الوقت- كانت شوارع بغداد يوم الجمعة الماضي مع موعد مع واحدة من أكثر المشاهد المذهلة لمسيرة مليونية شارك فيها الرجال والنساء والاطفال وكبار السن على حد سواء منذ، ولقد رفع المتظاهرون العديد من اللافتات والشعارات مثل "كلا كلا أمريكا وكلا كلا إسرائيل" وطالبوا الحكومة العراقية بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال العسكري الأمريكي ولقد ارتدى المواطنون العراقيون بعض الملابس الخاصة أثناء المظاهرة، والتي تضمنت عبارات مهمة تعارض وجود القوات الأمريكية داخل الاراضي العراقية ومنها:
الف) الأمريكيون يختارون المجرمين، وبقية العالم يعاني من اعمالهم الوحشية.
ب) ترامب يدمر أمريكا والعالم.
ج) ترامب يرسل قوات أمريكية إلى الجحيم "العراق".
د) نرفض أي وجود عسكري أجنبي في العراق.
ه) أمريكا هي الشيطان الأكبر.
ز) أنت تدخل عموديا، ولكن يمكنك الخروج أفقيا.
ح) استشهدت قواتنا "العراقية، بمن فيهم قوات الحشد الشعبي" أثناء قيامهم بواجبهم لإنقاذنا "الشعب العراقي" من داعش على
أيدي القوات الامريكية.
ق) اخرج من بلدنا قبل ترحيلك
م) نعم نعم للسيادة الوطنية، نعم نعم للعراق وكلا كلا للمحتل
نعم لاستفتاء طرد القوات الأمريكية من الاراضي العراقية
إن الشعارات التي رفعها المحتجون العراقيون نقلت رسالة واضحة إلى كل الأطراف المحلية والأجنبية المعنية بأن الشعب العراقي يعارض أي وجود عسكري ومدني للأجانب، وخاصة الأمريكيين في العراق ويمكن اعتبار الحضور الجماهيري الغفير للمتظاهرين العراقيين والشعارات القوية التي رفعوها بأنها عبارة "رسالة على قبولهم للاستفتاء على ترحيل القوات الأجنبية، وقبل كل شيء القوات الأمريكية من العراق"، وهو التصور الذي استنبطته العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي دأبت خلال الايام الماضية على تغطية تلك الاحتجاجات وفيما يلي سوف نذكر بعضاً من آراء تلك الوسائل الاعلامية:
"الميادين": الموقف القوي لجماعات المقاومة
في هذا الصدد، غطت قناة "الميادين" اللبنانية المظاهرات العراقية، وأكدت هذه القناة في تحليلها للشعارات التي رفعها المتظاهرون العراقيون، على أن: "رسالة هذه المسيرة المليونية والشعارات التي تم رفعها تتمثل في أن جماعات المقاومة لها قاعدة شعبية كبيرة وأن الفصائل البرلمانية تمضي قدما في مسير تنفيذ قرار قانون طرد القوات الامريكية من كل الاراضي العراقية".
"رويترز": شعارات ضد الوجود الأمريكي
كتب مراسل صحيفة "رويترز" حول المتظاهرين العراقيين الذي خرجوا يوم الجمعة في مسيرة مليونية وقال: "العراقيون في شطري العاصمة العراقية بغداد، خرجوا إلى الشوارع بناءً على طلب من قادتهم السياسيين ورددوا شعارات ضد الوجود العسكري الأمريكي في بلادهم".
"الجزيرة": حرق العلم الأمريكي
وفي الوقت نفسه، غطت قناة الجزيرة الإخبارية القطرية جزءاً كبيراً من تلك المظاهرة المليونية مختلفة العراقية وبثت صوراً لحرق العلم الأمريكي على قناة "الجزيرة مباشر"، وذكرت أن هذا الامر يدل على احتجاج الشعب العراقي ضد الوجود الأمريكي في بلدهم.
"بي بي سي": العراقيون يدعون الأمريكيين للمغادرة
وكتبت صحيفة "بي بي سي" نيوز حول هذا السياق، وقالت: "خرجت الجماهيرة العراقية الغفيرة إلى شوارع العاصمة بغداد لحث أمريكا على مغادرة بلادهم."
فرض الرقابة أصبح أمراً مستحيل
لقد كانت المظاهرات العراقية التي شارك فيها الملايين من أبناء الشعب العراقي يوم الجمعة الماضي ضد الوجود الأمريكي وقادتهم الإرهابيين عظيمة جداً وكبيرة، بحيث لم تتمكن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والشخصيات السياسية من فرض الرقابة عليها. ولهذا السبب أجبرت بعض المصادر الدبلوماسية الغربية على الاعتراف بعظمة هذه المسيرة المليونية العراقية التي اجتاحت شوارع العاصمة العراقية بغداد ضد الإرهاب الأمريكي. وعلى نفس المنوال، أقر مصدر دبلوماسي غربي بأنه لا يمكن تجاهل هذه المظاهرات المليونية. مضيفًا إن هذه المظاهرات العراقية قد شكلت مشهدًا مثيرًا للإعجاب وغير مسبوق في البلاد. وقال إن معظم العراقيين يريدون أن يغادر الأمريكيون بلدهم.
دعم المرجعية العراقية العليا الشيعية للمظاهرات
حصلت هذه المظاهرة المليونية على دعم من المرجع الديني الشيعي العراقي سماحة السيد "آية الله سيد علي السيستاني" ولقد صرّح الشيخ "أحمد الصافي"، ممثل الهيئة الدينية العليا في العراق في خطبه الجمعة في "كربلاء": "إن المرجعية الدينية تؤكد على موقفها الثابت بشأن الحاجة إلى احترام سيادة القانون والاستقرار وتؤكد أيضا على ضرورة المشاركة السياسية والاتحاد الشعبي في العراق".
رد فعل السلطات العراقية
لقد قوبلت هذه المظاهرات المليونية العراقية التي خرجت يوم الجمعة الماضي أيضا برد فعل من قبل المسؤولين العراقيين والشخصيات الحزبية والتيارات السياسية وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس الاسلامي الاعلى "همام الحمودي": "لقد رفعت مظاهراتكم المليونية رأس العرب والمسلمين عالياً".
ومن جهته، قال "هادي العامري"، رئيس ائتلاف "الفتح" العراقي، في بيان له: "لقد أعلن الشعب العراقي عن رغبته في خروج القوات الأمريكية وعلى الحكومة الأمريكية احترام إرادة الشعب". ومن ناحية أخرى، أعلن زعيم تيار "الحكمة الوطنية" العراقية السيد "عمار الحكيم"، أن "الشعب العراقي صرخ يوم الجمعة من أجل الاستقلال والحرية". كما أصدر "قيس الخزعلي"، الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" العراقية بياناً وصف فيه "ترامب" بالغبي وقال "لقد أوضح الشعب العراقي وجهات نظره بشأن أمريكا".
رسالة صريحة من أبناء الشعب العراقي
بالنظر إلى جميع الشعارات التي قيلت خلال المسيرة المليونية التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، وموضوعاتها التعبيرية ورسالتها الواضحة، يمكن القول أن الرسالة الأكثر وضوحًا التي أراد للشعب العراقي ايصالها للعالم أجمع هي معارضتهم الصريحة لبقاء الإرهابيين ولا سيما القوات الأمريكية في بلادهم، خاصة بعد قيام أيادي الغدر والخيانة الامريكية باغتيال العديد من قادة محور المقاومة في العراق وعلى رأسهم الشهيد اللواء "قاسم سليماني" والشهيد "أبو مهدي المهندس".وفي هذا السياق، ذكر العديد من الخبراء السياسيين بأن تلك الاحتجاجات المليونية العراقية كانت بمثابة صفعة شديدة في وجه "دونالد ترامب"، الرئيس الإرهابي أمريكا ولبعض القادة والمسؤولين الآخرين في هذا البلد، خاصة وأن هذه المظاهرات كشفت عن أكاذيب ومزاعم واشنطن التي كانت تتذرع بها في مختلف المجالات.
وفي الختام يمكن القول أن الشعب العراقي قد كشف أثناء خروجه في مسيرات مليونية يوم الجمعة الماضي عن مطالبه التي عبر عنها في الشعارات واللافتات التي حملها والان حان دور المسؤولين والقادة العراقيين للقيام بخطوتهم والمضي قدما لتنفيذ جميع مطالب المتظاهرين. وليس هناك شك في أن عدم وجود استجابة صريحة وحاسمة من قبل القادة والمسؤولين العراقيين لمطالب الشعب العراقي التي ازاحوا الستار عنها خلال تلك المسيرة المليونية التي خرجت يوم الجمعة الماضي، سوف تؤدي إلى تفاقم المشهد السياسي في البلاد.