنَّ الحساب غير مفعل منذ عام 2018، مؤكداً أنَّ الموافقة لم تتم على إصدار التغريدتين الأخيرتين، ما دفع ناشطين سعوديين للتشكيك بمصداقية تصريحات سفارة بلادهم في واشنطن.
إضافة إلى ذلك، بين مدير المكتب الإعلامي في السفارة السعودية لدى واشنطن، أنَّ سفارة بلاده ترفض المحتوى المنشور جملة وتفصيلاً، موضحاً أنَّه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الموضوع.
اتهامات ضد السعودية
أوضحت شركة العلاقات العامة والإعلام الأمريكية، "كورفيس"، التي تدير الحساب، أنَّه غير نشط منذ يناير/كانون الثاني 2018، وأشارت الشركة إلى أنَّ الحساب تم اختراقه صباح الاثنين الفائت، وقالت أنَّ المخترق نشر عدة تغريدات خاطئة تمت إزالتها لاحقا، وفق ما ذكرت.
ومما ينبغي ذكره، أنَّ حساب "العربية الآن" أو (ArabiaNow) على موقع "تويتر" نشر تغريدتين في وقت سابق ، ذكر في الأولى أن مجلس الوزراء السعودي وافق على تولي شركة إسرائيلية مهمة نظم المعلومات في مشروع "نيوم" ، شمال غربي السعودية، وذكر في التغريدة الثانية أنَّ عائلة آل سعود ستستثمر في مشروعات تابعة لشركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما أعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر تصريحات للرئيس الأمريكي وهو يتحدث عن غنائم زيارته للرياض، مرددين مصطلح "البقرة الحلوب" الذي أصبح مرتبطاً بالسعودية بعد تلك الزيارة.
وعن التعاون الأمني بين "تل أبيب" والرياض بدا واضحاً خلال السنوات الأخيرة الماضية، لا سيما في مرحلة ما بعد استلام محمد بن سلمان لولاية العهد، وذلك من خلال شركة "NSO" الإسرائيلية، المختصة في برمجيات التجسس الإلكتروني، حيث أشار موقع قناة الميادين، في وقت سابق، إلى التقارير المطولة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، عن شركة NSO "" الإسرائيلية التي تعمل في برمجيات التجسس وتعاملها مع المملكة العربية السعودية، وورد في التقرير أنه قبل أشهر قليلة من حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات من الأمراء ورجال الأعمال، عرضت الشركة على المخابرات السعودية برامج لقرصنة الهواتف النقالة.
ومن الجدير بالذكر، أن المملكة العربية السعودية، منذ تولي محمد بن سلمان عام 2017، أصبحت تتخذ خطوات غير مسبوقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما تم نفيه رسمياً، وتأكيده إعلامياً.
في الحقيقة، أَخرجت عائلة آل سعود بلاد الحرمين الشرفين، من دائرة الدور الذي يفترض أن يكون ريادياً على المستوى الديني و السياسي العربي، لتودي به إلى الدرك الأسفل كما يقول العرب، عليك فقط أن تطرح سؤالاً على هذه الأمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتعرف النظرة الحقيقية للشارع العربي بالنسبة للسعودية، ناهيك عن غضبهم العارم نتيجة لما يسموه، الانبطاح السعودي، والخيانة الواضحة، وإزهاق دماء العرب، تحقيقاً لمصالح أمريكا وطفلها المدلل، الكيان الصهيوني الغاصب، من بوابة التطبيع في شقه الاقتصادي حالياً، حيث يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أين ستصل المملكة في عمالتها مستقبلاً.