الوقت- في الأيام الأخيرة، ازدادت حدة الاحتجاجات والاضطرابات في وسط وجنوب العراق، حيث شهدت مدينة الناصرية عاصمة محافظة "ذي قار"، الكثير من أعمال العنف والاشتباكات؛ وتقع مدينة الناصرية في جنوب شرق العراق وتعتبر رابع أكبر مدينة في البلاد. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الميدانية بأنه قُتل ما لا يقل عن 16 شخصاً وجُرح العشرات في الاحتجاجات وأعمال الشغب التي وقعت في مدينة الناصرية يوم الخميس الماضي، ولفتت تلك المصادر إلى أن هذه المدينة كانت واحدة من النقاط المحورية الرئيسة لنشوب الاضطرابات والتجمعات المناهضة للحكومة العراقية منذ أكتوبر الماضي.
وفي الأيام الماضية حذرت العديد من وسائل الإعلام العراقية المستقلة والتيارات الوطنية من مصادرة الاحتجاجات الجماهيرية في مدينة الناصرية من قبل التيارات المتطرفة والمتشددة. كما أن تلك الوسائل الاعلامية والتيارات المستقلة كشفت في تقارير اخبارية عن الدور الخبيث التي تقوم به بعض الحكومات الأجنبية بقيادة أمريكا وبعض الأنظمة الرجعية في المنطقة لعرقلة التجمعات السلمية في مدينة الناصرية، ولكن للاسف الشديد لم يهتم أحد بتلك التقارير. وفي وقتنا الحالي ومع مرور بعض الوقت فلقد تكشفت الحقائق وبانت الوقائع وثُبت أن ما قالته تلك الوسائل الاعلامية والتيارات المستقلة الداعية للوحدة والسلام في العراق، كان هو الحقيقة. وفي سياق متصل تقول العديد من الحركات والتيارات العراقية التي تشدد على حاجة فصل صفوف المحتجين والجماعات السياسية المعارضة للحكومة عن الميليشيات المسلحة، بأنها لا تقلق فقط من الفوضى واعمال العنف التي تشهدها العديد من المدن العراقية وإنما هي قلقة من خطر كبير قد يقود البلد بأكمله للهاوية.
ووفقا للعديد من المصادر الاخبارية، فإن الهجوم على سجن "الحوت" الواقع في مدنية الناصرية هو نفس الخطر الكبير الذي يحذر منه المتعاطفون العراقيون الذين كشفوا خيوط اللعبة التي يقوم بها المحور الغربي – العبري- العربي من أجل اطلاق سراح الكثير من العناصر الارهابية. ومما لا شك فيه، إذا تم فتح أبواب سجن "الحوت" أمام العناصر الارهابية، فستحدث كارثة كبيرة للعراق وللمنطقة، وهذا الامر هو ما جعل الحكومات والانظمة الاجنبية تهتم بشكل خاص بمدينة الناصرية العراقية من بداية الاحتجاجات في هذا البلد. ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، تحاول القوات المسلحة التابعة لبعض الاجهزة الاستخباراتية الاجنبية اقتحام سجن "الحوت" في خضم الاحتجاجات الجماعية وأعمال الشغب التي تشهدها هذه المدينة وذلك من أجل اطلاق سراح الآلاف من عناصر تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية.
وحول هذا السياق، كشف مصدر امني عراقي، أن معلومات وردت حول وجود مخطط اجرامي كبير تقوده عدة جهات من اجل اقتحام سجن الحوت واطلاق سراح اكثر من 4000 ارهابي. واوضح المصدر ان قوات مكافحة ارهاب محمولة جوا توجهت منذ فجر السبت إلى الناصرية لتعزيز حماية سجن الحوت الذي يضم اكثر من 4000 ارهابي بعد كشف مخطط خطير جدا لمحاولة اقتحامه. واكد المصدر ان العراق تلقى معلومات استخبارية عن استعدادات لجماعات دينية منحرفة معروفة في الناصرية لتوجيه حشود بشرية باتجاه سجن الحوت لمهاجمته بالتزامن مع تفجير السجناء لأعمال شغب داخل السجن. وتفيد المعلومات بتسلل قوة خاصة مدربة عاليا من دولة مجاورة لمناطق معينة بالناصرية مازال يجري التحري عنها، لتندس بين الحشود البشرية وتتولى تنفيذ عملية اقتحام السجن وتهريب الارهابيين. وقال المصدر ان احتياطات أمنية كثيفة، وحالة طواريء قصوى تم اتخاذها منذ صباح أمس في محيط سجن الحوت والمناطق المجاورة والطرق المؤدية له على خلفية تلك التقارير الاستخبارية. يذكر أن مجاميع الجوكر الامريكي التي وسعت هجماتها مساء امس لتشمل إحراق مركز شرطة، ومحاولة اقتحام مقر قوات الرد السريع، وتنفيذ عدة عمليات ضد مقرات أمنية واضرام الحرائق بعدة سيارات شرطة ومفترقات معظم الطرق الرئيسة وإشاعة فوضى عارمة، يعتقد أنها كانت جزءاً من التحضيرات التمهيدية لمخطط اقتحام سجن الحوت.
وفي سياق متصل، حذر وزير الداخلية الاسبق "باقر جبر الزبيدي" يوم الاربعاء الماضي، من مخطط ارهابي كبير لاطلاق سراح الآلاف من عناصر داعش المعتقلين في سجن الحوت الواقع في مدنية الناصرية بمساعدة دولتين خليجيتين. وقال "الزبيدي" في بيان له، إن "ساعة الصفر ستعلن عندما تنجح جهود دولتين خليجيتين بإطلاق سراح الدواعش الستة الاف من سجن الحوت في ذي قار والمحكومين بالاعدام وعلى غرار ما حصل عام 2013 في سجن ابو غريب". وفي هذا الصدد، قال مصدر ميداني عراقي، " في الأشهر الماضية قام ممثلي عن النظام السعودي بزيارة سجن الحوث بذريعة الاجتماع ومتابعة السجناء السعوديين وتنبيه الإرهابيين بقرار الهجوم على هذا السجن". ويقع سجن "الحوت" في الضاحية الجنوبية الغربية لمدنية الناصرية، وهو أحد أهم السجون في العراق ويوجد حاليًا في هذا السجن العديد من المجرمين، إلى جانب المئات من البعثيين والآلاف من عناصر داعش وتنظيم القاعدة، وخاصة من السعوديين".
ووفقا للعديد من المصادر الاخبارية فلقد نفذت عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي هجمات انتحارية واسعة النطاق في 30 يوليو 2013، وتمكنوا من دخول سجن "الحوت" واطلاق سراح العشرات من كبار الإرهابيين والمجرمين الخطرين. وفي عام 2018، حاول ثلاثة مفجرين انتحاريين من تنظيم "داعش"، بقيادة "بدر فارس مطلق"، وهي جماعة إرهابية بارزة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، تنفيذ عملية سرية في مدينة الناصرية ومهاجمة سجن "الحوت".
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد تمكن الإرهابيون من الدخول إلى محافظة الأنبار العراقية عن طريق المرور من الصحراء الشرقية السورية وبعد ذلك تمكنت تلك القوة الانتحارية بمساعدة بعض القوات الخائنة والمستأجرة من التسلل إلى مدنية الناصرية ولكنهم في نهاية المطاف وقعوا في كمين كانت القوات العراقية قد نصبته لهم ولقد تمكنت قوات الأمن العراقية والمخابرات من التعرف على الانتحاريين الذين ينتمون إلى تنظيم "داعش" الارهابي إلى جانب قائدهم في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار وتمكنت من القضاء عليهم قبل أن يقوموا ببعض الهجمات والعمليات الارهابية.
إن التطورات الميدانية على الساحة العراقية تثبت يوما بعد يوم أن محور الشر في المنطقة التي تقودها أمريكا يعمل بشكل يائس لفتح الطريق أمام الإرهابيين للفرار من سجن "الحوت" وذلك من أجل القيام ببعض العمليات الارهابية التي من شأنها أن تخلق حالة من انعدام الامن والاستقرار في العراق.