الوقت- يستمر فيروس كورونا المستجد في التأثير على العالم ، حيث أصاب أكثر من 114 ألف شخصًا وقتل أكثر من 4 آلاف شخص حول العالم. وعلى الرغم من انخفاض عدد الحالات الجديدة المصابة بفيروس كوفيد 19 المستجد في الصين ، إلا أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في بلدان أخرى (بما في ذلك وللأسف في إيران) تستمر في الارتفاع ، خاصة في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا ، وبمعدلات تنذر بالخطر ، على سبيل المثال ، بينما كانت هناك وفاتان فقط في الولايات المتحدة يوم الجمعة 6 مارس ، تم الإبلاغ عن عدد الوفيات هذه في 7 مارس ، اما الآن وحتى هذه اللحظة ، فان عدد الإصابات بالفيروس بلغ 624 شخص على الأقل في الولايات المتحدة الامريكية. وقد وصل عدد وفيات مرض كوفيد 19 ، 22 شخصاً ، بطبيعة الحال ، فإن هذه الإحصائيات الرسمية ، كما سنرى في التقرير ، هي بالتأكيد متحفظة للغاية والأرقام الفعلية أعلى بكثير.
ولكن بالتأكيد فان الاحصائيات ليست كل شيء ، ان الولايات المتحدة لديها ظروف فريدة لمحاربة كورونا ، بالنظر إلى الحكومة الغريبة والعجيبة التي يديرها دونالد ترامب ، والخلافات الحزبية غير المسبوقة ، وأحدها كان إلغاء خدمات الرعاية الصحية لإدارة أوباما. بالإضافة إلى عدم جهوزية إدارة ترامب ، وهناك مشاكل أخرى في هذا البلد من اجل مواجهة كورونا ، البعض منها ثقافي وفرعي وبعضها الاخر بنيوي ومتجذر ، يشير هذا التقرير أولاً الى بعض المشاكل التي يواجهها الأمريكيون حاليًا في مكافحة كورونا ، ثم يشرح بإيجاز الوضع في بعض الدول الأوروبية.
العبور من خلال 7 أجهزة كاشفة لتوفير المستلزمات الطبية والصحية
يتحمل الناس أنفسهم بعض المشاكل المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة الامريكية. على سبيل المثال ، يفكر الأمريكيون (مثل الناس في جميع أنحاء العالم) فجأة في شراء المطهرات والمعقمات وأدوات النظافة والمناديل الورقية وأقنعة الوجه وغيرها من المستلزمات الطبية والصحية التي يعتقدون أنهم بحاجة إليها لمحاربة كورونا. حيث ان الأمريكيون يشترون هذه الأشياء بكميات كبيرة ويخزنونها في المنزل ، هذا إن تمكنوا من الحصول عليها. وعلى الرغم من الوعود لضمان توفر مثل هذه الأدوات الصحية في الأسواق ، فإن رفوف العديد من المتاجر الأمريكية الرئيسية شاغرة حالياً ، وفي المقابل فهي مليئة بالزبائن الذين تمكنوا من تعبئة عربات التسوق الخاصة بهم بالأدوات الصحية.
بالإضافة إلى نقص الإمدادات الطبية ، هناك مشكلة أخرى في المتاجر الأمريكية وهي السرقة ، فقد سرق عدد من الأمريكيين مستلزماتهم من المتاجر وحتى من المستشفيات ، وتظهر بعض الصور التي نشرت على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي ، أن بعض المتاجر الكبيرة في الولايات المتحدة أجبرت على حماية منظفاتها من السرقة باستخدام أقفال مشفرة. المثير للاهتمام هنا هو أن الشعب الأمريكي يسارع إلى شراء مواد طبية وصحية بينما لا حاجة ملحة إلى أي من هذه الأشياء للحماية من فيروس كورونا. وعلى سبيل المثال ، على الرغم من أن الناس يشترون جل معقم اليدين على نطاق واسع خوفًا من نقص او انقطاع هذا المنتج من الاسواق ، إلا أن الخبراء يقولون إن غسل اليدين بالماء والصابون أكثر فعالية من استخدام مطهر اليدين هذا.
الأسعار الخيالية
بطبيعة الحال ، فإن خوف الشعب الأمريكي من نقص المواد اللازمة للحماية من كورونا ليس من فراغ. وقيل إن نقص المواد اللازمة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد يمثل مشكلة خطيرة للغاية في الولايات المتحدة. في حين أن بعض وكالات الأنباء الأمريكية تعلم كيفية صنع مطهر منزلي باستخدام الكحول الصناعي أو حتى "الفودكا" (ومن ناحية أخرى ، كان بعض الأطفال الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة يحتفلون بالجل المطهر برائحة الفراولة في "الحفلات" لسنوات). هناك بعض المشاكل في سلاسل العرض والطلب الأمريكية لا يمكن حلها من قبل الناس أنفسهم. على سبيل المثال ، قد يبدو ان الافتقار إلى مجموعات الكشف عن فيروس كورونا في امريكا في حال يسلك عدد الإصابات بالفيروس مساراً تصاعدياً ، متعلق بالحكومة الأمريكية ، ولكن الارتفاع المذهل في أسعار بعض المواد التي يحتاج اليها الأمريكيون من أجل محاربة كورونا ترتبط بشكل وثيق مع سلامتهم الشخصية ، ولكن حل هذه المسألة ليس بيدهم.
ارتفعت أسعار المواد المرتبطة بمحاربة فيروس كورونا بشكل مهول في المتاجر مثل أمازون وغيره ، عقب انتشار أنباء عن تفشي وباء كورونا المستجد في الولايات المتحدة الامريكية خاصة بعد خلو المتاجر منها. على سبيل المثال ، كانت قيمة عبوة جل التعقيم الكبيرة من ماركة Purell ، من 21 الى 99 دولار منذ بضعة أيام فقط ، وقد تم تسعيرها الآن بـ 350 دولاراً (أي أكثر حوالي 1600 ٪). بالطبع ، صرح موقع أمازون إنه بدأ في تحديد ومكافحة العناصر والمواد باهظة الثمن التي تعرض في متجرها عبر الإنترنت ، لكن يعتقد بعض الخبراء أنه نظرًا لأن الموقع هو مجرد منصة لتسهيل التواصل بين المتاجر المختلفة والعملاء ، وأحيانًا يسهل المعاملات بين شخصين ، ربما لن يتمكن من التحكم والسيطرة الكاملة على هذا الامر في هذه الظروف.
العلاقة بين الإجازات والرواتب وانتشار كورونا في الولايات المتحدة
على الرغم من ان ندرة أو الثمن الخيالي للعناصر للشعب الأمريكي لمواجهة فيروس كورونا المستجد ، تمثل مشكلة كبيرة في ذاتها ، فالحقيقة هي أن هذه المشاكل شائعة بين العديد من البلدان حول العالم المنخرطة في تفشي المرض. ولكن ما يجعل الأمريكيين عرضة بشكل خاص لفيروس كورونا هي عوامل جذرية أكثر. واحدة من هذه المشاكل الجذرية هي عدم قدرة إدارة ترامب على إدارة أزمة تفشي كورونا في أمريكا ، والتي من الواضح انها تظهر حتى في البيانات العامة وكيفية إبلاغ الجمهور عن الامر. في حين تم عزل الملايين في مقاطعات الولايات الأمريكية المختلفة وأعلنت العديد من المدن والولايات حالة الطوارئ ، فإن الولايات المتحدة لم تستطع بعد التوصل الى صيغة الوقاية من كورونا ، ولكن يبدو أنها لا تملك أي رأس خيط يوصلها لذلك. ومن جانبه ، لا يزال ترامب يحاول التقليل من شأن هذه القضية.
أحد العوامل التي تؤثر على هزيمة أمريكا ضد كورونا هي قوانينها الصارمة بشأن إجازات الموظفين. حيث دعا مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها ، وهو واحد من أكبر وأضخم وكالات الرعاية الصحية في حكومة الولايات المتحدة ، إلى واحدة من أبسط الطرق وأكثرها فعالية للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد ، وقام بتشجيع الموظفين على البقاء في منازلهم. في حين يبدو أن عددًا لا يحصى من الموظفين في جميع أنحاء الولايات المتحدة يتمنون ان يصابوا بفيروس كورونا على ان يأخذوا او يتقدموا لأخذ اجازة ، المشكلة ليست في الاهتمام الشديد وحب الأميركيين للعمل ، ولكن الحقيقة هي أن الملايين من الموظفين الأمريكيين لا يستطيعون تحمل إجازة بدون أجر.
ومن المؤكد أن عدم وجود سياسة وطنية موحدة بشأن استحقاقات إجازة الموظفين يجعلهم من المحتمل أن يبقوا في العمل ، حتى لو كانوا مريضين أو مصابين بالفيروس ، مما يؤجج الانتشار الواسع للفيروسات مثل الأنفلونزا أو كورونا. لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة ، إذا اعتبرنا أن 97 ٪ من العاملين في صناعة المواد الغذائية الأمريكية ليسوا مؤهلين للحصول على إجازة مدفوعة الأجر وان أكثر من نصف هذا العدد غير موافقين على اخذ إجازة غير مأجورة ، فعندئذ توصيل واتساع دائرة انتشار فيروس كورونا يصبح أكثر سهولة. فقط تخيل ما إذا كانت نسبة صغيرة من هؤلاء العمال مصابين بفيروس كورونا (أو فيروس الأنفلونزا الأكثر شيوعًا) وكانوا قائمين على رأس عملهم بسبب عدم القدرة على الحصول على إجازة مدفوعة الأجر ، فيمكن أن ينتشر الفيروس إلى عدة أشخاص آخرين من خلال الطعام الملوث.
لماذا لا يمكن مقارنة إحصائيات كورونا الأمريكية الفعلية بالإحصاءات الرسمية؟
تظهر البيانات الرسمية الصادرة عن حكومة الولايات المتحدة الامريكية ان الوضع في البلاد جيد جداً ، ولكن من غير المرجح أن يكون الأمر كذلك. يفضل العديد من الأمريكيين إخفاء اصابتهم بفيروس كورونا المستجد بسبب ما تم ذكره سابقًا (مثل عدم الرغبة في أخذ إجازة بدون أجر). وبالإضافة إلى ذلك ، كانت تم مشاهدة حالات إصابة بمرض فيروس كورونا في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة ، ولكن لا يزال من غير الواضح ما هو المسبب لها. وبعبارة أخرى ، أصيب الناس في الولايات المتحدة بفيروس كورونا ، الذين لم يسافروا مؤخرًا إلى البلدان الملوثة مثل الصين ولم يكنوا على مقربة من حالات معروفة مصابة بكورونا. وقد مات بعض هؤلاء الأشخاص أيضاً، ويتم تصنيف هؤلاء ضمن فئة "العامل المجهول" ومن المؤكد أن عددهم غير قابل للإحصاء بدقة ، ولكن دعونا لا ندخل في مسألة بمثل هذا التعقيد.
بفضل أوجه القصور في نظام الرعاية الصحية الأمريكية ، الامر الذي كان دائمًا أحد القضايا الرئيسية المتخاصم عليها بين الحزبين الجمهوري الديمقراطي ، فقد خسر الشعب الامريكي معارك أسهل بكثير في الحرب ضد كورونا. بينما في بلدان مثل إيران والصين ، فان علاج مرض كوفيد 19 المستجد مجاني تمامًا لجميع الأشخاص المؤمن عليهم وغير المؤمن عليهم ، فإن أحد الموضوعات الساخنة في أمريكا الآن هو ما إذا كان يجب ان يكون "الفحص المبكر" لعدوى فيروس كورونا المستجد مجانيًا للشعب أم لا ، وأيضاً هل يجب غض النظر عما إذا كان الشخص مشمولاً بالتأمين الصحي أم لا ! الأرقام المذكورة كتكلفة (وتم تكذيبها في بعض الأحيان) لاجراء اختبار الإصابة بفيروس كوفيد 19 المستجد في الولايات المتحدة تتراوح بين بضع مئات من الدولارات إلى أكثر من 3000 دولار ، لكن من المؤكد أن إدارة ترامب لا تزال لم تتخذ هذه الخطوة الأولية أيضاً لمحاربة كورونا.
إن الجدل المحتدم حول اختبار كوفيد 19 في الدوائر والاوساط الصحية الأمريكية مثير للدهشة إلى حد ما ، لأن معظم الأمريكيين لا يهتمون على الإطلاق بهذا الامر ؛ حيث ان عشرات الملايين على الأقل يفضلون عدم هدر أموالهم في فحص Covid-19 ، لأنه حتى إذا كانوا متأكدين من أنهم مصابون بالمرض ، فلن يتمكنوا من تحمل تكاليف العلاج من المرض ، ولذلك فان الكثير من الأمريكيين الذين يعانون من إحباط من عدم القدرة على تحمل العلاج سيبقون خبر اصابتهم مخفياً مما يجعل الإحصاءات الفعلية للأشخاص الأمريكيين المصابين بفيروس كورونا المستجد مخفيًة. والنقطة الثانية ، هي انه نظرًا لمحاولة إدارة ترامب احتكار نشر الإحصاءات حول كورونا ، ليس هناك أمل كبير في الكشف عن الإحصائيات الحقيقية لـ Cuvid-19 في الولايات المتحدة الامريكية ؛ لماذا؟ يمكن الإجابة على السؤال بسؤال نقلته صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا في أحد تقاريرها: "ما هو ما يقلق ترامب أكثر: أرقام فيروس كورونا أم المصابين بفيروس كورونا؟".