الوقت- كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن المحادثات بين ممثلي نظام "آل سعود" ومسؤولي حكومة صنعاء لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة دون أي نتائج ملموسة وهذا بسبب إصرار الرياض على وقف مؤقت لإطلاق النار وفي المقابل إصرار ممثلي "أنصار الله" على الوقف الكامل لعمليات إطلاق النار للدخول والمشاركة في مفاوضات سياسية جدية. ولفتت تلك المصادر الاخبارية بأنه بالتزامن مع استمرار المملكة العربية السعودية في مفاوضاتها السياسية والعسكرية غير المباشرة مع حركة "أنصار الله" خلال الأسابيع الأخيرة، قامت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية بصد العديد من الهجمات اليومية التي تشنها القوات السعودية المدعومة من قبل القوات السودانية وغيرها من القوات الموالية للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" في عدد من الجبهات الحدودية والداخلية.
ولكن هذه التوترات العسكرية المستمرة التي تقوم بها قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته والتي بدأن قبل أسبوع من الزمان، لم تتسبب في إغلاق أبواب المحادثات بين القادة العسكريين السعوديين واليمنيين. وحول هذا السياق، ذكرت بعض المصادر اليمنية بأنه خلال الايام القليلة الماضية عقدت العديد من جلسات المحادثات بين ممثلي النظام السعودي وممثلي "أنصار الله" في العاصمة العمانية مسقط. وأيضا قام المبعوث الخاص للأمم المتحدة "مارتن غريفيث" بزيارة إلى العاصمة اليمنية صنعاء قبل عدة أيام عقب لقاءه بالامير "خالد بن سلمان"، نائب وزير الدفاع السعودي في الرياض.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "الاخبار": "كل هذه الإجراءات تُظهر أن المملكة العربية السعودية تبحث عن مخرج لها من مستنقع اليمن بعد فشلها في تحقيق أهدافها التي أعلنت عنها في بداية عدوانها على أبناء الشعب اليمني والتطورات الاخيرة تُظهر هذه المرة أن فرص المحادثات المباشرة بين المملكة العربية السعودية وحكومة صنعاء كبيرة جدا، خاصتا وأن ورقة "منصور هادي" أصبحت بالنسبة للجانب السعودي شبة محروقة ومن المرجح أن هذه المحادثات ستُغّير مجرى الأزمة في اليمن وهذا الامر يؤكده القبول السعودي لإقتراح رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن "مهدي المشاط" بوقف الضربات الصاروخية والجوية التي تشنها قوات تحالف العدوان السعودي". وفي حين أن هذه المفاوضات الحالية بين الجانبين لا تزال هشة، إلا أنها أدت إلى انخفاض كبير للضربات الجوية السعودية على المحافظات اليمنية ولعبت أيضا دور رئيسي في تحرير سفن الوقود التي أوقفتها قوات تحالف العدوان في المياه الاقليمية اليمنية قبل عدة أسابيع. كما أن هذه المفاوضات أثارت أيضا مسألة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وفي سياق متصل، ذكرت عدد من المصادر الاخبارية بأن المبعوث الخاص للأمم المتحدة "مارتن غريفيث"، ذكر خلال زيارته الأخيرة لصنعاء عددا من المؤشرات الإيجابية التي يمكن أن تؤدي إلى تقدم كبير في طريق الحل السياسي للازمة اليمنية. وأشار إلى أن هناك الآن مناقشات واسعة النطاق بين مختلف الأطراف اليمنية استعدادا لاستئناف المحادثات مع المملكة العربية السعودية في مرحلة لاحقة. ووفقًا لمصادر اخبارية تابعة لـ"أنصار الله"، فلقد تقدم "مارتن غريفيث" خلال اجتماعه مع السيد "عبد الملك الحوثي"، زعيم حركة "أنصار الله" على قوات "أنصار الله"، باقتراح لوقف مؤقت لإطلاق النار، لكن السيد "الحوثي" رفض هذا الاقتراح وأصر على ضرورة وقف الحرب تمامًا.
وفي هذا الصدد، شدد وفد صنعاء الذي التقى لفترة وجيزة مع سفراء "حفظ السلام" قبل اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" في العاصمة الإيرانية طهران يوم السبت الماضي، على ضرورة وقف العدوان المناهض لليمن وكسر الحصار وإطلاق حوار سياسي شامل في بيئة هادئة.
ووفقا لمصادر اخبارية تابعة لـ"أنصار الله"، تجري حاليا محادثات سرية لإعادة فتح مطار صنعاء الدولي ومن المرجح أن تنجح هذا المحادثات وذلك لأن الجانب السعودي فشل في تحقيق مكاسب على الساحة اليمنية وهذا الامر لربما هو السبب وراء عدم مشاركة "منصور هادي" في هذه المحادثات. يذكر أن السفارة اليمنية في واشنطن التابعة لحكومة "منصور هادي" المستقيلة أصدرت بياناً في وقت سابق من هذا الأسبوع، زعمت فيه أن مطار صنعاء كان خارج الخدمة وكان يُستخدم للأغراض العسكرية.
ورداً على هذه المزاعم الباطلة، أكد وزير الخارجية اليمني "هشام شرف" أن هدف "منصور هادي" هو إبقاء المطار مغلقًا. كما أشار "شرف" إلى أن إعادة فتح مطار صنعاء تعتبر مسألة إنسانية بحتة ولا علاقة لها بالإنجازات السياسية أو العسكرية لأحد الجانبين على حساب الآخر. كما أشار "هشام شرف" إلى أن المعايير الأمنية في مطار صنعاء تتوافق مع معايير "الايكاو".
ومن الناحية العسكرية، أكد "جمال عامر"، عضو هيئة التفاوض في حكومة صنعاء، أن المفاوضات تجري منذ شهر أكتوبر الماضي بين السلطات العسكرية في الرياض وصنعاء عبر رابط فيديو. وأشار أيضًا إلى أن المملكة العربية السعودية أصرت على عدم نشر مشاهد تتعلق بعمليات "نصر من الله" وأن مسؤولًا عسكريًا سعوديًا بارزًا قد اتصل مرتين بمسؤولي "أنصار الله" لإقناعهم بهذا الامر، لكنهم رفضوا. وأضاف "عامر" أن الأولوية عند الجانب السعودي هي استعادة شرفه العسكري.
لكن "عامر" قال إن تصعيد الاشتباكات على جبهات "جازان" لا يزال مستمر حتى هذه اللحظة، حيث يواصل "أنصار الله" إتباع سياسة التقدم في الجانب الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية والمتمثل في تصعيد النزاعات في المناطق الحدودية، والسيطرة على عدد من القرى والمدن الحدودية السعودية وذلك من أجل اجبار الجانب السعودي على عدم فرض الكثير من الشروط عند جلوسه على طاولة المفاوضات.